الفاو تتوقع انخفاض واردات مصر من القمح بسبب إعادة النظر في دعم الخبز

توقع محمد الجمال، استشاري التسويق والحبوب بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة "الفاو"، انخفاض واردات مصر من القمح خلال الفترة المقبلة، بسبب دراسة تجري حاليا، لإعادة النظر في دعم الخبز.
وقال الجمال، اليوم الخميس، في مؤتمر "الشرق الأوسط الدولي للحبوب والزيوت"، ضمن حوار السياسات بين القطاعين العام والخاص في قطاع الحبوب المصري، الذي نظمته المنظمة مع البنك الأوروبي للإنشاء والتعمير، ووكالة "إيه بي كيه-إنفورم" لدول الكومنولث، إن دراسة تجري حاليا داخل الحكومة لبدائل خفض دعم الخبز، وفق تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، تتضمن خفض وزن الرغيف، أو تقليل عدد الأرغفة التي يحصل عليها الفرد يوميا، من 5 أرغفة حاليا، إضافة إلى التحول من الدعم العيني إلى النقدي، ما يعمل على خفض الكميات التي تستوردها الدولة المصرية من خلال هيئة السلع التموينية.
وأشار إلى أن خطوة مصر السابقة لخفض وزن رغيف الخبز من 110 جرامات إلى 100 جرام ثم 90 جراما، أسهمت في هبوط الكميات التي تستورها هيئة السلع التموينية.
في المقابل، سترتفع واردات القطاع الخاص المصري بنسبة تتراوح بين 5 و7%، بسبب زيادة التصنيع، وتصدير المنتجات المصنعة من القمح، مثل المكرونة والمخبوزات والبسكويت وغيرها، وفق الجمال.
ومصر هي أكبر دولة مستوردة للقمح في العالم، فيما استهلكت في 2020 نحو 22 مليون طن، استوردت منها 13 مليون طن، بنسبة 60%.
وقال الجمال: "إن نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح كانت أعلى في عام 2015، عند 48%، لكنها تراجعت إلى 40%، ومن الصعب جدا تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح في مصر".
ولا يعني الاكتفاء الذاتي أن تنتج مصر كل ما تستهلكه من القمح، ولكن 60% على الأقل من احتياجاتها، يجب أن تنتجه محليا.
ورغم ذلك، يرى الجمال أن هناك صعوبة في تحقيق الاكتفاء الذاتي لدى أكبر مستورد للقمح في العالم لعدة أسباب، تتضمن النمو السكاني الذي يفوق نمو الإنتاج وهما 2.5% و1.2% لكليهما على التوالي.
وأوضح أن مصر أنتجت في 2008 نحو 8 ملايين طن قمح، زادت إلى 9 ملايين طن في 2019، بنسبة نمو 13.9% فقط خلال 10 سنوات، و1.2% متوسط سنوي.
ولم تزد واردات مصر من القمح في الأشهر ال8 الأولى من العام الجاري نسبة 20% من المدة ذاتها العام الماضي، بما يعادل 6 ملايين طن، إلا أنها استوردت في شهر سبتمبر فقط نحو 1.240 مليون طن، ومن المتوقع أن تسرع وتيرة الاستيراد حتى نهاية العام ليصل إجمالي الواردات إلى 13 مليون طن، مثل العام الماضي، وفق الجمال.