شهد مهرجان الجونة السينمائى مساء أمس الأول «الأحد»، العرض الأول فى مصر لفيلم «ريش» إخراج عمر الزهيرى، والذى سبق وشارك فى مسابقة أسبوع النقاد الدولى بمهرجان «كان» السينمائى، وحصل على الجائزة الكبرى لنسختها ال60. «ريش» هو الفيلم الروائى الطويل الأول لمخرجه عمر الزهيرى، وأول فيلم مصرى يشارك فى مسابقة أسبوع النقاد، وقد خصص له المهرجان 5 عروض، واستقبله النقاد فى مهرجان «كان» بحفاوة كبيرة، غير أن عرضه الأول فى «الجونة» لم يحظَ بنفس القدر من الاحتفاء، فقد انقسم حوله النقاد والجمهور، بشكل حاد، ما بين إشادات كبيرة ترى أنه يقدم صورة مغايرة للسينما المعتادة، وهجوم قاس وصل إلى أن يتهمه البعض بتقديم صورة غير حقيقية عن مصر، بينما كان موقف كثير من الفنانين واضحا بخروجهم من قاعة العرض مع منتصف الفيلم تقريبا، ومن هؤلاء المخرجة إيناس الدغيدى، والفنانين، يسرا، أشرف عبدالباقى، وشريف منير، وأحمد رزق. الفيلم الذى اشترك فى كتابته إلى جانب المخرج السيناريست أحمد عامر، يقدم قصة أم تعيش فى كنف زوجها وأبنائها، حياة لا تتغير وأيام تتكرر بين جدران المنزل الذى لا تغادره ولا تعرف ما يدور خارجه ذات يوم يحدث التغيير المفاجئ ويتحول زوجها إلى دجاجة، فأثناء الاحتفال بيوم ميلاد الابن الأصغر، يخطئ الساحر ويفقد السيطرة ويفشل فى إعادة الزوج، الذى كان يدير كل تفاصيل حياة هذه الأسرة، هذا التحول العنيف يجبر هذه الزوجة الخاملة على تحمل المسئولية بحثا عن حلول للأزمة واستعادة الزوج، وتحاول النجاة بما تبقى من أسرتها الصغيرة، وخلال هذه الأيام الصعبة تمر الزوجة بتغيير قاس وعبثى. كما شهد اليوم الثالث للمهرجان أيضا، جلسة حوارية مع المخرج الأمريكى دارين أرنوفسكى، حول أعماله والسينما، وغيرها من الأمور، حيث افتتحت الجلسة بكلمات للفنانة بشرى رئيس عمليات المهرجان، وانتشال التميمى مدير المهرجان، والمخرج أمير رمسيس المدير الفنى. وقال أرنوفسكى، إن آخر زيارة له لمصر كانت عام 1987، ولم يكن يعرف حينها ما هى صناعة السينما. فى نيويورك ولوس أنجلوس لم يكن هناك الكثير من صناع السينما والمخرجين، كما لم يكن هناك كاميرات أو تكنولوجيا تصوير الأفلام الموجودة الآن، والتكلفة كانت كبيرة آنذاك. أما الآن، فيمكنك شراء تليفون بكاميرا عالية الجودة لتبدأ صناعة فيلمك أو البدء فى ترجمة أفكارك وشغفك لمحتوى مرئى أو سينمائى. لقد وُلدت وعشت فى بروكلين وشاهدت بالصدفة أحد أفلام «سبايك لى»، وغيرت نظرتى للسينما والتى كانت مختلفة عن أفلام هوليوود وهو ما جذبنى لهذا المجال. وعند ذهابى للجامعة، تمكنت من الحصول على المعدات وكانت أول مرة أجد فى نفسى شغفا بشىء ما لهذه الدرجة. كتبت فيلم Pi وهو فيلمى الأول، وأتذكر أنه عندما قمت بإخراجه كانت الموارد محدودة، واكتشفت أننى بحاجة لجمع نحو 20 ألف دولار، وهذه كانت أقل تكلفة، علما بأن الكُلفة الحقيقية للفيلم هى التحميض. وبسبب تكلفة الانتاج العالية، أدركت للمرة الأولى أهمية إيجاد ممثل بدون أجر. وذهبت إليه وعرضت عليه الفكرة وناقشنا الفيلم وبدأت تتولد أفكار الفيلم. وكان من أهم العناصر فى الفيلم إدخال الجمهور داخل رأس البطل وتقديم سينما موضوعية من خلال تحريك الكاميرا تجاه الأشياء التى ينظر اليها، ومعرفة ما يفكر به حيث أردنا استخدام الكاميرا بطريقة معبرة وقد تم التصوير بالأبيض والأسود نظرا لارتفاع تكلفة التصوير بالألوان، وهذه هى السينما التعبيرية. كل هذه القرارات تم الاتفاق عليها للعمل بالموارد المتاحة حيث لم نحصل على موارد إضافية. هناك 4 شخصيات فى الفيلم مما يخلق 4 وجهات نظر وباستخدام بعض التقنيات والألوان للتعبير عن الشخصيات مع اقتسام الشاشة لقسمين يعبر عن وجهتى نظر. لم نُرد الكثير من الخدع فى الفيلم بل استخدمناها كأدوات لرواية القصة مع ابتكار أدوات جديدة. فكرة اقتسام الشاشة تم تطبيقها فى عدد من الأفلام للتعبير عن المشاعر، حتى لو لشخصين ليسا من نفس العالم وإعطاء مشاعر حقيقية مثل تجربة تناول المخدرات. وفى جسر الجونة السينمائى حلقة نقاشية، شهدت الفعاليات جلسة نقاشية حول «السينما كأداة للتغيير المجتمعى»، من خلال الإجابة على عدد من الطروحات عن إمكانية أن تكون صناعة الأفلام غير الروائية قوة للتغيير، وكذلك أن تكون السينما عدسة لاستكشاف الانشطة الاجتماعية وتعزيزها على حد سواء، وإمكانية أن يكون الفيلم عاملا للتغيير من خلال رفع الوعى المجتمعى عبر الحدود. أدارت هذه الجلسة النقاشية الاعلامية مريم فرج، وشارك فى الجلسة المخرج على العربى، مخرج «كباتن الزعرتى، هوفيج إتيميزيان، رئيس خدمة الابتكار فى مفوضية شئون اللاجئين، سوبا أوماثفان، الرئيس التنفيذى لمؤسسة دروسوس، زينة دكاش مؤسسة كثارسيس المركز اللبنانى للعلاج بالدراما وتم التطرق خلال هذه الحلقة عن إمكانية وقدرة صناعة الأفلام غير الروائية على تغيير المجتمع، وشرح المشاركون عن دور السينما فى النقاشات العامة.