عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحديات السنوات العشر المقبلة بأقلام صناع السينما
نشر في الشروق الجديد يوم 06 - 01 - 2010

السينما، السحر والخيال. الحاضر والماضى والمستقبل، هى مصنع الأفكار والأحلام..
وفى العشر سنوات المقبلة سوف يواجه الفن السابع صعوبات وتحديات على جميع المستويات، وفى هذه السطور يكتب عدد من صناع السينما رؤيتهم لما سوف يكون عليه الحال فى هذه العشرية المهمة من عمر الفن والسينما.
ناصر عبد الرحمن (سيناريست) : أفلام الرعب تهزم سينما المشاعر
من الصعب وضع تصور محدد لمستقبل السيناريو فى السنوات العشر المقبلة، وستظل الحيرة تلحق كاتب السيناريو خلال عمله وبحثه عن المواضيع السينمائية الجديدة.
وفكرة التنبؤ بالتطورات المستقبلية مسألة صعبة إلى حد ما، لكننى ربما أحدثكم عن تخوفى منه ألا وهو اختفاء سينما المشاعر وعدم الاهتمام بهموم البشر مع استمرار زحف سينما الأكشن الخالية التى تبتعد عن هموم البسطاء، وأتوقع أننا سنشاهد أفلاما تقدم موضوعات لا علاقة لها بمجتمعنا المصرى وتحاول فرض أنماط تهتم فقط بالصورة والإبهار بعيدا عن المواضيع التى تهم بالناس.
وأتوقع تغيرات فى الناحية الشكلية لكتابة السيناريو حيث تتم كتابته حاليا على الكمبيوتر وهو شىء مزعج بالنسبة لى حيث إننى أفضل الكتابة بالطريقة التقليدية بالقلم والورقة لأنها تعطينى جرعة إنسانية أكبر وأتوقع أن تختفى هذه الطريقة وربما يخترع البعض مجموعة من البرامج التى يتم وضعها على أجهزة الكمبيوتر لمساعدة السيناريست فى التأليف لكننى سأظل وحتى ولو بعد 100 عام أتعامل بطريقتى المعتادة مع الورقة والقلم والطقوس المعتادة.
وأعتقد أن هناك نوعا جديدا من الأفلام سيغزو السينما المصرية تتحدث عن الرعب والخيال العلمى وستنتشر أيضا فكرة ورش الكتابة ووجود أكثر من اسم على السيناريو.
تامر عزت (مونتير) : المونتاج الرقمى يطيح ب(المافيولا)
يعتبر دخول السينما المصرية عالم السينما الرقمية «Digital Cinema» هو من الأمور المحتمة تماما مثل دخول المونتاج الرقمى فى أوائل التسعينيات وحلوله التدريجى مكان أسلوب المونتاج التقليدى (الماوفيولا).
وبداية يجب شرح معنى مصطلح «السينما الرقمية». باختصار هو زواج شرعى بين قيم السينما الفوتوغرافية الجميلة التى اكتسبتها من استخدام عدسات ذات نقاء عال وأبعاد بؤرية متعددة، وبين تكنولوجيا حديثة تماما هى تكنولوجيا «CMOS» تنطق: سيموس.
وقد بدأ استخدام هذه التكنولوجيا منذ نحو عشر سنوات أو اكثر فى كاميرات الفوتوغرافيا وكانت ناجحة بصورة مذهلة. ففى خلال عقد واحد تحول معظم المصورين المحترفين من استخدام الأفلام الفوتوغرافية إلى الكاميرا الرقمية ذات الصورة عالية التفاصيل التى تفوق دقة تفاصيل الفيلم الفوتوغرافى التقليدى بمراحل.
وتطورت هذه التكنولوجيا لنتمكن أخيرا من الوصول إلى صورة رقمية متحركة «أى سينمائية» ذات جودة عالية تماثل تفاصيلها أو حتى تفوق تفاصيل صورة الفيلم السينمائى التقليدى، ولكن دون استخدام خام سينمائى او تحميضه فى معامل أو طبعه إلا فى المرحلة النهائية لعرضه فى دور العرض. ويكمن الفرق واضحا فى المحاولات التى جاءت فى التسعينيات وأوائل القرن الحالى لاستخدام ما يطلق عليه الكاميرا الفيديو الديجيتال والتى تعتمد على صورة كهربائية وليست فوتوغرافية كما هو الحال فى كاميرا السينما الديجيتال الحالية.
فقد جاءت تفاصيل صورة الفيديو الديجيتال أقل بمراحل عن نظيرتها المصورة على الفيلم السينمائى أو المصورة مؤخرا على الديجيتال سينما.
