نخبة الإعلام والعلاقات العامة يجتمعون لمستقبل ذكي للمهنة    موسكو: الاتحاد الأوروبي سيضطر لمراجعة نهجه في العقوبات ضد روسيا    وزارة الشباب والرياضة تحقق أهداف رؤية مصر 2030 بالقوافل التعليمية المجانية    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 31 ديسمبر    وخلق الله بريجيت باردو    محكمة تونسية تؤيد حكم سجن النائبة عبير موسى عامين    وزارة الرياضة تواصل نجاح تجربة التصويت الإلكتروني في الأندية الرياضية    بداية تحول حقيقي، تقرير صادم عن سعر الذهب والفضة عام 2026    ولفرهامبتون يحصد النقطة الثالثة من أرض مانشستر يونايتد    مصرع طفل دهسه قطار الفيوم الواسطي أثناء عبوره مزلقان قرية العامرية    طقس رأس السنة.. «الأرصاد» تحذر من هذه الظواهر    ذخيرة حية وإنزال برمائي.. الصين توسع مناوراتها حول تايوان    توتر متصاعد في البحر الأسود بعد هجوم مسيّرات على ميناء توابسه    زيلينسكي يناقش مع ترامب تواجد قوات أمريكية في أوكرانيا    الخارجية القطرية: أمن السعودية ودول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن قطر    "25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    رئيس جامعة قنا يوضح أسباب حصر استقبال الحالات العادية في 3 أيام بالمستشفى الجامعي    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    «مسار سلام» يجمع شباب المحافظات لنشر ثقافة السلام المجتمعي    «قاطعوهم يرحمكم الله».. رئيس تحرير اليوم السابع يدعو لتوسيع مقاطعة «شياطين السوشيال ميديا»    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    نتائج الجولة 19 من الدوري الإنجليزي الممتاز.. تعادلات مثيرة وسقوط مفاجئ    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    قيس سعيّد يمدد حالة الطوارئ في تونس حتى نهاية يناير 2026    التنمية المحلية: تقليص إجراءات طلبات التصالح من 15 إلى 8 خطوات    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    من موقع الحادث.. هنا عند ترعة المريوطية بدأت الحكاية وانتهت ببطولة    دعم صحفي واسع لمبادرة المتحدة بوقف تغطية مشاهير السوشيال ميديا والتيك توك    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    مصدر بالزمالك: سداد مستحقات اللاعبين أولوية وليس فتح القيد    شادي محمد: توروب رفض التعاقد مع حامد حمدان    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    طرح البرومو الأول للدراما الكورية "In Our Radiant Season" (فيديو)    الخميس.. صالون فضاءات أم الدنيا يناقش «دوائر التيه» للشاعر محمد سلامة زهر    لهذا السبب... إلهام الفضالة تتصدر تريند جوجل    ظهور نادر يحسم الشائعات... دي كابريو وفيتوريا في مشهد حب علني بلوس أنجلوس    بسبب الفكة، هل يتم زيادة أسعار تذاكر المترو؟ رئيس الهيئة يجيب (فيديو)    د هاني أبو العلا يكتب: .. وهل المرجو من البعثات العلمية هو تعلم التوقيع بالانجليزية    حلويات منزلية بسيطة بدون مجهود تناسب احتفالات رأس السنة    الحالة «ج» للتأمين توفيق: تواجد ميدانى للقيادات ومتابعة تنفيذ الخطط الأمنية    ملامح الثورة الصحية فى 2026    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    خالد الجندي: القبر مرحلة في الطريق لا نهاية الرحلة    حقيقة تبكير صرف معاشات يناير 