تشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في واقعة اعتداء مدير مدرسة بالإسكندرية على طالب بالركل    أمين البحوث الإسلامية يتفقد منطقة وعظ أسيوط لمتابعة الأداء الدعوي    المالية تُعلن عن أكبر مزاد علني لبيع سيارات وبضائع حكومية 19 نوفمبر    مصر تتجاوز مليار دولار في الأمن السيبراني وتستعد لقيادة الحماية الرقمية    وزير الاستثمار: مصر تتطلع للتعاون مع تشاد في تنفيذ اتفاقية منطقة التجارة الحرة    القاهرة الإخبارية: إصابة 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال في مخيم الفارعة جنوبي طوباس بالضفة الغربية    السودان.. نيران الحرب ومخاطر التقسيم!    ألبانيا ضد إنجلترا.. شوط سلبى بتصفيات كأس العالم    وزير دفاع الاحتلال: قوات دولية ستتولى تفكيك قدرات حماس في غزة    تصفيات كأس العالم، إنجلترا تتعادل سلبيًا مع ألبانيا في الشوط الأول    وزارة الرياضة تشيد بالثورة الإنشائية بمركز التنمية الشبابية بزايد    بسبب وجبة الإفطار.. خلاف أسري يتحول إلى جريمة مروعة تهز حي أبو يوسف بالإسكندرية    تجديد حبس تشكيل عصابي بتهمة سرقة السيارات وتزوير أوراق ملكيتها    رئيس قطاع الفنون التشكيلية يفتتح "كادرات موازية" ضمن فعاليات القاهرة السينمائي    اعرفى عدد الوجبات التى يحب أن يتناولها الأبناء يوميا    منتخب مصر بالقميص الأحمر والأسود أمام كاب فيردي غداً    هاني تمام: برنامج دولة التلاوة أعاد الريادة لمصر وجمع المصريين حول القرآن    ما حكم الامتناع عن الإنفاق على الزوجة والأولاد؟.. أمينة الفتوى تجيب    هاني تمام: برنامج «دولة التلاوة» جمع المصريين حول كتاب الله    "علوم" القاهرة الأهلية تنظم ندوة توعوية بعنوان "أنت أقوى من المخدرات" غدا الإثنين.    محافظ الغربية : تنفيذ 66% من أعمال تطوير كورنيش محور محلة منوف    مصطفى كامل يطمئن جمهور الموسيقار عمر خيرت: حالته مستقرة ويجري فحوصات على الصدر    ميلان يدرس خطوة مبكرة لتمديد عقد مودريتش    حصر وجمع طيور البجع بطريق السخنة    لجنة التحقيق السورية في أحداث السويداء: أوقفنا عناصر من الدفاع والداخلية وأحيلوا للقضاء    طريقة عمل الدجاج المشوي المسحب بتتبيلة لا تقاوم    تعليم دمياط يواصل لقاءات مبادرة صوتك مسموع    محافظ الجيزة: الشعار الجديد للمحافظة يجسد إرثها الحضاري والعلمي    وزير الثقافة: المبنى الجديد لأكاديمية الفنون فرصة لتطوير مهارات الموهوبين    فارس الرواية المعاصرة    بعد 3 أسابيع.. مبيعات فيلم السادة الأفاضل تصل إلى 350 ألف تذكرة    وزارة التعليم الفلسطينية تشكر مصر على استيعاب عدد كبير من الطلبة الفلسطينيين    نجل محمد صبري: والدي لم يكن يعاني من أي أمراض.. وطريقة لعبه تشبهه في كل شئ    الأهلي يستعد لتجديد عقد أحمد عابدين حال عدم تلقي عرض من فاماليكاو البرتغالي    محافظ أسوان يستقبل المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوى الإعاقة    انطلاق حملة التطعيم ضد الحصبة للأطفال حتى 12 سنة بأسوان.. صور    بتوجيهات شيخ الأزهر .. دخول قافلة «بيت الزكاة والصدقات» الإغاثية الثانية عشر إلى غزة    حلا شيحة : دينا الشربينى جدعة ونيتها طيبة ومش خرابة بيوت ولكل من خاض فى عرضها اتقوا الله    الطقس: استمرار تأثير المنخفض الجوي وزخات متفرقة من الأمطار في فلسطين    زراعة بنى