وبعد.. فما فائدة كل هذه التكنولوجيا لنا؟
اولا نحن بصدد أسلوب أكثر توفيرا من الناحية الاقتصادية.. ثانيا: نحن بصدد مراحل عمل نظيفة لا تدخل فيها يد البشر، فالصورة تنتقل من الكاميرا مباشرة إلى وحدة المونتاج الرقمية ومنها مباشرة إلى وحدة الميكساج أو المعالجة البصرية للمؤثرات (الجرافيك) وبالتالى فالصورة تصل إلى المتفرج نظيفة تماما لم يدخل فيها العنصر البشرى إلا فى مرحلة الطبع النهائية مما يضيق احتمالات الأخطاء البشرية المعتادة.
ثالثا: من الناحية الفنية أصبح من السهولة بمكان وصول المصور والمخرج ومصحح الألوان والمونتير ومصمم المؤثرات إلى الصورة التى يريدها وهو فى موقع التصوير دون الحاجة للانتظار لنتيجة المعمل.
فالتكنولوجيا دائما ما تعطى مساحة أكبر للفنان لكى يبدع تماما كما حدث مع المونتاج الرقمى الذى اعطى المخرج والمونتير إمكانية اختيار واختبار سيناريوهات مختلفة للفيلم فى وقت قياسى لم يكن متوافرا من قبل وواكب ذلك تطور ملحوظ فى المونتاج السينمائى نراه واضحا فى الأفلام المصرية فى العشر سنوات الأخيرة.
وأخيرا أتوقع أن يبدأ صناع الأفلام فى مصر استخدام أحدث تكنولوجيا فى كاميرات السينما الرقمية «مثل كاميرات RED ONE وARRI D21» والتى بدأت السينما العالمية فى استخدامها فى أفلام مثل «تشى جيفارا District 9 Jumper» كما أتوقع أن يتحمس لها المنتجون لما لها من فائدة فنية واقتصادية ولأنها لا تقل فى جودتها النهائية عن الصورة السينمائية المعتادة.
كما أتوقع أيضا أن تجد هذه التكنولوجيا المعارضة والاستهجان من أنصار السينما التقليدية ومحبى الفيلم السينمائى المصورعلى السيلولويد، وأيضا من صناع الأفلام ذات الميزانيات الضخمة والذين لن يضطروا للجوء لبدائل اقتصادية لصنع الأفلام التى يعشقونها.
حامد حمدان (مهندس ديكور): ثورات سينمائية تنتظر برامج الكمبيوتر
للسينما دوما سحرها كشكل فنى له بريقه ووسيلة لتسلية الناس.. ومهندس الديكور يتطلع دوما إلى المستقبل بكل أمل كى يستخدم كل الوسائل الممكنة لتحويل أحلام السينمائيين إلى حقيقة، خصوصا أن السينما كفن يرتبط نجاحها بقدرتها على التكيف مع التطور.
وأعتقد أن المستقبل سيتيح للمصمم الفنى وهو التعبير الأعم والأشمل لما أقوم به فى الأفلام المزيد من الإمكانيات والقدرات التى تعطينا حرية أكبر فى تنفيذ أفكارى.. تماما مثلما سيعطى التطور حرية إضافية للمخرج لتنويع أفلامه ما بين الخيال العلمى والموسيقى الغنائى.
وخلال السنوات المقبلة أتوقع أن ترتفع ميزانية الديكور فى الأفلام شيئا فشيئا وسنتوسع أكثر فى استخدام التكنولوجيا الحديثة من حيث استعمال الرسم والمجسمات الثلاثية الأبعاد فى الحصول على دقة أكبر فى مرحلة التنفيذ وستتنوع الخامات التى نستطيع استعمالها وستتكون من مواد خفيفة مثل الجبس والخشب والفلين.. وللعلم بعد حريق ديكورات فيلم «كلمنى شكرا» أصبحنا نستعمل خامات غير قابلة للاشتعال.
وأعتقد أننا لو أردنا أن نعطى تعريفا للديكور لتقريب معناه الحقيقى للقارئ فسنقول عنه أنه هو «المكان السينمائى» الذى تجرى فيه أحداث الفيلم.. وقد يكون المكان موجود فى الواقع ونقوم نحن بتطويعه واستغلاله فى التصميم أو قد يكون ديكور نقوم ببنائه داخل ستوديو مثلما فعلت فى «كلمنى شكرا» و«حين ميسرة».
ونحن نتعامل دوما مع المكان على أنه جزء لا يتجزأ من النسيج السردى للفيلم وعلينا أن نراعى تحقيق التوازن بين الدراما والتشكيل فى بناء الديكور وأيضا نهتم بإعطاء فرصة لمديرى الإضاءة والتصوير لتحقيق أهداف الدراما.