2026 بسبب إجازة البنوك    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    السيطرة على انفجار خط المياه بطريق النصر بمدينة الشهداء فى المنوفية    أمين البحوث الإسلامية يتفقّد منطقة الوعظ ولجنة الفتوى والمعرض الدائم للكتاب بالمنوفية    رئيس جامعة العريش يتابع سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بمختلف الكليات    الصحة: تقديم 22.8 مليون خدمة طبية بالشرقية وإقامة وتطوير المنشآت بأكثر من ملياري جنيه خلال 2025    الزراعة: تحصين 1.35 مليون طائر خلال نوفمبر.. ورفع جاهزية القطعان مع بداية الشتاء    معهد الأورام يستقبل وفدا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المرضى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    نسور قرطاج أمام اختبار لا يقبل الخطأ.. تفاصيل مواجهة تونس وتنزانيا الحاسمة في كأس أمم إفريقيا 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رشوة وزارة الصحة.. لماذا برأت الأوراق نجل الوزيرة ومدير مكتبها؟ نص التحقيقات
نشر في الشروق الجديد يوم 26 - 01 - 2022

"الشروق" تنشر أهم أقوال سيف الأشهب وأحمد سلامة من واقع التحقيقات بعد بدء المحاكمة
- سيف الأشهب يروي كيف استخدمه والده دون علمه في إنهاء الاتفاق
- التحقيقات تنفي علم سيف وسلامة باتفاق الرشوة بين عبد المجيد الأشهب ومالكي المستشفى
- الوزيرة تكلف مدير مكتبها بإنهاء طلبات أسرتها.. وسلامة: «ما يطلبه الأشهب كأنه من الوزيرة شخصيا»
- نجل الوزيرة: «أبويا كان بيزن عليا أكلم أحمد سلامة.. ومعرفش انه استخدمني في واقعة رشوة»
- وسيط الرشوة: «الأشهب قال لنجله عاوزين نخلص الإجراءات والناس هتدعيلك يا سيف"
كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في قضية رشوة وزارة الصحة عن استخدام زوج الوزيرة السابق، نجلهما، في إنهاء اتفاق الرشوة الذي وقعه مع ملاك المستشفى المخالفة لاستخراج تراخيص تشغيلها، ليدلي الابن بأقوال تدين أباه قبل إحالته للمحاكمة مع ثلاثة آخرين وسيطين ومسئول بالوزارة.
تحقيقات القضية التي برأت وزيرة الصحة ونجلها سيف الأشهب ومدير مكتبها أحمد سلامة، هي نفسها التي كشفت عن تعليمات وتوصيات من الوزيرة تخص أفراد الأسرة، فلم يخلو مكتب الوزيرة من طلبات لأفراد العائلة، إلا أن طلبات الابن لم يتبين خروجها عن القانون، بخلاف ما ثبت بحق الأب عبد المجيد الأشهب.
فقد اعتبر أحمد سلامة أن الطلبات المقدمة له من زوج الوزيرة السابق ونجلها، وكأنها صادرة من الوزيرة نفسها ويجب التوصية عليها لسرعة تنفيذها، مستندًا إلى تعليمات تلقاها منها، وهي: "أي طلبات للأسرة أوصي عليها عشان تخلص".
جميع الأقوال في القضية تطابقت بشأن عدم علم سيف وسلامة باتفاق "الرشوة" بين الأشهب والوسيطين ومالكا المستشفى، واقتصار تدخلهما على التوصية بسرعة مراجعة ملف المستشفى وإنهاء إجراءات ترخيصها، إلا أنه بالتزامن مع ذلك كان عبد المجيد الأشهب يتواصل مباشرة مع الموظفين الذين تلقوا تكلفيات بأمر المستشفى، بعد علمه بأسمائهم من نجله.
أقوال سيف ساهمت في تثبيت الاتهان على والده فيما يتعلق بتواصله مع صديقه المتهم الثالث السيد الفيومي لإنهاء تراخيص المستشفى، مع تكرار طلبه الاتصال بأحمد سلامة لتسريع الإجراءات، وهو ما عبر عنه سيف قائلًا: "كان أبويا بيزن عليا، ومعرفش انه استخدمني في حاجة زي كده".