سويف تعاين مزرعتى ماشية و4 للدواجن وتصدر 6 تراخيص لمحال أعلاف    وزير الصحة يكشف مفاجأة عن متوسط أعمار المصريين    القاهرة الإخبارية: الاحتلال يمنع عبور شاحنات المساعدات المحملة بالخيام والبطاطين إلى غزة    تشمل إمدادات الغاز.. زيلينسكي يعلن عن اتفاقيات جديدة مع شركاء أوكرانيا    10 محظورات خلال الدعاية الانتخابية لمرشحي مجلس النواب 2025.. تعرف عليها    مواعيد وضوابط امتحانات شهر نوفمبر لطلاب صفوف النقل    وزارة «التضامن» تقر قيد 5 جمعيات في 4 محافظات    جهاز مستقبل مصر يقود سوق القمح نحو الاكتفاء الذاتى عبر زيادة المساحات الزراعية    "الداخلية" تصدر 3 قرارات بإبعاد أجانب خارج البلاد لدواعٍ تتعلق بالصالح العام    انطلاق أسبوع الصحة النفسية لصقل خبرات الطلاب في التعامل مع ضغوط الحياة    الإفتاء تواصل مجالسها الإفتائية الأسبوعية وتجيب عن أسئلة الجمهور الشرعية    الأوقاف تعلن عن المقابلات الشفوية للراغبين في الحصول على تصريح خطابة بنظام المكافأة    الفسطاط من تلال القمامة إلى قمم الجمال    إخماد حريق نشب داخل شقة سكنية دون إصابات في الهرم    منافسات التارجت سبرنت تشعل اليوم الحادي عشر ببطولة العالم للرماية    تقرير: أرسنال قلق بسبب إصابتي جابريال وكالافيوري قبل مواجهة توتنام    وزير الدفاع يشهد تنفيذ المرحلة الرئيسية للمشروع التكتيكي بالذخيرة الحية في المنطقة الغربية    30 دقيقة تأخرًا في حركة قطارات «القاهرة - الإسكندرية».. الأحد 16 نوفمبر    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 16نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا..... اعرف مواقيت صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحديات السنوات العشر المقبلة بأقلام صناع السينما
نشر في الشروق الجديد يوم 06 - 01 - 2010

السينما، السحر والخيال. الحاضر والماضى والمستقبل، هى مصنع الأفكار والأحلام..
وفى العشر سنوات المقبلة سوف يواجه الفن السابع صعوبات وتحديات على جميع المستويات، وفى هذه السطور يكتب عدد من صناع السينما رؤيتهم لما سوف يكون عليه الحال فى هذه العشرية المهمة من عمر الفن والسينما.
ناصر عبد الرحمن (سيناريست) : أفلام الرعب تهزم سينما المشاعر
من الصعب وضع تصور محدد لمستقبل السيناريو فى السنوات العشر المقبلة، وستظل الحيرة تلحق كاتب السيناريو خلال عمله وبحثه عن المواضيع السينمائية الجديدة.
وفكرة التنبؤ بالتطورات المستقبلية مسألة صعبة إلى حد ما، لكننى ربما أحدثكم عن تخوفى منه ألا وهو اختفاء سينما المشاعر وعدم الاهتمام بهموم البشر مع استمرار زحف سينما الأكشن الخالية التى تبتعد عن هموم البسطاء، وأتوقع أننا سنشاهد أفلاما تقدم موضوعات لا علاقة لها بمجتمعنا المصرى وتحاول فرض أنماط تهتم فقط بالصورة والإبهار بعيدا عن المواضيع التى تهم بالناس.
وأتوقع تغيرات فى الناحية الشكلية لكتابة السيناريو حيث تتم كتابته حاليا على الكمبيوتر وهو شىء مزعج بالنسبة لى حيث إننى أفضل الكتابة بالطريقة التقليدية بالقلم والورقة لأنها تعطينى جرعة إنسانية أكبر وأتوقع أن تختفى هذه الطريقة وربما يخترع البعض مجموعة من البرامج التى يتم وضعها على أجهزة الكمبيوتر لمساعدة السيناريست فى التأليف لكننى سأظل وحتى ولو بعد 100 عام أتعامل بطريقتى المعتادة مع الورقة والقلم والطقوس المعتادة.
