- توقف بناؤه 3 مرات بسبب نقص الاعتمادات المالية ومازال يحتاج للدعم لاستكمال الإنشاءات - التكلفة الاجمالية مليار جنيه وما تم الانتهاء منه لا يتجاوز خُمس المبلغ المطلوب - مقسم إلى 4 مبانى ويستوعب 300 سرير و4 غرف للعمليات ومعمل مرجعى للأبحاث الدوائية فريد من نوعه - يقدم خدمة طبية بثمن زهيد والمريض يحصل على علاجه مجاناً ------------------------------------------------------------------------------- لم يكن طبيب الحميات القبطى السوري الأصل والإيطالى الجنسية ثابت ثابت يدرك أنه سيكون سبباً فى بناء أكبر مستشفى للأمراض المتوطنة فى الشرق الأوسط.. فالطبيب الذى جاء إلى مصر وعشق شعبها وعاش فيها حتى مات على أرضها أوصى بالتبرع بكل ما يملك للبلد الذي عاش فيه لإقامة معهد ومستشفى للأمراض المعدية ومن ذلك قطعة أرض فى شارع الهرم تبلغ مساحتها 7300 متراً. سنوات طويلة مرت على وصية الرجل وخلالها لم يقتنع الورثة وقاموا بتحريك دعاوى قضائية عديدة ضد الحكومة التى آلت إليها الأرض وفقاً للوصية لينتهي الأمر عام 1990 بتنفيذ الوصية وصدور قرار وزارى بنقل الحراسة على التركة إلى كلية الطب وليتم العمل بالمشروع عام 1997 إلا أن أعمال البناء توقفت لأسباب تتعلق بالتمويل لتعود مرة أخرى عام 2002. وكان التوقف في المرتين بسبب نقص الاعتمادات المالية، حتى تم إحياء المشروع مرة أخرى من جانب جامعة القاهرة التى تبنت بناء المستشفى ليُضم إلى مستشفياتها وبالفعل حصلت الجامعة على الترخيص بالبناء منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضى أى منذ أكثر من ربع قرن من الزمان.. لكن نقص الاعتمادات المالية أيضاً تسببت فى توقف البناء مرة أخرى لكن كان قد تم إنجاز حفر بعض الأساسات التى لم تجاوز سطح الأرض. سنوات طويلة أخرى مرت توقف فيها المشروع ليعيد إحياؤه الدكتور جابر جاد نصار الرئيس السابق لجامعة القاهرة عام 2013 وخلال عامين من فترة رئاسته للجامعة اكتمل البناء بتكلفة مالية تزيد عن 135 مليون جنيه من الموارد الذاتية للجامعة لتصبح هذه المستشفى من أكبر المستشفيات فى العالم لعلاج الأمراض المعدية والباطنة والمتوطنة وبها مبنى للأبحاث العلمية فريد من نوعه على ثلث مساحة الأرض. وفى يونيو 2017 وافق مجلس جامعة القاهرة برئاسة الدكتور جابر نصار على اللائحة المالية والإدارية للمستشفى وتتضمن قيام المستشفي بواجبها في تنفيذ سياسة كلية طب قصر العيني في التعليم والتدريب والبحث العلمي والعمل على خلق جيل متدرب في مجال الخدمة الطبية وإدارة المستشفيات وتوفير الامكانيات اللازمة للبحوث الطبية في مجال الأمراض المعدية والمتوطنة. وبالرغم من اتخاذ كل تلك الخطوات المهمة إلا أن المستشفى مازال يعانى من أزمة التمويل لاستكمال الإنشاءات وبدء العمل وفقاً للخطة الزمنية المحددة له حيث من المفترض أن يتم افتتاح المرحلة الأولى فى نهاية العام الجاري. ويقول الدكتور حسن الجارم مدير