اعتبر د. حمدى السيد نقيب الأطباء ورئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب أن «الحكومة سعيدة جدا بإحجام القسط الأكبر من أولياء الأمور عن تطعيم أبنائهم فى المدارس الابتدائية باللقاح المضاد لفيروس (إتش1 إن1) لأنه يوفر لها لقاحات ستبيعها بعد ذلك ب80 جنيها مقابل التطعيم». واتهم نقيب الأطباء وزارة الصحة بأنها «لم تبذل الجهد الكافى لطمأنة الناس وإفهامهم بأن اللقاح آمن قبل البدء فى تطعيم طلبة المدارس». وأشار السيد إلى أن «الممتنع عن تطعيم ابنه مخطئ فى حقه، لأن التطعيم متاح مجانا، وأن التطعيم إذا كان شرا فهو لتجنب ما هو أخطر منه»، ناصحا بعدم السماع للشائعات التى تتحدث عن أن «التطعيم مؤامرة، وأنه يتسبب فى العجز الجنسى، لأن هذا الكلام ليس له أى أساس من الصحة». وأرجع الدكتور عبدالهادى مصباح استشارى المناعة والتحاليل الطبية ضعف إقبال الطلبة إلى القلق من بعض الأطباء غير المتخصصين الذين لا يعرفون مكونات الطعم، ويرددون حديثا مرسلا خاطئا، فيقول أحدهم إن الزئبق موجود بالطعم، بالرغم من أنه لم يقرأ ولا يعلم شيئا عن كيفية إنتاج اللقاح، مؤكدا أن المشكلة تكمن فى هؤلاء الأطباء غبر الفاهمين، فإذا أكد 100 طبيب مختص مأمونية التطعيم بينما ذكر 2 فقط أن التطعيم غير آمن سيصدق الناس الاثنين. وحول ما تردد عن إصابة بعض الطلبة بأعراض جانبية فور تلقيهم الطعم قال مصباح: «إن هذا الكلام غير موثق وكله شائعات، ولم يصل من جهة مسئولة أو أى مستشفى من المستشفيات». وأضاف أن خوف الناس من التطعيم «نابع من عدم ثقة الناس بالحكومة بشكل عام، نتيجة بعض الملفات الصحية السيئة، مثل اختلاط مياه الشرب بالمجارى بالبرادعة وهذا يجعل المواطن يشعر بأنه ليست له قيمة لدى الحكومة». واتفق د. محمد حسن خليل منسق لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة مع مصباح فى إرجاع الأمر إلى ضعف الثقة بين المواطن المصرى ووزارة الصحة والشك المستمر فى سلوكيات الوزارة، فيما يخص الأدوية خصوصا بعد محاولة وزير الصحة منذ عام تقريبا طمأنة المواطنين بفاعلية الأدوية وإعلانه أنه قام بسحب عينة من الأدوية المتداولة فى الأسواق وتأكد فاعلية 90 % منها، مما شكك المرضى فى ال10 % المتبقية التى لم يعلن الوزير عن أسماء شركاتها. وقال خليل إن «الناس غير مقتنعين بأن الحكومة من الممكن أن تفعل شيئا فى صالحهم، حتى إذا كان التطعيم آمنا بنسبة كبيرة».