حالة ضبابية ما زالت تحيط بمصير واحد من أهم برامج الشاشة العربية، ألا وهو برنامج «البيت بيتك»، الذى استطاع أن يحقق مجموعة من الأرقام القياسية فى تاريخ الإعلام المصرى خلال عمره، الذى امتد إلى ست سنوات، فهو الأكثر مشاهدة ،والأعلى أجرا، والأكثر تأثيرا فى الرأى العام فى مصر، وهو البرنامج الوحيد فى التليفزيون المصرى، الذى صدر عنه كتاب يؤرخ لمراحله المختلفة بعنوان «أسطورة البيت بيتك»، ورغم الإعلان عن قرار إلغاء البرنامج وإطلاق برنامج جديد بنفس فريق العمل من معدين ومخرجين وثلاثى التقديم، الذى يضم محمود سعد وتامر أمين وخيرى رمضان. لم يفصح أحد عن تفاصيل جديدة سوى ما قاله محمود سعد فى أكثر من تصريح حول وجود مفاوضات مع منى الشرقاوى، ولكن تبقى كل التفاصيل بعد ذلك فى طى الكتمان بما فيها اسم البرنامج، ولا يعلم أحد السر الحقيقى وراء رغبة السادة فى ماسبيرو وصوت القاهرة فى تغيير اسم «البيت بيتك» علما بأن هذا الاسم بمثابة العلامة التجارية، التى تساوى الكثير بعد مضى سنوات طولية من النجاح والانتشار، وهو مملوك لوزارة الإعلام المصرية، وهو اختيار للدكتور ممدوح البلتاجى، الذى اختاره بصفته الوظيفية، حيث كان يشغل وقتها منصب وزير الإعلام، وهذا ثابت فى أوراق البرنامج الذى تم إطلاقه فى عام 2004 كإنتاج خاص للتليفزيون المصرى، وفى العقد الذى تم توقيعه مع شركة بركة لإنتاج البرنامج فى 2005، لم يتم تغيير الاسم ولم يتضمن العقد بيع البرنامج أو اسمه. «البيت بيتك» لم يكن مجرد اسم بالنسبة للدكتور البلتاجى، وإنما كان تجربة نجاح كبيرة، فعندما اختار اسم «مصر البيت بيتك» لحملة تروج السياحة العربية الوافدة من الدول العربية حققت الحملة رواجا كبيرا فى حركة الزيارة إلى مصر خلال شهور الصيف، وكان لهذه الكلمة واقع السحر فى الإعلانات على الفضائيات العربية، ومن هنا استند البرنامج على اسم مسموع فى أرجاء الوطن العربى، وكان ل«البيت بيتك» تأثير كبير خارج الحدود، ومثلت حلقاته نقاط اتصال بالدول العربية عبر الفضائية المصرية، وهى أشياء مهمة قد يفقدها البناء الجديد حتى لو استعان بكل عناصر وفورمات البرنامج القديم، ويصبح كالتاجر الذى باع علامته التجارية بلا مقابل ودون سبب مقنع.