المستشفى وأستاذ الكبد و الجهاز الهضمى بجامعة القاهرة إن المستشفى معد لكى يستوعب 300 سرير موزعين ما بين الداخلى والرعاية المركزة والطوارئ ومقسم إلى أربع مبانى الرئيسي منها سيكون على شارع الهرم وهو عبارة عن 6 أدوار فى كل دور 38 سرير ويمثل هذا المبنى القسم الداخلى للمستشفى وقد صُمم بحيث يرى المريض من غرفته الأهرامات الثلاثة وهذا المبنى يمثل المدخل الرئيسى للمستشفى. وأضاف الجارم فى شرحه لمبانى المستشفى إن المبنى الثانى وهو مبنى "ب" توجد به الخدمات مثل إدارة المستشفى ووحدة الغسيل الكلوى وقسم الطوارئ وهو قسم كبير به 10 أسرة إضافة إلى غرفة عمليات الطوارىء ويلى ذلك المبنى "ج" وبه باقى الخدمات التى تتمثل فى قسم الرعاية المركزة وقسم الأشعة الذى يوجد به أشعة الرنين المغنطيسى والأشعة المقطعية وأشعة الموجات الصوتية والأشعة العادية وبنك الدم وثلاث غرف للعمليات كما يوجد به أيضا المعمل المرجعى للأبحاث الدوائية الذى لا يوجد له مثيل فى الشرق الأوسط إضافة لجراج خاص بالمبنى. ويضيف الجارم .. المبنى الأخير وهو مبنى "د" عبارة عن 6 طوابق وبه المعامل التى بدأت العمل وبها 10 أجهزة تسير من خلال قطار يحلل حوالى 5 آلاف عينة فى اليوم وهو يقلل العمالة منعاً لانتقال العدوى كما أنه يقدم نتائج دقيقة جداً ومنظمة ويعمل من خلال الحواسب وقمنا من خلال هذا المعمل بعمل الفحص المبدأي لفيروس "سى" لكل العاملين بالقصر العينى ونعالج المرضى بالفيروس منهم فى هذا المبنى أيضاً فى مركز علاج فيروس "سي". وأضاف الجارم.. بدأنا فى البناء بالعيادات الخارجية وقد تعمدنا أن تكون فى المبنى الأخير للمستشفى لتكون بعيدة عن القسم الداخلى وبها 24 عيادة فى دور كامل إضافة إلى دور آخر يعمل مع العيادات به معامل وصيدلية فنحن نعمل منذ عام ونصف وخدمنا أكثر من 10 ألاف حالة حتى الآن ولدينا بياناتهم كاملة فى المستشفى مسجلة على الحاسب الآلي وهذا بمجهود فردى لأننا بدأنا وليس لدينا شبكة اتصال تربط المستشفى. وأكد الجارم أهمية المستشفى بالنسبة لأهالى المنطقة مشيراً إلى أنه يقدم خدمة لأهل منطقة الهرم والمناطق المحيطة بها والذين يعانون من نقص الخدمات الصحية والعلاجية حيث لا يوجد مستشفى فى هذه المنطقة سوى مستشفى الهرم موضحاً أن "ثابت ثابت" متخصصة فى الحميات. وتابع أن المستشفى يقدم خدمة مميزة للغاية فكل غرفة سيوجد بها سرير واحد نظراً لأننا نعالج الأمراض المعدية وسيكون بها نظام خاص لطرد الهواء من الداخل إلى الخارج وسيكون تكلفة ذلك حوالى 100 ألف جنيه للغرفة الواحدة. وبحسب الجارم ستصل التكلفة النهائية للمستشفى إلى مليار جنيه تقريباً.. موضحاً أن الجزء الذى تم الانتهاء منه حتى الآن تكلف 200 مليون جنيه بما يعادل خُمس نسبة التكلفة حيث تم الانتهاء من الإنشاءات للمبانى الأربعة إلا أن الجزء الوحيد المجهز بها الآن هما طابقين فقط فى المبنى الأخير " د" وهو العيادات والمعمل لهذا السبب نحن