وأعتقد أن هناك نوعا جديدا من الأفلام سيغزو السينما المصرية تتحدث عن الرعب والخيال العلمى وستنتشر أيضا فكرة ورش الكتابة ووجود أكثر من اسم على السيناريو.
تامر عزت (مونتير) : المونتاج الرقمى يطيح ب(المافيولا)
يعتبر دخول السينما المصرية عالم السينما الرقمية «Digital Cinema» هو من الأمور المحتمة تماما مثل دخول المونتاج الرقمى فى أوائل التسعينيات وحلوله التدريجى مكان أسلوب المونتاج التقليدى (الماوفيولا).
وبداية يجب شرح معنى مصطلح «السينما الرقمية». باختصار هو زواج شرعى بين قيم السينما الفوتوغرافية الجميلة التى اكتسبتها من استخدام عدسات ذات نقاء عال وأبعاد بؤرية متعددة، وبين تكنولوجيا حديثة تماما هى تكنولوجيا «CMOS» تنطق: سيموس.
وقد بدأ استخدام هذه التكنولوجيا منذ نحو عشر سنوات أو اكثر فى كاميرات الفوتوغرافيا وكانت ناجحة بصورة مذهلة. ففى خلال عقد واحد تحول معظم المصورين المحترفين من استخدام الأفلام الفوتوغرافية إلى الكاميرا الرقمية ذات الصورة عالية التفاصيل التى تفوق دقة تفاصيل الفيلم الفوتوغرافى التقليدى بمراحل.
وتطورت هذه التكنولوجيا لنتمكن أخيرا من الوصول إلى صورة رقمية متحركة «أى سينمائية» ذات جودة عالية تماثل تفاصيلها أو حتى تفوق تفاصيل صورة الفيلم السينمائى التقليدى، ولكن دون استخدام خام سينمائى او تحميضه فى معامل أو طبعه إلا فى المرحلة النهائية لعرضه فى دور العرض. ويكمن الفرق واضحا فى المحاولات التى جاءت فى التسعينيات وأوائل القرن الحالى لاستخدام ما يطلق عليه الكاميرا الفيديو الديجيتال والتى تعتمد على صورة كهربائية وليست فوتوغرافية كما هو الحال فى كاميرا السينما الديجيتال الحالية.
فقد جاءت تفاصيل صورة الفيديو الديجيتال أقل بمراحل عن نظيرتها المصورة على الفيلم السينمائى أو المصورة مؤخرا على الديجيتال سينما.
وبعد.. فما فائدة كل هذه التكنولوجيا لنا؟
اولا نحن بصدد أسلوب أكثر توفيرا من الناحية الاقتصادية.. ثانيا: نحن بصدد مراحل عمل نظيفة لا تدخل فيها يد البشر، فالصورة تنتقل من الكاميرا مباشرة إلى وحدة المونتاج الرقمية ومنها مباشرة إلى وحدة الميكساج أو المعالجة البصرية للمؤثرات (الجرافيك) وبالتالى فالصورة تصل إلى المتفرج نظيفة تماما لم يدخل فيها العنصر البشرى إلا فى مرحلة الطبع النهائية مما يضيق احتمالات الأخطاء البشرية المعتادة.
ثالثا: من الناحية الفنية أصبح من السهولة بمكان وصول المصور والمخرج ومصحح الألوان والمونتير ومصمم المؤثرات إلى الصورة التى يريدها وهو فى موقع التصوير دون الحاجة للانتظار لنتيجة المعمل.
فالتكنولوجيا دائما ما تعطى مساحة أكبر للفنان لكى يبدع تماما كما حدث مع المونتاج الرقمى الذى اعطى المخرج والمونتير إمكانية اختيار واختبار سيناريوهات مختلفة للفيلم فى وقت قياسى لم يكن متوافرا من قبل وواكب ذلك تطور ملحوظ فى المونتاج السينمائى نراه واضحا فى الأفلام المصرية فى العشر سنوات الأخيرة.
