دراسة تؤكد مخاطر انتشار كورونا بين الغزلان ذات الذيل الأبيض وتأثيرها على الإنسان

كشفت دراسة حديثة أجريت بجامعة ولاية بنسلفانيا، أن فيروس كورونا ينتشر بشكل كبير في الغزلان ذات الذيل الأبيض، المنتشرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وأكد الباحثون أن النتائج مقلقة للغاية، ويمكن أن يكون ينتقل الفيروس من الغزلان إلى البشر حتي الحاصلين علي اللقاحات،حسب موقع"NPR.
ورصد فريق بحثي في وقت سابق، أجساماً مضادة لفيروس كورونا المستجد في عينات من غزلان الذيل الأبيض، التي تعيش في شمال شرق الولايات المتحدة "في أول دليل" على تأثر الحيوانات البرية بشكل واسع النطاق بالفيروس.
علامات مسبقة
منذ ظهور فيروس كورونا لأول مرة، كانت هناك العديد من العلامات على أن الغزلان ذات الذيل الأبيض ستكون شديدة التأثر بالفيروس، كماأن العديد من هذه الحيوانات كانت تصاب به في جميع أنحاء البلاد.
إصابات نشطة
اكتشف الأطباء البيطريون في جامعة ولاية بنسلفانيا إصابات نشطة بفيروس كورونا بنسبة 30% على الأقل من الغزلان التي تم اختبارها عبر ولاية أيوا خلال عام 2020.
خزان لفيروس كورونا
وتشير الدراسة، التي نُشرت على مواقع التواصل الإجتماعي الأسبوع الماضي، إلى أن الغزلان ذات الذيل الأبيض يمكن أن تصبح ما يُعرف باسم الخزان لفيروس كورونا، أي أن الحيوانات يمكن أن تحمل الفيروس إلى أجل غير مسمى وتنشره مرة أخرى إلى البشر بشكل دوري.
إذا كان الأمر كذلك، فسيحبط ذلك بشكل أساسي أي آمال في القضاء على الفيروس أو القضاء عليه في الولايات المتحدة، وبالتالي في العالم، وفقاً لما قاله عالم الفيروسات البيطري، سوريش كوتشيبودي من ولاية بنسلفانيا، والذي شارك في الدراسة.
ملاذ آمن للفيروس
يقول كوتشيبودي: "إذا أتيحت الفرصة للفيروس لإيجاد مضيف بديل إلى جانب البشر، والذي يمكن أن نسميه المخزن، فإن ذلك سيخلق ملاذًا آمنًا حيث يمكن للفيروس أن يستمر في الانتشار حتى لو أصبح جميع البشر حاصلين علي اللقاحات، وهكذا يصبح التعامل مع الفيروس أو حتى القضاء عليه أكثر تعقيدًا.
وبحسب الدراسة، كشف كوتشيبودي وزملاؤه عن وجود فيروس كورونا في العقد الليمفاوية لما يقرب من 300 غزال أبيض الذيل، بما في ذلك أكثر من 100 غزال بري.
ما وجدناه أصابنا بالذهول
ويقول عالم الأحياء الدقيقة البيطري، فيفيك كابور في ولاية بنسلفانيا ، والذي شارك أيضًا في الدراسة: "ما وجدناه أصابنا جميعاً بالذهول، لقد كان الأمر مذهلاً للغاية بالنسبة لنا"،لقد فوجئنا جدًا برؤية هذا العدد الكبير من العينات الإيجابية".
وتابع كابور، خلال الفترة من أبريل إلى ديسمبر 2020 ، كان حوالي 30 %من الغزلان التي تم اختبارها إيجابية لفيروس كورونا من خلال اختبار PCR، وفي الفترة من 23 نوفمبر 2020 إلى 10 يناير ، أصيب حوالي 80 % من الغزلان التي تم اختبارها.
وأكد كابور أنه مع تفشي فيروس كورونا ، كان انتشار الفيروس في الغزلان فعليًا بحوالي 50 إلى 100 ضعف انتشاره في سكان أيوا في ذلك الوقت، وخلال هذا الإطار الزمني ، قام الفريق أيضًا بتحليل جينات ما يقرب من 100 عينة من الفيروس، فوجدوا المتغيرات المنتشرة في الغزلان تتطابق مع المتغيرات المتداولة في الناس.
الأجسام المضادة
ودرس العلماء 624 عينة تم جمعها من 4 ولايات أميركية، ووجدوا الأجسام المضادة للفيروس في 152عينة، أي بنسبة 40 %منها.
وفي ولاية ميشيغان وحدها، أظهرت 67 % من الغزلان، المعروفة أيضا باسم "أيل فرجينيا"، علامات على وجود رد فعل مناعي ضد الفيروس.
انتقال العدوي إلى الغزلان
ويقول كابور أن التسلسلات الجينية تشير إلى أنه أثناء الوباء، التقطت الغزلان الفيروس من أشخاص عدة مرات في ولاية أيوا وحدها،وأضاف أن الأمر مقلق، ومن المحتمل انتقال الفيروس مرة أخرى من البشر إلى الغزلان ثم الإنتقال بين الحيوانات."
وتقول ليندا سيف، عالمة الفيروسات في كلية الطب البيطري بجامعة ولاية أوهايو، إنه من المحتمل أن ينقل البشر الفيروس إلى الغزلان ذات الذيل الأبيض، التي تعيش جميع أنحاء الولايات المتحدة بالإضافة إلى مناطق واسعة من أميركا الشمالية والوسطى وعلى حدود أميركا الجنوبية وعددها يقدر بأكثر من 30 مليون رأس".
وأضافت ليندا: "اكتشفنا أيضًا الفيروس في الغزلان في ولاية أوهايو"، وهناك دراسات عن الأجسام المضادة تشير إلى أن انتشار عدوى كورونا بين الغزلان مرتفع جدًا في الغرب الأوسط والشرق.
الأمر مقلق للغاية
واستكملت ليندا، السؤال الآن هل يمكن للفيروس أن ينتقل من الغزلان إلى البشر؟ أو هل يمكن للغزلان أن ينقل الفيروس بفعالية إلى مربي الماشية؟ لا نعرف حتى الآن إجابات هذه الأسئلة، ولكن إذا الجواب نعم، فإن ذلك مقلق للغاية".
سلالات جديدة
وأشارت ليندا، إلى مصدر قلق آخر وهو إمكانية ظهور سلالات جديدة من الفيروس داخل أجساد الغزلان، في تكرار لسيناريو سابق حدث مع حيوانات المنك في مزارع بهولندا وبولندا.
مراقبة انتشار الفيروس
واختتمت قائلة، لابد أن نتصرف بشكل استباقي بشأن المتحورات الناشئة، وألا سوف نتفاجأ من ظهور إحداها، فإن فهناك حاجة ملحة لمواصلة مراقبة انتشار فيروس كورونا في الحياة البرية خاصة في الحيوانات التي يمكنها أن تصبح خزاناً له مثل الغزلان ذات الذيل الأبيض".