فى حاجة للدعم المالى. وتابع .. من المفترض أن نهاية عام 2018 ستشهد افتتاح المرحلة الأولى وسيكون لدينا حوالى 50 سرير وسنتمكن من استقبال المرضى لكن للأسف ليس لدينا أى تمويل لنصل لتلك المرحلة فهى تحتاج حوالى 260 مليون جنيه وكل ما تمكنا من الحصول عليه حتى الآن هو 25 مليون جنيه من وزارة التخطيط بمساعدة الدكتور جمال عصمت أستاذ الكبد بجامعة القاهرة والمشرف على إنشاءات المستشفى. وقال الجارم .. للأسف دعم الدولة للمستشفى ضعيف لأنها متجهة أكثر لعلاج الأورام السرطانية كما أنه ليس لدينا فى مصر خطة علاجية أو صحية توضح أهمية الأمراض المعدية التى قد تأتى قبل علاج السرطان لأنها سبب أساسي فى حدوث الأمراض السرطانية. ورداً على عدم تلقى المستشفى تمويلاً أو تبرعات كباقى مستشفيات القصر العينى قال الجارم إن الفارق بيننا وبين مستشفيات القصر العينى كبير فمثلاً مستشفى أبو الريش عمرها تقريبا 80 سنة وتخدم قطاع الأطفال والجامعة تدعمها بشكل كبير لأنها مستشفى قائمة منذ زمن بعيد وتهالكت فهى أيضاً فى حاجة للدعم أما "ثابت ثابت" ففكرتها للأسف الشديد غير واضحة بالنسبة للناس والمتبرعين والدولة. وأكد الجارم أن " ثابت ثابت" مستعدة لتقديم الخدمة التعليمية ضمن مستشفيات القصر العينى وقال.. لدينا مدرجين كل منهما يستوعب 200 طالب إضافة إلى أن لدينا مدرسة للتمريض على مساحة 1600 متر وبها فصلين كل منهما يستوعب 150 طالباً والآخر يستوعب 175 طالباً لكى نخرج ممرضة تعرف كيف تتعامل مع العدوى. وأكد الجارم دعم الدكتور فتحى خضير عميد كلية طب القصر العينى لهذه المدرسة لأنه يدرك حجم أزمة نقص التمريض ويعلم مدى حاجة "ثابت ثابت" لممرضة متخصصة فى العدوى والأوبئة كما أننا هنا نعانى من هذه المشكلة لأن الممرضات الذين يأتون إلينا لا يعرفون كيف يتعاملون مع العدوى ولهذا السبب نقوم بإرسالهم لمستشفيات الحميات للحصول على دورات تدريبية فى هذا الشأن. واستطرد قائلاً.. إن المستشفى كانت حلم منذ 80 عاماً وفكرتها قائمة على علاج مصر من الأمراض المعدية التى تسبب 15% من الأورام السرطانية وقد تم الانتهاء من الإنشاءات وبدأت فى العمل منذ عام ونصف ومن ثم نحن فى حاجة ماسة لاستكمالها لأداء الدور المنوط بها الذى يعتبر دوراً فريداً فى مصر وأفريقيا أيضاً. وأشار إلى مشكلات تواجههم فى العمل قائلاً "نعانى من عدم وجود تسهيلات فى توصيل المرافق للمستشفى من الكهرباء والمياه والصرف الصحى إضافة إلى التراخيص التى نعانى من عدم اكتمالها". وأكد الجارم أن المستشفى يقدم خدمة الكشف بأجر رمزى كباقى مستشفيات القصر العينى حيث تبلغ قيمة التذكرة خمسة جنيهات كما أن المرضى يحصلون على العلاج مجاناً من صيدلية المستشفى إلا أننا نعانى هذه الفترة بسبب أزمة التمويل من نقص الأدوية وعدم توافرها الأمر الذى يجعل المريض متذمراً قائلاً "لكن لا يمكننا أن نلوم عليه فمن حقه أن يتلقى العلاج مجاناً فى مستشفيات الدولة".