وأخيرا أتوقع أن يبدأ صناع الأفلام فى مصر استخدام أحدث تكنولوجيا فى كاميرات السينما الرقمية «مثل كاميرات RED ONE وARRI D21» والتى بدأت السينما العالمية فى استخدامها فى أفلام مثل «تشى جيفارا District 9 Jumper» كما أتوقع أن يتحمس لها المنتجون لما لها من فائدة فنية واقتصادية ولأنها لا تقل فى جودتها النهائية عن الصورة السينمائية المعتادة.
كما أتوقع أيضا أن تجد هذه التكنولوجيا المعارضة والاستهجان من أنصار السينما التقليدية ومحبى الفيلم السينمائى المصورعلى السيلولويد، وأيضا من صناع الأفلام ذات الميزانيات الضخمة والذين لن يضطروا للجوء لبدائل اقتصادية لصنع الأفلام التى يعشقونها.
حامد حمدان (مهندس ديكور): ثورات سينمائية تنتظر برامج الكمبيوتر
للسينما دوما سحرها كشكل فنى له بريقه ووسيلة لتسلية الناس.. ومهندس الديكور يتطلع دوما إلى المستقبل بكل أمل كى يستخدم كل الوسائل الممكنة لتحويل أحلام السينمائيين إلى حقيقة، خصوصا أن السينما كفن يرتبط نجاحها بقدرتها على التكيف مع التطور.
وأعتقد أن المستقبل سيتيح للمصمم الفنى وهو التعبير الأعم والأشمل لما أقوم به فى الأفلام المزيد من الإمكانيات والقدرات التى تعطينا حرية أكبر فى تنفيذ أفكارى.. تماما مثلما سيعطى التطور حرية إضافية للمخرج لتنويع أفلامه ما بين الخيال العلمى والموسيقى الغنائى.
وخلال السنوات المقبلة أتوقع أن ترتفع ميزانية الديكور فى الأفلام شيئا فشيئا وسنتوسع أكثر فى استخدام التكنولوجيا الحديثة من حيث استعمال الرسم والمجسمات الثلاثية الأبعاد فى الحصول على دقة أكبر فى مرحلة التنفيذ وستتنوع الخامات التى نستطيع استعمالها وستتكون من مواد خفيفة مثل الجبس والخشب والفلين.. وللعلم بعد حريق ديكورات فيلم «كلمنى شكرا» أصبحنا نستعمل خامات غير قابلة للاشتعال.
وأعتقد أننا لو أردنا أن نعطى تعريفا للديكور لتقريب معناه الحقيقى للقارئ فسنقول عنه أنه هو «المكان السينمائى» الذى تجرى فيه أحداث الفيلم.. وقد يكون المكان موجود فى الواقع ونقوم نحن بتطويعه واستغلاله فى التصميم أو قد يكون ديكور نقوم ببنائه داخل ستوديو مثلما فعلت فى «كلمنى شكرا» و«حين ميسرة».
ونحن نتعامل دوما مع المكان على أنه جزء لا يتجزأ من النسيج السردى للفيلم وعلينا أن نراعى تحقيق التوازن بين الدراما والتشكيل فى بناء الديكور وأيضا نهتم بإعطاء فرصة لمديرى الإضاءة والتصوير لتحقيق أهداف الدراما.
كما نقوم أيضا بوضع مؤثرات خاصة طبيعية كالدخان والضباب والأمطار والنيران والرياح وإنهيارات المبانى وبعض الأحيان نصنع مؤثرات خاصة فوتوغرافية نقوم بإدخالها مثل بعض الرسومات واللوحات المتحركة كسفن الفضاء وهو ما يتم توفيره من خلال الخلفيات التى نطلق عليها الكروما، ولقد تطورنا جدا فى ديكورات السينما عكس المسرح.
وأعتقد أنه فى المستقبل سنتوسع أكثر فى استعمال الكمبيوتر وأتمنى أن نقدم أفلاما خلال السنوات المقبلة يشعر خلالها المشاهدون وهم على مقاعدهم فى دور السينما بالحركة كحركة الزلازل والبراكين، وأعتقد أن التطور فى مجال السينما سيرتبط أيضا بالعلم الحديث الذى سيقلل من تكلفة الأفلام وسيدخل الكمبيوتر بشكل أكبر فيما سنقوم به على مستوى الديكور،
وسنحاول إيجاد مواد قابلة للتحول بعد الإستعمال لنستطيع استخدامها فيما بعد وسنبدأ فى اتباع الطريقة المستعملة فى الخارج من بناء جزء من الديكور أو الحدود الخارجية له مع استكمال باقى تفصيلاته بالكمبيوتر وبرامجه.
