جدل كبير دار مؤخرا، بعد تزايد جرعات المشاهد التي تدور حول المثلية الجنسية وتروج لها في مسلسلات وأفلام الكارتون والإنمي وبرامج الأطفال، وهو ما اعتبره البعض "خطرا على عقول الجمهور من الأطفال الصغار". مثلية "سوبرمان" لم تثر الجدل في مصر فقط، بل في المجتمعات الغربية والعربية على حد سواء، وإن كانت نسبة الغضب قد ازدادت في الوطن العربي، الذي اتخذ موقفا أكثر رفضا؛ نظرا لمخالفة العمل الكارتوني التعاليم الدينية والعادات المجتمعية. وشدد الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي، على خطورة المحتوى الجديد للمسلسل الكارتوني على الأطفال الصغار وسلوكهم، مطالبا بضرورة انتباه الآباء للمحتويات التي يطلع عليها أبنائهم. وأوضح فرويز، ل"الشروق"، أن "الطفل وليد التقليد"، يحتفظ بالمواقف التي تمر أمامه في الخلفية الذهنية لديه "back mind"، ويقوم بعدها بتقليدها إذ وقع في نفس الموقف، فيقلد الطفل والده ووالدته في غسل الأسنان وطريقة الأكل والشرب ويلتقط منهم الألفاظ والعبارات. وأضاف أن طبيعة الطفل في تقليد المواقف التي يمر بها بالطبع تنطبق على ما يشاهده في التلفاز، مؤكدا أنه عندما يرى الطفل، "سوبرمان" مثلي الجنسية، سيعتقد أن الأمر طبيعي وبالتأكيد يمكن أن يقوم بتقليده، خاصة وأنه يمثل لديه القدوة والمثل الأعلى في القوة والشجاعة والخير. وأشار إلى أن الإنسان بطبيعته وفي تطوره النفسي يكون لديه ميل لنفس الجنس، وتحديدا في الفترة بين 9 إلى 13 عاما، لكن ميوله يكون طبيعيا، إذ يفضل صديقه الولد ويميل للجلوس والتحدث والخروج معه عن الفتيات عادة، بل وتكون عنده منافسة مع الجنس الآخر. وتابع أن اعتياد الطفل على رؤية هذه النوعية من الأعمال التي تتناول المثلية الجنسية قد تؤثر عليه في طبيعة علاقاته بأصدقائه، وخاصة في الفترة التي يميل فيها إلى نفس جنسه بطبيعته الفطرية، فتتحول علاقات الصداقة المقربة بينه وبين صديقه إلى علاقة من نوع آخر، وفي حال عرض عليه أي شخص الدخول في علاقة فبالتأكيد لن يرفض. ويرى أستاذ الطب النفسي أن أفضل حل لمواجهة الظاهرة الجديدة للأفلام الكرتونية يكمن في المناقشة والتقرب من الأطفال، وليس إجبارهم بالابتعاد عن المشاهدة، لأنهم في تلك الحالة سيتجهون لها بشكل أكبر. "ربوا ولادكوا، اتكلموا معاهم، صاحبوهم، الطفل لما أصاحبه وأتكلم معاه، هيقولي على كل حاجة بيمر بيها وجديدة عليه، وبكده أقدر أصحح له المفاهيم الخاطئة أول بأول، حتى لا ينساق وراء كل ما يسمعه ويشاهده"، قالها استشاري الطب النفسي، محذرا الآباء والأمهات من ترك أطفالهم دون رقابة ومتابعة. وعن طريقة التصدي للمحتوى الجديد للأفلام والمسلسلات الكارتونية، تابع: "الآباء والأمهات مش هيقدروا يمنعوا أولادهم بالقوة عن مشاهدة تلك الأفلام، فنحن أصبحنا أمام غول وخطر كبير جاي علينا، ومش هنقدر نوقفه، ولا نمنع أطفالنا عنه، لكن نقدر نأهل أطفالنا نفسيا واجتماعيا وعاطفيا حتى لا ينجرفوا وراء تلك النوعية من الأفلام". وشدد فرويز على ضرورة حذر الآباء والأمهات من الأفلام التي تعرض محتوى لا يليق بالدين والعقيدة والعادات والتقاليد التي يتربى عليها الطفل، حتى لا يكون ضحية للاضطرابات النفسية التي قد تصيبه نتيجة التضارب الذي يتعرض له. وتابع: "الطفل بالبصيرة والفطرة يرى أن المثلية الجنسية غلط وعيب وحرام، لكن عندما يفعلها (سوبرمان) أو (سبونج بوب) أو أي من الشخصيات المحبوبة أو التي يعتبرونها أبطالا خارقة؛ فهذا يعطى للأمر نظرة لديهم بأنه طبيعي، ومع الوقت يتحول موقف الطفل، وحتى المراهق الصغير، من الاستنكار إلى التقبل".