يوم 21 مارس من كل عام لا يعد يوما تقليدا فى حياة الشعب المصرى ليس لأنه يوم يودع فصل الخريف، ويبشر بعيد الربيع ولكنه يوم للاحتفال بعيد الأم. ومع أن الأيام دائما تأتى بجديد بينما يحمل هذا اليوم العديد من الكلاشيهات أو المواقف والاحتفالات والتصرفات المتكررة. فهذه فتاوى تحرم الاحتفال وأخرى تجيزه من باب الترفيه والسنة الحسنة البعض يعتبره فرصة للانتعاش اقتصادى من خلال إعلانات تليفزيونية تروج لسلعها بعيد الأم تكريم لآلاف الأمهات (المرفهة )، بينما هناك المئات بل الآلاف من الأمهات المتعففات التى لا يعرف عن جهدهن أحد. وفى محاولة للتجديد خرجت الجماعة الإسلامية بفتوى صريحة هذا العام ولأول مرة لتحديد رؤيتها من عيد الأم تتمثل فى تحويل كلمة العيد ليوم الأم بينما خرجت وزارة التضامن هذا العام لكسر حاجز الملل بهذا الاحتفال فى ظل تزايد أعداد أطفال الشوارع التى وصلت ل3 ملايين بحسب إحصاءات دولية وارتفاع حالات الطلاق والتى تجاوزت المليون حالة بحسب دارسات بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية ووقوع حالة طلاق كل 6 ثوان مما أدى للتفكك الأسرى وكذلك ارتفاع نسبة الجريمة والزواج العرفى وتقلص دور الدافع الاجتماعى. وقد وضعت الوزارة خطوات استباقية لعيد الأم خلال الأعوام الماضية ومنها عيد الأب فى ذات اليوم وكذلك الأم والأب الاعتبارية.. بينما أكد وزير التضامن أن عيد الأسرة هو مفهوم أوسع لعيد الأم والتى تمثل عماد تلك الأسرة. كما توسعت دائرة التكريم لتمثل أما مثالية عن كل جهة ومنها القوات المسلحة والداخلية والإعلام بالإضافة لكل الوزارات إلى جانب 29 أما مثالية ترشحها مديرات التضامن على مستوى الجمهورية. بينما اختارت الجمعية الدولية لمكافحة الإدمان شعارا جديدا لعيد الأم حمل عنوان «عيد التكافل الاجتماعى» لينوب عن عيد الأم واختاروا فيه شعارا جديدا للأم يحمل «الأم الواعية» الذى كرمت فيه هذا العام 34 أما تحمل هذا اللقب على رأسهم الفنانتان صفاء أبوالسعود وشهيرة. بينما تكرم جامعة القاهرة 182 أما مثالية وهو النموذج المتكرر على مستوى الجامعات كما تكرم نوادى الليونز والروتارى أمهات مثاليات بشروط ورؤى مختلفة عن تلك التى وضعها مصطفى وعلى أمين عام 1956 بعدما وصلت إليهم رسالة من أم تشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، وتتألم من نكرانهم للجميل.. وتصادف أن زارت إحدى الأمهات مصطفى أمين فى مكتبه.. وحكت له قصتها التى تتلخص فى أنها ترمَّلت وأولادها صغار، فلم تتزوج. وأوقفت حياتها على أولادها، تقوم بدور الأب والأم، وظلت ترعى أولادها بكل طاقاتها، حتى تخرجوا فى الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل منهم بحياته، ولم يعودوا يزورونها إلا على فترات متباعدة للغاية، فكتب مصطفى أمين وعلى أمين فى عمودهما الشهير «فكرة» يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة تذكرة بفضلها، وأشارا إلى أن الغرب يفعلون ذلك. فهل عيد الأم يحتاج إلى عمود جديد للاحتفال بالأمهات المتعففات. وقد طالب عدد من الجمعيات الأهلية بضرورة إنشاء مجلس أعلى للتكافل الاجتماعى والأيتام، يهدف لرعاية حقوقهم ومصالحهم. وقال يحيى مازن عضو الجمعية المصرية الدولية لمكافحة الإدمان إن الهدف من المجلس أن يكون أهلى الدعم ورعاية تلك الفئة. وطالب فى تصريحات خاصة ل«الشروق» أن يتم إدخال فئة الأيتام ضمن نسبة 5% من الوظائف الحكومية المخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة. جاء ذلك خلال احتفالية الجمعية بالمهرجان الخامس عشر فى عيد الأم الواعية الذى أقيم أمس الأول الخميس، وشهد الاحتفال تكريم 34 أما واعية و10 أمهات اعتباريات من مديرى المدارس المتبنية برامج مكافحة الإدمان إلى جانب 10 أمهات من الدول العربية. وتم تقليد الإعلامية أفكار الخرادلى لتحمل لقب الأم الواعية لعام 2009. حضر الحفل لفيف من الوزراء ومنهم د.على مصيلحى وزير التضامن الاجتماعى.