أحمد ماهر(مخرج) : مخرجونا فى انتظار.. الأطباق الطائرة!
عندما يسأل البعض عن المستقبل يتجه التفكير دوما ناحية وجهتين مختلفتين.. فلو كان من يتصدى للإجابة ينتمى لإحدى دول العالم الثالث فبالتأكيد سيكون لتفكيره وجهة دينية.. أما لو كان انتمائه للعالم الأول فسيتجه تفكيره ناحية الخيال العلمى والأطباق الطائرة أو الصراع الكونى بين مجموعة من الكواكب..
وإذا كان العالم الأول يعتمد على التحليل العلمى للظواهر المختلفة، فإننا فى معظم دول العالم الثالث نبحث دوما عن دلالات غير علمية لبعض الظواهر الطبيعية، فالمستقبل بالنسبة لنا وجدانى دينى منتمى للماضى، بينما لدى الغرب علمى بمعنى أنه يبحث عن حل لقضاياه بأساليب علمية.
كما أن المستقبل سيشهد تطورات فى مختلف ميادين التكنولوجيا، لذا يجب علينا نحن صناع السينما باعتبارها أكثر الفنون ارتباطا بالميكنة أن نتابع كل التطورات التكنولوجية فى مختلف المجالات، ونستفيد بها فى تطوير صناعة السينما حتى نقدم «الفن الخالد» الذى يعيش لأجيال تالية..
والفن الخالد يحوى دوما ما هو إنسانى الذى يتحدى الزمن و يعيش للابد، وأعتقد أن الرهان على المشاعر سيبقى دائما على رأس الموضوعات التى تهتم بها السينما خلال السنوات القادمة.
ويؤيد ما أقوله أن ما تم تسجيله على أشرطة الخام فى بداية السينما لم ينسه العالم حتى الآن وسيبقى صامدا حتى لو اشتد طوفان الديجيتال والبعد الثالث والصورة الافتراضية.
وفى تصورى أن التطوير الذى سيطرأ على مهنة الإخراج سيعتمد على ما يطرأ على الإنسان نفسه من تغيرات.. فإنسان العشرة أعوام القادمة سيكون مختلفا فى أحاسيسه وأفكاره ومشاعره.. والسينما سترصد هذه الاختلافات لأنها تهتم بالمحتوى باعتباره الشىء الوحيد الباقى.. وعموما لا يمكن التكهن بشىء محدد..
ولكننى أؤكد أن دور المخرج سيتغير ليصبح هو «المزج» بين ما تقدمه السينما من ثقافة وما يمكن أن يضيفه العلم للحياة، ومن هنا ستتحدد قدرات المخرج تبعا لما يعرفه من العلم ومدى قدرته على السيطرة عليه بأدواته السينمائية المختلفة.
سامح سليم (مدير تصوير) : كاميرات ال35 ستحتفظ بعرشها القديم
الكتابة عن المستقبل شىء يجعلك دوما مرتبكا وانت تحاول ان تتخيل كيف ستكون ملامحه؟.. وفى مجالنا تتغير المعطيات كل ثانية تقريبا، وبالتالى فإن المستقبل دائما فى حالة تغير بالنسبة لنا.
ومع كل هذه التغيرات فى القضايا السينمائية، إلا أننى أتوقع استمرار الكاميرات ال35 ملليمترا صامدة فى مصر طوال السنوات العشر المقبلة وسيظل الاعتماد عليها موجودا وستحتفظ بعرشها القديم، ولن تتراجع هذه النوعية من الكاميرات أو تختفى..
بالطبع ستزاحمها كاميرات الديجيتال والتى بدأ بالفعل استعمالها فى بعض الأفلام لكنها لن تستطيع إزاحة الكاميرات ال35 عن عرشها، رغم أن السوق المصرية ستشهد تشكيلة جديدة تعرف بكاميرات الريد من المتوقع أن تكون فى مرحلة وسط بين الديجيتال وبين ال35 ميللى ولا تتطلب تحويلا بتكلفة عالية.
