باقات كبيرة وأنيقة من الزهور تحمل أسماء مسئولين بالوزارة وخارجها كست منذ الصباح الطريق إلى مكتب الوزير الجديد لوزارة التربية والتعليم د. أحمد زكى بدر بقصر الديوان العام، فى انتظار حضور الوزير الذى وصل صباحا إلى مصر قادما من المملكة العربية السعودية، حيث كان يشارك فى أحد المؤتمرات الدولية، ومنها إلى شرم الشيخ ليحلف اليمين الدستورى أمام الرئيس مبارك. فى حين خيمت حالة الترقب والوجوم على العاملين بديوان عام الوزارة انتظارا لقدوم الوزير الذى كثر الحديث عن بأسه وحزمه، وكان السؤال الذى شغل بال الجميع: هل ستكون إدارته للوزارة بنفس الطريقة التى أدار بها جامعة عين شمس، أم أنه سيراعى أن العمل بالوزارة يختلف عن الجامعة، فى حين انخرط البعض فى الحديث عن الوزير السابق الذى وصفوه ب«الطيب» الذى لم يروا منه إلا المعاملة الحسنة، وكرر بعضهم المثل الشعبى الذى يقول «ياناكرة خيرى بكرة تشوفى زمنى من زمن غيرى». وتوقع بعض المسئولين بالوزارة أن يدخل الوزير الجديد بعض التغييرات على طاقم العمل الوزارى. وقال د. عادل عبدالغفار المتحدث الرسمى باسم وزارة التربية والتعليم إن الدكتور أحمد زكى بدر سيحتاج إلى بعض الوقت لدراسة خطط الوزارة فى تطوير التعليم وإبداء الرأى فيها، ويجب إعطاؤه فرصه حتى يجتمع مع قيادات الوزارة. فى حين لم يستطع د. يسرى عفيفى مدير مركز تطوير المناهج أن يحدد ما إذا كانت رؤية الوزير الجديد فى تطوير المناهج ستختلف عن رؤية الدكتور يسرى الجمل أم ستكون على نفس النهج، متوقعا ألا تكون الرؤية الجديدة مختلفة كثيرا. وأنه علم أن الدكتور زكى بدر ينوى استكمال الخطط التعليمية التى وضعها الجمل. وعلى الطرف الآخر طالب د. فاروق إسماعيل رئيس لجنة التعليم بمجلس الشورى الدكتور بدر أن تظل إستراتيجية التعليم كما هى، وأن يكون التغيير فى أضيق الحدود، لأن إستراتيجية التعليم مرتبطة بسياسة الدولة، وليس بسياسة وزارة واحدة. وفى قراءته لتغيير وزير التعليم، قال د. رفعت السعيد رئيس حزب التجمع إن هذا معناه إطالة عمر وزارة نظيف، وهذا شىء مؤسف، حسب تعبيره، ومعناه أن التعليم كان فاشلا فشلا ذريعا، واصفا الأداء داخل الوزارة «بالعك»، مستدركا بأن المشكلة ليست فى تغيير وزير بوزير لكن فى المنطلقات والسياسات. وباتت جامعة عين شمس أمس الأول ومقعد رئيسها شاغر وأغلق المكتب أمس انتظارا لقدوم الوزير لأخذ متعلقاته حسب مدير مكتبه الذى قال: «لا أعلم أى شىء عن خط سير بدر، بعد أن قابله سائق سيارته فى مطار القاهرة بعد عودته من المملكة العربية السعودية، وتركه ليطير إلى شرم الشيخ لحلف اليمين. وفى حين رفض موظفو إدارة الجامعة الخوض فى أى حديث عن بدر سواء عن سياسته فى الجامعة أو عن شخصه، كما رفضوا التنبؤ بالرئيس القادم للجامعة، وفى الوقت الذى رفض فيه د. جمال سامى، نائب رئيس الجامعة لخدمة المجتمع وشئون البيئة أى أحاديث صحفية فى الفترة الراهنة، وتمنى د. عاطف العوام، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب التوفيق لبدر، مؤكدا أنه لا مجال للتوقعات الخاصة برئيس الجامعة القادم فى الوقت الحالى. تبادل بعض أعضاء هيئة التدريس فى الجامعة ممن كانوا على خصومة مع بدر والجامعة التهانى بعد سماع الخبر، مشيرين إلى أن الجامعة ستدخل حقبة جديدة بعد رحيل بدر عنها. وتباينت ردود أفعال الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين فى الجامعة ما بين مؤيدا لسياسة بدر ومعارض لها، فقال بعض الطلاب «مش فارقة معانا كتير، هو زى غيره»، فى حين عبر البعض الآخر صراحة عن موقفهم من خلال بعض المواقع الإلكترونية قائلين: «من شابه أباه فما ظلم»، مؤكدين أنه سلك نهج والده زكى بدر، وزير الداخلية الأسبق، فى اتباع سياسة «الحديد والنار» على حد تعبيرهم. وفى الوقت نفسه عبر طلاب الإخوان المسلمين بالجامعة عن سعادتهم بغياب بدر عن الجامعة، حيث قال محمد مكى، المتحدث الإعلامى باسم الإخوان المسلمين بالجامعة: «إحنا عانينا كتير فى عهده ونتمنى من الرئيس الجديد أن يتعامل معنا بصورة أفضل». وفيما يتعلق بقضية المعيدين المحالين إلى وظائف إدارية فى الجامعة بقرار من رئيسها، قال محمد وهدان، المعيد بكلية التجارة، «مصلحتنا أنه ساب الجامعة وراح الوزارة والأمل فى الرئيس القادم»، لافتا إلى إن كل ما يخيفهم هو تحقق شائعة دمج وزارتى التربية والتعليم مع التعليم العالى تحت رايته، قائلا: «لو ده حصل يبقى إحنا كدة فى الباى باى». وقال وهدان إنهم علموا من المحامى المكلف بالقضية إن المحكمة بصدد إلغاء قرار الجامعة خلال شهرين، وبهذا يعود المعيدون إلى وظائفهم وكأن شيئا لم يكن.