«قصر العينى» لم يصل للمستوى المطلوب ونحارب لتقديم خدمة أفضل من القطاع الخاص مد ساعات العمل بالعيادات الخارجية للثامنة مساء وتزويدها بجراحات اليوم الواحد والفحوصات والأشعة والسونار لتقليل حجز المرضى فى الأقسام توفير خدمة «الكول سنتر» لتلبية استفسارات المريض قبل الوصول للمستشفى قريبًا.. وتحويل قسم 6 بالمنيل لرعايات متوسطة ومركزة لاستقبال مرضى كورونا زيادة أسرة الطوارئ ل100 وأسرة الرعاية المركزة إلى 1000.. و150 سريرًا وغرف رعاية وعمليات وجراحات مناظير بمستشفى ثابت ثابت بأجر اقتصادى زيادة الأطباء المقيمين إلى 288 ودعم تخصصات الحالات الحرجة والعناية والتخدير لمواكبة التوسعات الجديدة.. والمشكلات المادية وراء هجرة شباب الأطباء عجز التمريض 20% ونستهدف إنشاء معهد تمريض يستوعب 400 طالب.. ولا صحة لغياب الأطباء فى أوقات الليل أعلن المدير التنفيذى لمستشفيات طب قصر العينى كلية الطب جامعة القاهرة، أستاذ المخ والأعصاب، الدكتور حسام صلاح، زيادة عدد الحالات المصابة بفيروس كورونا المستجد فى الفترة الأخيرة، لافتا إلى عدم رصد متحور دلتا حتى الآن. وقال صلاح، فى حوار ل«الشروق» إن قصر العينى لم يصل إلى مستوى الخدمة الصحية المطلوب حتى الآن، لكن عناصره تحارب للوصول إلى مقياس سرعة وجودة فى الخدمة، مع تطوير البنية والأداء والعاملين وأطقم التمريض، كاشفا عن ملامح مشروع مجمع الخدمات الخارجية والعيادات الخارجية، ومشروع الدفاع المدنى وإطفاء الحريق، فضلا عن تطوير مستشفى ثابت الذى قارب قصر العينى على افتتاحه. وإلى نص الحوار: ما هو الوضع الحالى بالنسبة لفيروس كورونا بمستشفيات قصر العينى؟ هناك تزايد فى الحالات، وبدأ قصر العينى الفرنساوى يستقبل نحو 15 حالة يوميا، ولا نستطيع تقدير حدة الموجة الرابعة، حيث تعتمد مواجهتها على وعى المواطن والتزامه بالكمامات وقواعد التباعد الاجتماعى والإجراءات الوقائية الأخرى. كما رصدنا خلال قمة الجائحة أن 20% من تحاليل كورونا لمرضى قصر العينى إيجابية، وانخفضت إلى 1.2%، وعادت النسبة للارتفاع مرة أخرى خلال الأيام الماضية إلى 5%، فى بداية الجائحة كنا نرى ضرورة حجز 5% من المرضى فى العناية المركزة ونحو 15% فى المستشفى، ومن لطف الله أن منحنى كورونا كان تصاعديا بطيئا فكانت ضغوطه خفيفة على المؤسسات الصحية. مع ذلك، هناك صعود فى أعداد المصابين، لكن ربما يعاود الانخفاض فى حالة زيادة وعى المواطن وحفاظه على نفسه، ولا ننسى أن تحميل عبء مكافحة الفيروس على المؤسسات الصحية والمستشفيات الجامعية يجهدها. ماذا عن متحور «دلتا» والإجراءات المتخذة لمواجهة الموجة الرابعة؟ لم نرصد متحور فيروس دلتا حتى الآن فى قصر العينى، وفى الوقت الحالى حولنا قسم 6 فى مستشفى المنيل الجامعى إلى رعاية مركزة ومتوسطة لاستقبال حالات كورونا، بالإضافة إلى قصر العينى الفرنساوى، ولدينا قدرة على التمدد بصورة أكبر لتوفير أسرة للمرضى، بما يشمل أيضا الخدمات الطبية لتلك الشريحة والأطباء المخصصين لهم، كما أن افتتاح الطوارئ الجديدة وارتفاع عدد الأسرة فيها من 15 إلى 100 سرير زاد من حجم استيعاب المرضى بصورة أكبر. كيف ترد على الانتقادات لمستوى الخدمة الصحية التى يقدمها قصر العينى فى بعض الأوقات؟ لم نصل إلى مستوى الخدمة الصحية الذى نريده، لكننا نحارب حتى نصل إلى مقياس سرعة وجودة فى الخدمة بعقول أبناء كلية طب قصر العينى. قصر العينى يضم نحو 3800 عضو تدريس، جميعهم نوابغ ويديرون المنظومة الصحة فى شتى أنحاء الجمهورية، ونحن نحاول بقدر الإمكان الحفاظ على مشاركتهم ومساهمتهم فى رفع المنظومة الصحية، ونتقبل منهم جميع الملاحظات بشأن أوجه القصور، كما نستهدف تطوير البنية والأداء والعاملين وأطقم التمريض، حتى تكون لدينا القدرة على منافسة القطاع الخاص، وأقولها دون كسوف وخجل: «علينا أن نستهدف تقديم خدمة صحية أفضل من القطاع الخاص، الذى لم نصل إلى حجم جودته حتى الآن. وما ملامح مشروع مجمع الخدمات الخارجية والعيادات الخارجية؟ المشروع يستهدف رفع البنية التحتية لمستشفى مر عليه نحو 180 سنة، والعيادات الخارجية تستهدف مجمع خدمات خارجية لن تكون فيه فحوصات فقط، وإنما تحاليل وأشعة وسونار وجراحات اليوم الواحد، كما سيتم تحضير المريض الذى يحتاج إلى جراحة، ما يخفف الزحام على الأقسام الداخلية والمستشفى، ويقلل من مدة دورة حصول المريض على الخدمة الصحية. ولكن هناك شكاوى من نفاد تذاكر العيادات الخارجية فى وقت مبكر مع ساعات العمل الأولى؟ بالنسبة للعيادات الخارجية، يتردد علينا مليون ونصف المليون مريض سنويا وقدرتنا على استقبال المرضى لا تتخطى 300 ألف سنويا وفى كل الأماكن هناك مواعيد عمل تبدأ الساعة الثامنة وتنتهى الثانية ظهرا، ونظرا لزيادة الإقبال تم مد العمل بالعيادات الخارجية حتى الخامسة مساء وسيتم مدها قريبا حتى الثامنة مساء. هناك رؤية مختلفة للعمل 12 ساعة بالعيادات الخارجية، وبالتالى من المفترض أن تتسع قاعدة المستفيدين بالعيادات الخارجية من مليون ونصف المليون إلى 2 مليون وربع، فضلا عن تقسيم الزحام على مدى اليوم، بالإضافة إلى توفير خدمة الكول سنتر فى العيادات الخارجية للحجز المسبق أو الرد على الاستفسارات قريبا. ما هو ردك على ما أثير بشأن رفض استقبال بعض الحالات فى الطوارئ؟ قصر العينى يستوعب أكثر من طاقته، ومستشفى الطوارئ يستوعب نحو نصف مليون مريض سنويا، وفى بعض الأحيان نوجه المريض للذهاب إلى العيادات الخارجية ونخبره بعد المناظرة الطبية بأن حالته ليست حرجة، وأنه يمكن أن يأتى إلى العيادات الخارجية صباحا ولكن الحالات التى تستدعى التدخل الطبى نتعامل معها فورا، والأمر متعلق بثقافة المريض. ما هى الخطوات التى تتخذها المستشفيات لتوفير أسرة إضافية للمرضى؟ طورنا الخدمات فى مستشفى الطوارئ من أجل استيعاب الضغط، ووفرنا أماكن انتظار مقسمة حسب الحاجة إلى علاج أو إقامة حتى 24 ساعة، ودعمناها برعاية متوسطة، وبالتالى أصبحت تستوعب الضغط على قصر العينى، بحيث لا نضطر لإخبار المريض بعدم وجود مكان أو سرير، كما يتردد فى أماكن كثيرة على لسان حالات محولة إلينا. ماذا عن مشروع الدفاع المدنى وإطفاء الحريق؟ رئيس الجامعة وجه بالبدء فى مشروع الحريق والإطفاء بمستشفى المنيل الجامعى، الذى يضم نحو 3 آلاف سرير لتحقيق الأمان للمرض، وتم الانتهاء من المشروع فى مستشفى أبو الريش اليابانى، وسيلحقه مستشفى المنيرة خلال أسابيع، وهذه المشروعات تكلف مئات الملايين. ما هى أقسام وتكلفة العلاج بمستشفى ثابت ثابت الذى قارب قصر العينى على افتتاحه؟ مشروع مستشفى ثابت ثابت سيدعم محافظة الجيزة بنحو 150 سريرا، تمثل جميع الأقسام وغرف عمليات ورعايات متوسطة ومركزة وجراحات مناظير، وستكون ذات طابع اقتصادى وليست مجانية بنسبة 100%، كما ستأخذ شكل المؤسسات العلاجية بأجر فى وزارة الصحة، عقب تغيير فكرها الذى أنشئت لأجله، وهو علاج الأمراض المتوطنة. وإلى أى مدى يمكن أن يصل قصر العينى إلى درجة كبيرة من مكافحة العدوى؟ نعد تقارير من الأقسام المرضى بمضاعفات المرضى الذين يتعرضون لميكروب أو عدوى، وانتبهنا لذلك وبدأنا تطبيق سياسات مكافحة عدوى وتخصيص الوقت والجهد والعمل لذلك، وهو ما انعكس بصورة إيجابية وكانت نتائجه هائلة، كما انتبهنا إلى ضرورة تثقيف المريض فى كيفية التخلص من مخلفاته سواء الطبية أو الأخرى سواء فى الكيس الأحمر أو الأسود، كما ابتكرنا وظيفية link nurse وهى ممرضة مختصة بمن يتعاملون مع مرضى كورونا، وتعرفهم بقواعد ارتداء الزى الطبى وخلعه دون الإصابة بالعدوى. هناك شكاوى من المرضى تفيد بعدم وجود أطباء فى الأقسام خصوصا فى أوقات الليل.. فما ردكم؟ الحديث عن عدم وجود أطباء يمرون على المرضى غير صحيح، ولدينا أطباء ومدرسون ومدرسين مساعدين وأطباء مقيمين على مدى الساعة، بخلاف أعضاء هيئة التدريس فى الطوارئ ومرورهم على الأقسام، ومكتب مدير المستشفيات يعمل 24 ساعة وهناك وردية ليلية لحل المشكلات التى قد تحدث فى وقت متأخر، لكن فى بعض الحالات يكون المريض على استعجال ويريد طبيب حالا، ونحن نعمل إرضاء المريض بالدعم المعنوى وتوفير الخدمة. نحتاج إلى تغيير ثقافة المريض من ناحية دخوله إلى المستشفى ويكون على علم من يستحق الدخول إلى المستشفى طبقا للمعاير الدولية التى ارتأت ضرورة تحويل المستشفيات إلى رعايات سواء مركزة أو متوسطة، فالمريض المقبل على المستشفى إما مريض باطنى أو يحتاج إلى تدخل جراحى ويمكن فى العيادات الخارجية أن يتم التعامل مع بعض الحالات وتوفير فرصة دخول المستشفى لآخرين، وعلى سبيل المثال لماذا يتم حجز مرضى الرمد؟! وماذا عن خطوات قصر العينى لتوفير أسرة رعاية مركزة؟ نعمل على زيادة أعداد أسرة الرعاية المركزة طبقا لما أوردته هيئة الاعتماد الدولية للمنظومات الصحية التى أكدت أن نسبة إشغال أسرة الرعاية المركزة كانت 10% وفى الوقت الحالى وصلت إلى 25%، ولدى قصر العينى 3820 سريرا، وتمت زيادتها إلى 4900 سرير أخيرا، ونستهدف توفير أكثر من 1000 سرير رعاية مركزة ليتوافق مع نسبة ال25% التى أوردتها المنظمة، مقارنة بالوقت الحالى الذى نوفر فيه نحو 400 سرير رعاية مركزة فقط. وما مقدار عجز التمريض فى قصر العيني؟ وكيف سيتم مواجهته؟ عجز التمريض وصل إلى 20%، ومن المستهدف فى مشروع الجراج ومبنى الأغراض المتعددة إنشاء معهد تمريض قصر العينى ليستوعب 400 طالب، ولدينا رغبة بالاستعانة بكليات التمريض فى المستشفيات الجامعية بدلا من ذهاب بعضهم إلى مستشفيات أخرى. متى يمكن النهوض بالخدمة الصحية فى قصر العينى؟ يمكن بتطوير البنية التحتية والتعليم الطبى المستمر الممنهج، ورفع كفاءة من يعملون بالمنظومة الصحية والعاملين بها ودعهم ماديا بما يليق ويقارن بأفضل المؤسسات الصحية فى العالم، وقتها يمكن النهوض بالخدمة الصحية فى قصر العينى خلال 3 سنوات. وكيف يمكن حل مشكلة هجرة شباب الأطباء أو رغبتهم فى عدم العمل بالمؤسسات الصحية الحكومية؟ الدافع وراء هجرة الأطباء أو عدم رغبتهم فى استلام العمل الحكومى أو التأمين الصحى مشكلة مادية، نظرا لعدم حصولهم على دخلهم الحقيقى فى الواقع خارج تلك المستشفيات أو فى دول أخرى خارجية. رواتب الأطباء فى جميع أنحاء العالم هى الأعلى والأكبر حتى من القضاة، و«لازم منتخضش من هذا الأمر»، أما بالنسبة لبيئة العمل فيمكن ترتيبها، ولابد أن ننتبه إلى أن بعض الدول تشترى العقول وتجرى دراسات على متوسط ساعات العمل والدخول للأطباء فى دول أخرى وتتواصل معهم لتوفر لهم عروضا قوية.