أفادت صحيفة "جارديان" البريطانية، بوفاة ما يقرب من 200 طفل دون سن الخامسة، بسبب الجوع في 14 مستشفى في إقليم تيجراي شمالي إثيوبيا، بين أواخر يونيو وأكتوبر الماضيين، وفقا للبيانات التي جمعها الأطباء والباحثون المحليون. وتقدم البيانات التي جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية، ورئيس مكتب الصحة في حكومة تيجراي قبل الحرب، الدكتور هاجوس جوديفاي، من 14 مستشفى، نظرة على حجم المعاناة في تيجراي، التي تكافح مع تعتيم الاتصالات وما تصفه الأممالمتحدة بأنه "حظر فعلي للمساعدات"، ما يعني أن معظم الإمدادات الطبية الأساسية لم تعد متوفرة. وقال جوديفاي، إن 186 طفلا دون سن الخامسة لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية الحاد في 14 مستشفى لا تزال تعمل في تيجراي، معربا عن غضبه من الحصار وأثره على الخدمات الطبية ووصفه بأنه "عقاب جماعي". وأضاف جوديفاي أن المستشفيات تشهد ما بين ثلاث إلى أربع وفيات أسبوعيا بسبب أمراض يمكن علاجها عادة مثل الالتهاب الرئوي والإسهال، وعشرات الآلاف من الأشخاص في حاجة ماسة إلى "متابعة مستمرة" للعلاج والرعاية لحالات مثل الإيدز والسرطان وداء السكري. وذكر جوديفاي، أنه وفقا للبيانات التي جمعها الأطباء في المستشفيات وكذلك من خلال المسوحات المنزلية التي أجراها الأطباء والباحثون في الإقليم، فإن 29% من الأطفال في تيجراي يعانون من سوء التغذية الحاد، بزيادة 9% قبل الحرب. وأودت الحرب في إثيوبيا، بين القوات الحكومية، وقوات "الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي"، بحياة الآلاف وأجبرت أكثر من مليونين على الفرار من ديارهم وامتدت إلى إقليمي عفر وأمهرا، ما يهدد استقرار إثيوبيا، ومنطقة القرن الإفريقي. وأعلنت إثيوبيا الطوارئ، مع توغل قوات تيجراي جنوباً نحو العاصمة أديس أبابا، ما يسمح باحتجاز أي مشتبه إلى أجل غير مسمى ويفرض على المواطنين حمل بطاقات هوية يمكن أن تشير إلى الأصل العرقي.