وتنشر "الشروق" في السطور التالية أسباب وكواليس ظهور اسم سيف الأشهب نجل وزيرة الصحة، وأحمد سلامة مدير مكتبها، من واقع أقوالهما في التحقيقات وما أقر به المتهمون في القضية رقم 2284 لسنة 2021 حصر أمن الدولة العليا.
• أقوال نجل الوزيرة (علاقته بوالده ونفوذهما لدى مسئولي الوزارة)
مثل سيف الأشهب أمام نيابة أمن الدولة العليا يوم 26 ديسمبر 2021 لسؤاله على سبيل الاستدلال، قبل إحالة القضية للمحاكمة ب 3 أيام.
في البداية شرح سيف طبيعة علاقته بوالده الذي طلب منه التوصية على بعض الخدمات في وزارة الصحة آخرها واقعة قضية الرشوة، يقول سيف: "بعد انفصال أمي عن أبويا، كانت العلاقة بيني وبين أبويا مقطوعة، وكنا بنتواصل في المناسبات فقط، لحد من حوالي سنة بدأ والدي يرجع العلاقة معايا والأمور رجعت طبيعية بينا.. وأبويا بقى بيطلب مني خدمات في وزارة الصحة والسكان، كان آخر حاجة تقريبا يطلبها في شهر 9 أو 10 سنة 2021".
يضيف سيف: "لما قابلني والدي لقيته بيقولي إن في واحد صاحبه قريب جدا منه اسمه سيد الفيومي، له طلب خاص بمستشفي اسمها دار الصحة، وعايز حد في إدارة التراخيص بوزارة الصحة علشان يخلص تراخيص المستشفي".
وتحدث نجل وزير الصحة إلى مدير مكتب والدته للتوصية على طلب والده باعتباره الشخص الذي يلجأ إليه في هذه الأمور من أجل سرعة إنهائها، يقول سيف: "ساعتها أنا كلمت أحمد سلامة اللي هو مدير مكتب وزير الصحة ورئيس الاتصال السياسي، واللي عادة بكلمه في أي طلب ليا في الوزارة.. وقولت له على الموضوع وإنه خاص بولدي، فقالي حاضر".
وتابع سيف: "بعدها كلمني أحمد سلامة، وقالي الراجل بتاع المستشفي راح له، وكان معاه الكارت بتاعي اللي والدي أخده من عندي في البيت لما جالي علشان يزور ابني اللي كان تعبان، وشاف الكروت بتاعتي، وقالي هياخد كذا واحد، وفعلا أخد كذا واحد.. وكان ساعتها منتظره تحت البيت صاحبه سيد الفيومي".
واستطرد سيف: "قولت لأحمد سلامة إن الراجل ده تبع والدي، فقالي تمام، وإنه ظبط الدنيا له، وأنا بلغت أبويا بالكلام ده.. وبعدها علطول أبويا كلمني أكثر من مرة علشان أكلم أحمد سلامة عشان تنزل لجنة من وزارة الصحة تعمل معاينة على نفس المستشفى وتخلص إجراءات ترخيصها.. وساعتها أنا كلمت أحمد سلامة وبعت له بيانات المستشفى على الواتساب، واللي كان بعتها ليا أبويا على الواتساب، وبعدها أحمد سلامة بلغني أن اللجنة هتنزل.. وبلغت أبويا بالكلام ده عشان هو كان بيزن عليا".
ونفى سيف وجود أي علاقة تربطه بمالکي مستشفى دار الصحة المستشفى، وأن حديث والده معه بشأنها كان في مقابلتين إحداهما عندما زاره في المنزل، ثم من خلال المكالمات التليفونية بهدف تسريع وتيرة الإجراءات التي تسير ببطء.