كما نقوم أيضا بوضع مؤثرات خاصة طبيعية كالدخان والضباب والأمطار والنيران والرياح وإنهيارات المبانى وبعض الأحيان نصنع مؤثرات خاصة فوتوغرافية نقوم بإدخالها مثل بعض الرسومات واللوحات المتحركة كسفن الفضاء وهو ما يتم توفيره من خلال الخلفيات التى نطلق عليها الكروما، ولقد تطورنا جدا فى ديكورات السينما عكس المسرح.
وأعتقد أنه فى المستقبل سنتوسع أكثر فى استعمال الكمبيوتر وأتمنى أن نقدم أفلاما خلال السنوات المقبلة يشعر خلالها المشاهدون وهم على مقاعدهم فى دور السينما بالحركة كحركة الزلازل والبراكين، وأعتقد أن التطور فى مجال السينما سيرتبط أيضا بالعلم الحديث الذى سيقلل من تكلفة الأفلام وسيدخل الكمبيوتر بشكل أكبر فيما سنقوم به على مستوى الديكور،
وسنحاول إيجاد مواد قابلة للتحول بعد الإستعمال لنستطيع استخدامها فيما بعد وسنبدأ فى اتباع الطريقة المستعملة فى الخارج من بناء جزء من الديكور أو الحدود الخارجية له مع استكمال باقى تفصيلاته بالكمبيوتر وبرامجه.
أحمد ماهر(مخرج) : مخرجونا فى انتظار.. الأطباق الطائرة!
عندما يسأل البعض عن المستقبل يتجه التفكير دوما ناحية وجهتين مختلفتين.. فلو كان من يتصدى للإجابة ينتمى لإحدى دول العالم الثالث فبالتأكيد سيكون لتفكيره وجهة دينية.. أما لو كان انتمائه للعالم الأول فسيتجه تفكيره ناحية الخيال العلمى والأطباق الطائرة أو الصراع الكونى بين مجموعة من الكواكب..
وإذا كان العالم الأول يعتمد على التحليل العلمى للظواهر المختلفة، فإننا فى معظم دول العالم الثالث نبحث دوما عن دلالات غير علمية لبعض الظواهر الطبيعية، فالمستقبل بالنسبة لنا وجدانى دينى منتمى للماضى، بينما لدى الغرب علمى بمعنى أنه يبحث عن حل لقضاياه بأساليب علمية.
كما أن المستقبل سيشهد تطورات فى مختلف ميادين التكنولوجيا، لذا يجب علينا نحن صناع السينما باعتبارها أكثر الفنون ارتباطا بالميكنة أن نتابع كل التطورات التكنولوجية فى مختلف المجالات، ونستفيد بها فى تطوير صناعة السينما حتى نقدم «الفن الخالد» الذى يعيش لأجيال تالية..
والفن الخالد يحوى دوما ما هو إنسانى الذى يتحدى الزمن و يعيش للابد، وأعتقد أن الرهان على المشاعر سيبقى دائما على رأس الموضوعات التى تهتم بها السينما خلال السنوات القادمة.
ويؤيد ما أقوله أن ما تم تسجيله على أشرطة الخام فى بداية السينما لم ينسه العالم حتى الآن وسيبقى صامدا حتى لو اشتد طوفان الديجيتال والبعد الثالث والصورة الافتراضية.
وفى تصورى أن التطوير الذى سيطرأ على مهنة الإخراج سيعتمد على ما يطرأ على الإنسان نفسه من تغيرات.. فإنسان العشرة أعوام القادمة سيكون مختلفا فى أحاسيسه وأفكاره ومشاعره.. والسينما سترصد هذه الاختلافات لأنها تهتم بالمحتوى باعتباره الشىء الوحيد الباقى.. وعموما لا يمكن التكهن بشىء محدد..
ولكننى أؤكد أن دور المخرج سيتغير ليصبح هو «المزج» بين ما تقدمه السينما من ثقافة وما يمكن أن يضيفه العلم للحياة، ومن هنا ستتحدد قدرات المخرج تبعا لما يعرفه من العلم ومدى قدرته على السيطرة عليه بأدواته السينمائية المختلفة.
سامح سليم (مدير تصوير) : كاميرات ال35 ستحتفظ بعرشها القديم
الكتابة عن المستقبل شىء يجعلك دوما مرتبكا وانت تحاول ان تتخيل كيف ستكون ملامحه؟.. وفى مجالنا تتغير المعطيات كل ثانية تقريبا، وبالتالى فإن المستقبل دائما فى حالة تغير بالنسبة لنا.
ومع كل هذه التغيرات فى القضايا السينمائية، إلا أننى أتوقع استمرار الكاميرات ال35 ملليمترا صامدة فى مصر طوال السنوات العشر المقبلة وسيظل الاعتماد عليها موجودا وستحتفظ بعرشها القديم، ولن تتراجع هذه النوعية من الكاميرات أو تختفى..
