في تطور سريع ومثير ، وكما توقعت "الشروق" ، هدد الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" بحرمان زامبيا من المشاركة في مباراتها المقبلة أمام مصر في تصفيات كأس العالم 2010 بسبب التدخل السافر من جانب الحكومة الزامبية في شئون كرة القدم المحلية. ونقل موقع "زامبيان فوتبول" الزامبي الصادر باللغة الإنجليزية على الإنترنت عن جيروم فالكه الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم قوله تعليقا على قرار المجلس القومي للرياضة في زامبيا بإيقاف النجم الأسبق كالوشا بواليا عن العمل في رئاسة اتحاد الكرة الزامبي بسبب رفض الأخير المثول أمام لجنة تحقيق تابعة للمجلس في قضية صفقة مشبوهة : "فشل المسئولين في زامبيا في الالتزام بهذا التحذير سيؤدي إلى منع زامبيا من المشاركة في تصفيات كأس العالم ، بداية بمباراتهم مع مصر الأسبوع المقبل". ويذكر أن منتخب زامبيا كان قد بدأ أمس بالفعل معسكرا خارجيا في جنوب أفريقيا بقيادة مديره الفني الفرنسي إيرفي رينارد استعدادا للسفر إلى القاهرة في نهاية الأسبوع الحالي لمواجهة "الفراعنة" يوم الأحد المقبل في استاد القاهرة في أولى مباريات الفريقين ضمن المجموعة الثالثة من التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2010 وكأس الأمم الأفريقية بأنجولا في العام نفسه. وأكدت الصحف الزامبية الصادرة أمس مثل تايمز أوف زامبيا وديلي ميل ولوساكا بوست المعلومات نفسها نقلا عن مصادر مختلفة ، إلا أن الاتحاد الدولي نفسه لم يذكر شيئا حتى يوم أمس عن هذه القضية عبر موقعه الرسمي على الإنترنت ، كما لم تصدر أي تصريحات أخرى من السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا. وقال الموقع الزامبي إن الفيفا حذرت المسئولين في زامبيا صراحة من أن منتخب زامبيا سيتم استبعاده نهائيا من تصفيات كأس العالم إذا لم يتم رفع الإيقاف المفروض على بواليا في أسرع وقت ممكن. كما طالب الفيفا بضرورة إلغاء جلسات التحقيق أو الاستماع التي يجريها المجلس القومي للرياضة في زامبيا بشأن قضية انتقال اللاعب الصاعد إيمانويل مايوكا من كابوي ووريرز الزامبي إلى مكابي تل أبيب الإسرائيلي ، وهي الصفقة التي قيل إن بواليا متورط في إتمامها بطريقة غير قانونية ، وهي سبب المشكلة من البداية ، حيث اعتبر الفيفا أن هذا التحقيق يمثل تدخلا سافرا في شئون اتحاد الكرة الزامبي ورئيسه المنتخب كالوشا بواليا. وأشار الفيفا إلى أن الاتحاد الزامبي والفيفا وحدهما هما المنوطان بالتحقيق في أي تلاعبات قد تكون شابت هذه الصفقة. وجاء في نص خطاب الفيفا التحذيري إلى الأمين العام لاتحاد الكرة الزامبي ما يلي : "يود الفيفا أن يبلغ الاتحاد الزامبي لكرة القدم "فاز" وكافة أعضائه الذين سيجتمعون في لقاء الجمعية العمومية السنوية التابعة للاتحاد يومي 21 و22 مارس بأن الفيفا لن يعترف بأي قرار لإيقاف أو أي عقوبة أخرى تحد من سلطات الحكم الذاتي التي يتمتع بها اتحادكم أو مسئوليه المنتخبين. وقد تلقينا معلومات بأن هناك اتهامات موجهة ضد مسئولين عديدين في الاتحاد (.......) ، وأنه تم تنظيم جلسات استماع لهؤلاء المسئولين أمام لجنة القانون والانضباط ، إضافة إلى تصريحات عامة أدلى بها وزير الرياضة والشباب وتنمية الطفولة كينيث تشبونجو". .. ومضت رئاسة الفيفا التحذيرية التي عرضها الاتحاد الزامبي على الصحفيين أمس الأول – الجمعة في لوساكا – إلى أن جاءت الفقرة التحذيرية التي تقول : "الفيفا يشعر بأن جلسات الاستماع هذه يجب وقفها لحين قيام الاتحاد الدولي بمراجعة ملفات ومستندات الانتقال الخاصة باللاعب مايوكا ، بالإضافة إلى تفاصيل الاتهامات الموجهة إلى مسئولي الاتحاد الزامبي". وكان الجدل قد أثير حول صفقة انتقال المهاجم إيمانويل مايوكا من كابوي ووريرز إلى النادي الإسرائيلي العام الماضي بسبب اتهام النادي الزامبي للاتحاد الزامبي لكرة القدم بإصدار شهادة انتقال دولية للاعب بدون موافقة النادي! وأظهرت التحقيقات التي استمرت خمسين يوما وتم تسجيلها في ملف من 90 صفحة أن بواليا ونائبه إيمانويل مونيلي أثرا بالفعل على إتمام صفقة الانتقال بصورة غير قانونية ، بينما رفض بواليا من جانبه المثول أمام أي محققين إلا في حالة عرض المشكلة على الفيفا أولا. وترددت أنباء عن أن اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الزامبي نفسها قد تتأجل لحين دراسة الموقف الراهن في ضوء خطاب الفيفا. وفي حالة صدور قرار من الفيفا بإلغاء مشاركة زامبيا في تصفيات المونديال ، سيكون ذلك معناه إلغاء مباراة مصر وزامبيا المقبلة بطبيعة الحال ، وسيكون الاتجاه بعد ذلك على الأرجح هو حرمان زامبيا من باقي مباريات التصفيات باعتبار أنه لن يمكن إجراء أي تعديل في جدول مباريات المجموعة من أجلها خصيصا حفاظا على الأجندة الدولية ، ولكن هذه الأمور والاحتمالات تتوقف بطبيعة الحال على موقف الفيفا من القضية وطبيعة رد فعل المسئولين عن الرياضة في زامبيا على هذه الأزمة.