وذكر سيف أنه لا يدري ما إذا كان والده يتحدث مع مسئولين في الوزارة أم لا، لكنه كان يطلب الخدمات من والدته ومنه،
متابعا: "أنا نفذت طلب أبويا، لأنه أبويا، وأخبرت أحمد سلامة بأن هذا الطلب يخصه".
وعن مدى علم مسئولى وزارة الصحة والسكان بانتهاء علاقة الزوجية بين المتهم محمد الأشهب ووالده، قال سيف: "معرفش إذا كانوا يعرفوا بموضوع الطلاق ولا لأ، وأنا مش عارف إذا كان أبويا بيقول حاجة زي كدة أو لا، بس أنا بشوف إنه حاطط صورة على الواتساب فيها أنا وهو ووالدتي وشريف، والصورة دي تركيب مش حقيقية، بس عمري ما كلمته في الموضوع ده".
وعن مدى استحابة أحمد سلامة للطلب، قال سيف: "هو نفذ ما اللي طلبته في المرتين.. لما راح مندوب المستشفى بالكارت بتاعي، خلى حد في إدارة التراخيص يشوف الورق بتاعهم ويخلصه، وفي المرة الثانية نفذ اللي طلبه والدي علشان اللجنة تنزل بسرعة وتعاين المستشفى علشان يخلصوا إجراءات ترخيصها.. وهو عمل كده لأن الطلب ده من والدي، وأنا اللي ببلغه وهو عارف إني ابن وزيرة الصحة والسكان".
وأكد سيف أن والده هو من أعطى الكارت الشخصي الخاص به لمندوب المستشفى الذي ذهب به إلى أحمد سلامة.
وعن الشخص الذي تحدث إليه أحمد سلامة في إدارة التراخيص، قال سيف: "أنا مش فاكر هو كلم مين، بس هو قالي على اسم اللي كلمه في إدارة التراخيص بس أنا مش فاكره، وأنا قولت لوالدي إن أحمد سلامة كلم الشخص اللي قالي على اسمه وإن الموضوع تمام.. وأحمد سلامة بلغني إن الشخص اللي كلمه في إدارة التراخيص استجاب له، وحتي قالي على معاد اللجنة بس انا مش فاكر امتي وبلغت والدي الكلام ده كله".
وانتهت أقوال سيف نافيا علمه بتلقي والده مبالغ مالية على سبيل الرشوة من مالكي مستشفى دار الصحة مقابل استعمال نفوذه لدي مسئولي تلك الوزارة، قائلا: "أنا مكنتش أعرف إن أبويا استخدمني في حاجة زي كده".
• أقوال أحمد سلامة تكشف تعليمات الوزيرة بشأن أسرتها
في يوم 27 أكتوبر مثل أحمد سلامة، رئيس الإدارة المركزية للاتصال السياسي بوزارة الصحة والسكان، ومسئول بقطاع مكتب الوزيرة وقت الواقعة أمام النيابة، لسؤاله على سبيل الاستدلال، ثم عاد أمام مرة أخرى لاستكمال سؤاله يوم 22 ديسمبر.
بدأت الواقعة مع أحمد سلامة باتصال من سيف نجل وزيرة الصحة يخبره بتوصية والده على مستشفى دار الصحة، يقول: "سيف ابن الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان اتصل بيا في التليفون، وقالي إن والده محمد الأشهب موصي على مستشفي دار الصحة، وأنا قولت له حاضر، وبعدها جالي مندوب من المستشفي مش فاكر اسمه بس كان معاه الكارت الشخصي بتاع سيف ابن الدكتورة هالة زايد.. ودي كانت أول مرة سيف يبعت ليا حد ويكون معاه الكارت الشخصي بتاعه، عشان كده أنا اتاكدت إنه من طرف سيف فعلا، وأخدت الكارت منه واختفظت بيه معايا".