بالطبع ستزاحمها كاميرات الديجيتال والتى بدأ بالفعل استعمالها فى بعض الأفلام لكنها لن تستطيع إزاحة الكاميرات ال35 عن عرشها، رغم أن السوق المصرية ستشهد تشكيلة جديدة تعرف بكاميرات الريد من المتوقع أن تكون فى مرحلة وسط بين الديجيتال وبين ال35 ميللى ولا تتطلب تحويلا بتكلفة عالية.
لكننى أؤكد لكم أن الكاميرات التقليدية لن تختفى فى المستقبل وقد نستخدم التصوير ثلاثة أنواع من الكاميرات فى أحد الأفلام وسيحدد ذلك تكلفته والطريقة الأمثل لإنتاجه.
أما بالنسبة للإضاءة فسنظل نقوم بنفس التشكيلات اللونية التى تختلف بالطبع طبقا لنوعية الفيلم والطريقة المتبعة ولكننا قد نغير أدوات الإضاءة وربما تتغير وسيلتنا فى الإنارة لكننا لن نغير طريقتنا فى التلوين.
ربما يساعد التطور فى مجالات الكاميرات فى تحسين الصورة التى يتم عرضها فى دور العرض وأتمنى وبصدق أن نستطيع نحن فى مصر اللحاق ولو بالتقدم التقنى الذى ستشهده السينما فى هوليوود وأوروبا.
تامر كروان (مؤلف موسيقى) : الموسيقى التصويرية البطل الأول للفيلم
المتابع للحركة الموسيقية فى العالم يلاحظ أنها مرت بمراحل مهمة فى العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين، فقد دخل الحاسب الآلى هذا الفن بقوة وفى كل مراحله بداية من التأليف مرورا بالتسجيل نهاية بالطبع.
وأدى ذلك إلى ظهور تنوع هائل فى الأشكال الموسيقية لم تكن معروفة من قبل. كما أن الكمبيوتر أتاح إمكانية صناعة هذا الفن فى المنازل أو ما يسمى باستديو المنزل وبتكاليف زهيدة ولكن والأهم أن الكمبيوتر أدى، بخلاف ما يظنه البعض، إلى زيادة المساحه الإبداعية لدى المؤلف بدون الخوف من التكاليف الإنتاجية والاستماع إلى مقطوعته حتى قبل أن يعزفها الموسيقيون.
هذه الحرية تزداد يوما بعد يوم مع التقدم فى مجال الحاسبات والبرامج المتخصصة فى الموسيقى، والمستقبل ينبئ بأن يؤلف الحاسب الألى الموسيقى من تلقاء نفسه إذا أعطاه المبرمج معطيات معينة للمقطوعة المسيقية المطلوبة. ولكن يبقى الإبداع البشرى الذى يتحكم بالآلة سواء كانت موسيقية أو إلكترونية هو الأهم.
الموسيقى التصويرية أيضا فى تطور فبعد أن كانت مصاحبة للأحداث أصبحت جزءا لا يتجزأ من العناصر الدرامية لأى فيلم. وفى أحيان غير قليلة يمكن للموسيقى أن تصبح البطل الأول للفيلم. وهذا يضع مسئولية كبيرة على مؤلفى موسيقى الأفلام كما أحب أن أسميها..
وهذه المسئولية تكمن فى أن هذا النوع من الموسيقى يرتبط بالسينما كفن متفرد ويجب على مؤلف موسيقى الفيلم أن يضع هذا نصب عينيه ولا يعامل موسيقاه على أنها للاستماع أو الاستمتاع فهى جزء من كل، كالسيناريو والتصوير والتمثيل والمونتاج.
وأعتقد أن موسيقى الأفلام فى مصر فى تطور والدليل وجود عدد لا بأس به من المؤلفين المتخصصين فى موسيقى الأفلام وهذا يعنى زيادة فى الوعى المهنى للصناعة بعد أن كانت تعتمد على الاجتهادات.
كما ان المجتمع أيضا زاد عنده الوعى والإدراك لجميع عناصر السينما ومنها موسيقى الأفلام وهذا يبشر بالخير لأن معرفة المجتمع بهذا الفن يجعل الموهوبين منه محترفين. ولكن المشكلة تكمن فى الجهات التعليمية التى يمكن أن تصقل موهبة هؤلاء الفنانين، ففى مصر لا توجد مؤسسة تعليمية حكومية أو خاصة لتدريس هذا الفن ولا أعنى هنا الموسيقى بل موسيقى الأفلام.. والاعتماد الآن على الخبرات والاجتهادات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.