لكننى أؤكد لكم أن الكاميرات التقليدية لن تختفى فى المستقبل وقد نستخدم التصوير ثلاثة أنواع من الكاميرات فى أحد الأفلام وسيحدد ذلك تكلفته والطريقة الأمثل لإنتاجه.
أما بالنسبة للإضاءة فسنظل نقوم بنفس التشكيلات اللونية التى تختلف بالطبع طبقا لنوعية الفيلم والطريقة المتبعة ولكننا قد نغير أدوات الإضاءة وربما تتغير وسيلتنا فى الإنارة لكننا لن نغير طريقتنا فى التلوين.
ربما يساعد التطور فى مجالات الكاميرات فى تحسين الصورة التى يتم عرضها فى دور العرض وأتمنى وبصدق أن نستطيع نحن فى مصر اللحاق ولو بالتقدم التقنى الذى ستشهده السينما فى هوليوود وأوروبا.
تامر كروان (مؤلف موسيقى) : الموسيقى التصويرية البطل الأول للفيلم
المتابع للحركة الموسيقية فى العالم يلاحظ أنها مرت بمراحل مهمة فى العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، فقد دخل الحاسب الآلى هذا الفن بقوة وفى كل مراحله بداية من التأليف مرورا بالتسجيل نهاية بالطبع.
وأدى ذلك إلى ظهور تنوع هائل فى الأشكال الموسيقية لم تكن معروفة من قبل. كما أن الكمبيوتر أتاح إمكانية صناعة هذا الفن فى المنازل أو ما يسمى باستديو المنزل وبتكاليف زهيدة ولكن والأهم أن الكمبيوتر أدى، بخلاف ما يظنه البعض، إلى زيادة المساحه الإبداعية لدى المؤلف بدون الخوف من التكاليف الإنتاجية والاستماع إلى مقطوعته حتى قبل أن يعزفها الموسيقيون.
هذه الحرية تزداد يوما بعد يوم مع التقدم فى مجال الحاسبات والبرامج المتخصصة فى الموسيقى، والمستقبل ينبئ بأن يؤلف الحاسب الألى الموسيقى من تلقاء نفسه إذا أعطاه المبرمج معطيات معينة للمقطوعة المسيقية المطلوبة. ولكن يبقى الإبداع البشرى الذى يتحكم بالآلة سواء كانت موسيقية أو إلكترونية هو الأهم.
الموسيقى التصويرية أيضا فى تطور فبعد أن كانت مصاحبة للأحداث أصبحت جزءا لا يتجزأ من العناصر الدرامية لأى فيلم. وفى أحيان غير قليلة يمكن للموسيقى أن تصبح البطل الأول للفيلم. وهذا يضع مسئولية كبيرة على مؤلفى موسيقى الأفلام كما أحب أن أسميها..
وهذه المسئولية تكمن فى أن هذا النوع من الموسيقى يرتبط بالسينما كفن متفرد ويجب على مؤلف موسيقى الفيلم أن يضع هذا نصب عينيه ولا يعامل موسيقاه على أنها للاستماع أو الاستمتاع فهى جزء من كل، كالسيناريو والتصوير والتمثيل والمونتاج.
وأعتقد أن موسيقى الأفلام فى مصر فى تطور والدليل وجود عدد لا بأس به من المؤلفين المتخصصين فى موسيقى الأفلام وهذا يعنى زيادة فى الوعى المهنى للصناعة بعد أن كانت تعتمد على الاجتهادات.
كما ان المجتمع أيضا زاد عنده الوعى والإدراك لجميع عناصر السينما ومنها موسيقى الأفلام وهذا يبشر بالخير لأن معرفة المجتمع بهذا الفن يجعل الموهوبين منه محترفين. ولكن المشكلة تكمن فى الجهات التعليمية التى يمكن أن تصقل موهبة هؤلاء الفنانين، ففى مصر لا توجد مؤسسة تعليمية حكومية أو خاصة لتدريس هذا الفن ولا أعنى هنا الموسيقى بل موسيقى الأفلام.. والاعتماد الآن على الخبرات والاجتهادات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.