استجاب سلامة للطلب وبدأ في الاتصال بالمسئولين المعنيين بهذا الأمر في ظل تلقيه اتصالين من سيف بشأنها، يوضح: "كلمت دكتور هشام زكي (رئيس إدارة العلاج الحر التابعة للوزارة) قلت له إن سيف ابن معالى الوزيرة موصى على ملف مستشفي، وطلبت منه إنهم يراجعوا الملف، وبعت المندوب بتاع المستشفي للدكتور هشام.. وبعدها بكام يوم سيف اتصل بيا تاني وكان بيستعجل معاد اللجنة اللى هتزل تعاين المستشفى، وبعت ليا البيانات على الواتس آب.. وفعلا أنا كلمت دكتور هشام زکي وسالته على معاد اللجنة، فقالي إنهم كانوا مضغطوين علشان التدريب اللي كان في الإدارة، وقالي إن اللجنة هنزل تاني يوم المكالمة الثلاثاء 19 أكتوبر".
وذكر سلامة أن سيف تحدث معه في المرة الأولى عن سريان المستشفى في إجراءات الترخيص وطلب سرعة إنهائها، وفي المرة الثانية بعدما تقدمت المستشفى بالملف بهدف استعجال لجنة المعاينة، وأرسل له بيانات المستشفى على الواتساب، متابعًا: "سيف لما كلمني قالي إن والده محمد الأشهب موصي على المستشفى وعايزني أساعدهم في سرعة مراجعة الملف وترخيص المستشفى في إدارة العلاج.. وبعث ليا رسالة صوتية على الواتساب إن ولده يستعجل المعاينة التي هتنزل المستشفى".
وعن نفوذ محمد الأشهب زوج وزيرة الصحة السابق، قال سلامة: "هو زوج الدكتورة هالة زايد، اللي هي وزيرة الصحة والسكان، وأي طلب منه كأنه من الوزيرة شخصيا".
وعن مرجعية هذا النفوذ، أجاب: "الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، وإحنا كلنا موظفين تحت رئاستها في الإدارة، والتعليمات اللي بتقولها بنفذها.. وكانت من ضمن التعليمات إن أي طلبات للأسرة بتاعتها أوصي عليها عشان تخلص، ومن الطبيعي إن زوجها لما يتكلم على حاجة تكون بالنسبة ليا إن الوزيرة هي اللي متكلمة عليها".
التعليمات المُسبقة التي تلقاها سلامة من وزيرة الصحة كانت سبب استجابته لطلبات أسرتها، موضحًا: "لما جالي المندوب بتاع المستشفى وصيت عليه في إدارة العلاج الحر، وكلمت دكتور هشام زکي اللي هو رئيس الإدارة ووصيته على الملف بتاع المستشفى، وقلت له إن دي توصية سيف ابن معالي الوزيرة، والوزيرة كانت مدياني تعليمات أي طلبات للأسرة بتاعتها أنا بوصى عليها.. وعلشان كده لما سيف كلمنى وقالى إن ولده محمد الأشهب موصى على المستشفى، أنا عملت بتعلميات الوزيرة ووصيت على الملف.. واللي أعرفه إن إدارة العلاج الحر استلمت الملف، وبعد كده اتحددت لجنة المعاينة".
وعن علاقته بمحمد الأشهب، قال سلامة: "هي علاقة في أضيق الحدود لوجود مشاكل عائلية بينه وبين الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، واللي أعرفه إنهم منفصلين وهو مش عايش معاها في البيت.. وهو كان بيطلب حاجات كثير من الوزارة في الفترة الأولى لما الوزيرة مسكت الوزارة، لكن في أوقات كثير مكناش بنعمل حاجة لإن طلباته كانت كثير جدًا وأنا سمعت إنه كان مرشح نفسه في انتخابات مجلس النواب أو الشيوخ في القليوبية".
وأضاف: "لكن بعد كده طلب عن طريق الأستاذ سيف ابنه وابن الوزيرة طلبين، وأنا كنت بعملهم بعلم معالي الوزيرة، لأنها مدياني تعليمات مسبقة إن أخلص أي طلبات لأبنائها سيف أو شريف".
