فجر المهندس أبوالعلا ماضى، وكيل مؤسسى حزب الوسط، مفاجأة حين قال إنه كان يعلم بوجود تنظيم عسكرى داخل الجيش لجماعة الإخوان المسلمين فى الثمانينيات وقال: «كنت عضوا بالجماعة فى محافظة المنيا، وحين اجتمعنا بمنزل محيى الدين عيسى لتشكيل المكتب الإدارى للمحافظة وسألنا الراحل مصطفى مشهور المرشد العام للجماعة وقتها «كيف سنصل للسلطة؟ فقال: بالقوة، فلدينا تنظيم فى الجيش من خلاله سنحصل على السلطة». كما كشف ماضى فى الصالون الثقافى للصحفى أحمد المسلمانى بعنوان «ما الذى يجرى فى جماعة الإخوان المسلمين الآن» عن وجود قيادى بنقابة الأطباء من أصدقاء الدكتور عصام العريان رفض ماضى ذكر اسمه إنه كان يجند شبابا من مصر للمشاركة فى حرب أفغانستان فى أواخر الثمانينيات آنذاك بإذن من مصطفى مشهور، مؤكدا أنه علم بذلك الأمر بعد عودة جثمان شاب مصرى من هناك إلى بلدته فى محافظة الشرقية. وأضاف أن كرم زهدى، القيادى بجماعة الجهاد، قام فى الثمانينيات بتدريب الشباب على استخدام السلاح فى الجبل وتراجع بعد انكشاف أمره. كما هاجم ماضى مقالا كتبه لموقع إسلام أون لاين الدكتور محمد بديع المرشد المنتظر للجماعة، اعتبر فيه الإخوان ممثلى الإسلام وأعضاءها هم الصحابة ومعارضيها بمثابة المنافقين، ومؤسسى حزب الوسط مجموعة من الخارجين. ووصف الجماعة بالبيت الكبير فارغ المحتوى، مدللا على قوله بأنه خلال فترة السبعينيات كانت هناك محافظات بأكملها لا يوجد بها إخوان، مضيفا أن ما أدى لتراجع الإخوان الآن حرص قياداتها وبالأخص أبناء مجموعة 65 على دعوة الأعضاء للطاعة العمياء وتشويه صورة المنفصلين عن الجماعة. واعتبر سيطرة من وصفهم ب«القطبيين» على الجماعة مؤشرا خطيرا فى عودة العنف للجماعة قبل أوانه، واتهم الكثير من أعضاء الجماعة بالجهل السياسى، على حد قوله. وأرجع استمرار الصراع بين الإخوان والسلطة لضيق أفق الديموقراطية لقيادات الجماعة، متوقعا عدم حصول الإخوان فى انتخابات البرلمان المقبلة على أكثر من 15 مقعدا كحد أقصى بسبب انعدام الإشراف القضائى والصورة السلبية للجماعة فى الفترة الأخيرة. كما أرجع تماسك الحزب الوطنى لاستخدامه سياسة الحديد والنار بأسلوب أسوأ من أسلوب الإخوان، مؤكدا أن أحزاب المعارضة أصبحت جزءا من المشكلة، وليست جزءا من الحل. وسرد ماضى ما رآه من أزمات تمر بها جماعة الإخوان المسلمين، وقال على رأسها أزمة مشروعية القيادة، والمنهجية الفكرية وأزمة التاريخ والسلوكيات والمراجعات، مشيرا إلى وجود مدرستين داخل الإخوان، مدرسة النظام الخاص جيل ال(65) ويقومون بجميع نشاطهم فى الخفاء، ومدرسة النظام العام ممثلو حسن البنا. وأوضح أنه بعد وفاة المرشد الثانى للجماعة المستشار حسن الهضيبى عام 73 اختار الإخوان مرشدا سريا لمدة 3 سنوات، ومن المحتمل بنسبة كبيرة أن يكون هو حلمى عبدالمجيد، لكن تمردت عليه جماعة النظام الخاص رغبة منهم فى إدارة الجماعة وجعل المرشد مجرد صورة. وأضاف أن الجماعة تواجه إشكالية الفصل بين وظيفتها الدعوية وممارستها السياسية، وأن مدرسة سيد قطب داخل الجماعة بدأت تسيطر على القيادة، مما سبب تراجع أبناء مدرسة حسن البنا. وأرجع أزمة التاريخ والسلوك والمرجعيات داخل الجماعة لعدم قراءتهم أو مراجعتهم تاريخهم بحس نقدى، إلا فى أفكار قليلة جدا بعكس الجماعات الأخرى. وحكى ماضى من المواقف التاريخية للجماعة، أنه فى عصر الرئيس الراحل أنور السادات اقترح عليه محمد عثمان إسماعيل محافظ أسيوط فى ذلك الوقت، الاعتراف بوجود الإخوان المسلمين وتأسيس حزب لهم، من أجل إبعاد اليساريين عن السادات، وأن السادات وافق بشرط خروج مجموعة النظام الخاص من الجماعة، واختيار اسم للحزب غير «الإخوان المسلمين»، فرفض الإخوان العرض. واعترف ماضى بأنه وقت ترشحه لعضوية مجلس الشعب فى حلوان عام 1995، اكتشف التناقض بين دور الداعية والسياسى، مشددا على ضرورة عدم الجمع بينهما . وقال عن عبدالمنعم أبوالفتوح إنه «من أنبل أعضاء الجماعة وأكثرهم تأثيرا، والإخوان ينكرون دوره الآن، واتسم عصره بقوة التيار الإصلاحى الذى انعدم الآن مع تحول الإخوان لأفراد هنا وهناك». وروى أيضا أنه بعد نجاح الثورة وسيطرة تنظيم الضباط الأحرار على الحكم ذهب جمال عبدالناصر لزيارة مرشد الإخوان وقتها بمنزله، بعد أن قام وسيط بترتيب اللقاء بينهما. وأن المرشد حين قابل عبدالناصر قال له: «إنت مش قلت بعد نجاح الثورة إنها هتبقى بتاعة الإخوان؟ فأجاب عبدالناصر لا».. فقال المرشد له: «المقابلة انتهت»، وهنا حاول الوسيط إصلاح الموقف، فسأله المرشد: «قالك الجملة وللا لأ؟» فرد الوسيط «قالها»، فقال المرشد: «عبدالناصر أنكر، فهو بذلك كذاب، ولن أكمل حديثى معه، وبالفعل أنهى المرشد المقابلة».