وعن طبيعة عمله، قال سلامة إن عمله يختص بالتعامل مع أعضاء مجلس النواب ومجلس الشورى وفحص الطلبات المقدمة منهم الوزارة الصحة مثل طلبات العلاج على نفقة الدولة، أو التكليف للمواطنين، وأيضًا حضور جلسات المجلسين، بالإضافة إلى قيامه بنفس أعمال مديرة مكتب وزيرة الصحة.
• أقوال وسيط الرشوة تبرئ نجل الوزيرة وتدين الأشهب الأب
ما نفاه سيف نجل وزير الصحة في التحقيقات بشأن عدم علمه باتفاق الرشوة الذي وقع بين والده ومالكي المستشفى، تأكد في اعترافات وسيط الرشوة المتهم السيد عطية الفيومي.
أشار الفيومي في اعترافاته إلى واقعة سمع فيها الأشهب -خلال محادثة هاتفية معه- يتحدث إلى ابنه سيف، قائلا: "الأشهب قال لسيف عاوزينك تكلم أحمد سلامة في الموضوع اللي أنا قولتلك عليه عشان اللجنة تنزلهم بسرعة عشان تعمل المعاينة وتديهم الرخصة، والناس هتدعيلك يا سيف، وكلام من ده".
وتابع الفيومي: "ساعتها أنا عرفت إن الأشهب مش مفهم سيف طبعاً أنه واخد فلوس مقابل الخدمة دي.. وسيف قاله في المكالمة أنا اتكلمت مع أحمد سلامة خلاص مدير مكتب وزيرة الصحة وقولتله وقال هو هيعمل اللازم، وقالي خلي الناس تروح لأحمد سلامة الوزارة ويبقى معاهم ملف المستشفى اللي هيتقدم للعلاج الحر عشان يحددوا ميعاد اللجنة وتقولهم من طرفي وهو هيخلص لهم كل حاجة".
وتضمنت اعترفات المتهم الثالث السيد عطية الفيومي، تفاصيل طلب محمد الأشهب رشوة من مالكي مستشفى دار الصحة، حيث بدأت القصة عندما سأله المتهم الثاني حسام فودة عن أحد يستطيع استخراج الرخصة للمستشفى التي تكلفت 300 مليون جنيه ووقف قرار غلقها حتى لا يتعرض أصحابها للخسارة، حيث لو تمكن من ذلك سيعين حسام مدير للعلاقات بها، متابعًا: "لقيته بيقولي انت مش تعرف زوج وزيرة الصحة خلينا نكلمه ويخلص الموضوع ده، فانا قولتله ماشي".
وأضاف أنه تحدث لمحمد الأشهب عن الترخيص، فأخبره بإمكانية ذلك وطلب لقاء أصحاب المستشفى، متابعا: "الأشهب قالي، نقعد مع الناس وأشوف يقدر يدفعوا كام.. وطبعاً عرفت ساعتها إنه هياخد فلوس رشوة عشان يخلص الموضوع ده من وزارة الصحة، فقولتله تمام أنا هكلم الناس وأظبط معاد، وفعلاً كلمت حسام فودة في نفس اليوم وقولتله حدد يوم مع صحاب المستشفى يقعدوا مع محمد الأشهب".
وتابع الفيومي أنه في لقاء جمعه وفودة والأشهب ومالكي المستشفى، طلب الأشهب 5 ملايين جنيه، سيحصل على 3 ملايين عند استخراج الرخصة، و2 مليون عندما يستخرج شهادة الجودة، بحكم أنه له نفوذ في وزارة الصحة باعتباره زوج الوزيرة وقادر على سهولة التواصل مع مسؤولي الوزارة.
بعد موافقة أصحاب المستشفى على دفع المبلغ، أوضحت اعترافات الفيومي تحركات الأشهب بداية من حديثه مع نجله سيف مرورًا بأحمد سلامة ومسئولي إدارة العلاج الحر، حتى مسئولة التراخيص بمنطقة التجمع التي لم تنفذ قرار غلق المستشفى بعدما تعرضت له من ضغط.
يقول الفيومي: "أول حاجة الأشهب كلم سيف ابنه وحكاله الموضوع، وقاله عاوزين نوقف قرار الغلق لحد ما تطلع الرخصة.. وفعلا سيف كلم مدير مكتب وزيرة الصحة اللي اسمه أحمد سلامة وراح مكلم الناس اللي هما في قطاع العلاج الحر اللي اسمه هشام ونائبه اسمه محمد محي عشان يوقفوا تنفيذ غلق المستشفى، وفعلا تواصلوا مع اللي اسمها جيهان اللي ماسكة موضوع تنفيذ قرار الغلق بتاع المستشفى في العلاج الحر، وهي لما لقيت إن فيه ضغط عليها ماتنفذتش قرار الغلق"، مشيرًا إلى الأشهب أخبره بذلك، ومن ناحية أخرى كان حسام فودة يتابع الإجراءت.
وسرد الفيومي في أقواله تفاصيل حصول الأشهب على جزء من مبلغ الرشوة، وضغطه عليه للحصول على باقي مبلغ الرشوة كاملا بعدما تمكن من وقف قرار غلق المستشفى، حتى ألقي القبض عليه.
• القضية أمام المحكمة
عقدت محكمة استئناف القاهرة في 23 يناير الجاري أولى جلسات محاكمة المتهمين الأربعة في القضية وقررت التأجيل إلى 31 من الشهر الجاري.
والتمهمون في القضية كل من: محمد عبد المجيد حسين الأشهب أخصائي أول بشركة مصر للتأمين عن الحياة، والسيد عطية إبراهيم الفيومي طبيب (مالك مستشفى الفيومي)، وحسام الدين عبد الله فودة ضابط قوات مسلحة بالمعاش، ومحمد أحمد بحيري مدير إدارة التراخيص بمؤسسة العلاج الحر.
وكان النائب أمر المستشار بإحالة 4 متهمين للمحاكمة الجنائية، ووجهت للمتهم الأول أنه طلب لنفسه مبلغ 5 ملايين جنيه وأخذه منه 600 ألف جنيه على سبيل الرشوة من مالكَيْ مستشفى خاص، بوساطة متهمين آخرين مقابل استعمال نفوذه للحصول من مسئولين بوزارة الصحة على قرارات ومزايا متعلقة بعدم تنفيذ قرار غلق المستشفى لإدارتها بغير ترخيص، وإعداد تقرير مزور يُثبِت -على خلاف الحقيقة- عدم وجود أي مخالفات بها، وقد أُسند للمتهم الرابع ارتكابه ذلك التزوير.
وذكرت النيابة العامة أنها أقامت الدليل بالدعوى من أقوال 13 شاهدًا من بينهم مالِكَا المستشفى اللذان أبلغا هيئة الرقابة الإدارية بواقعة الرشوة فور طلبها وسايرا المرتشي بإذن من النيابة العامة حتى تمام ضبطه، فضلًا عن إقرارات المتهمَيْن الاثنيْن اللذين توسطا في الرشوة، وفحص هواتف المتهمين المحمولة المضبوطة وما ثبت بها من مراسلات أكدت ارتكاب الواقعة.
كما ثبتت الاتهامات من خلال اطلاع النيابة العامة على جميع تقارير المعاينة الخاصة بالمستشفى الصحيحة منها والمزورة، والاطلاع على مستندات بنكية تُثبت واقعة تقديم مبلغ الرشوة، علاوة على ما تأيَّد في ذلك من مشاهدة واستماع النيابة العامة لقاء ومحادثات أذنت بتسجيلها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.