أعلن الدكتور خالد عبدالغفار، وزير التعليم العالي، تمكن فريق بحثي مصرى من جامعة المنصورة، من تسجيل اكتشاف جديد لنوع من الحيتان البرمائية بالمياه المصرية يرجع لما قبل 43 مليون عام. ويمثل هذا الاكتشاف طفرة لعلماء الحفريات في الوطن العربي، حيث إنه يعد المرة الأولى في التاريخ التي يقود فيها فريق عربي مصري توثيق جنس ونوع جديدين من الحيتان، حيث تم استخراج حفريات الحوت عام 2008 بواسطة فريق بحثي من خبراء وزارة البيئة برئاسة الدكتور محمد سامح، وتم دراسة وتوثيق الحوت الجديد هذا العام، تحت إشراف ومتابعة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، ومركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية برئاسة هشام سلام. ويبلغ طول الحوت 3 أمتار، ويزن نحو 600 كجم، وكان لديه العديد من الخصائص التشريحية، التي مكنته من التعايش في ذلك الوقت، وقد تم استخراجه من واحة الفيوم فيومسيتس أنوبس لذا أطلق عليه نفس الاسم. ومن جهته، قال محمد سامح أحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة، إن هناك العديد من الحيتان القديمة بمنخفض الفيوم، التي تعود إلى العصر الإيوسيني ما قبل التاريخ، مشيرًا إلى أنها تعد منطقة مهمة لدراسة تطور الحيتان. وليست هذه المرة الأولى التي يتم فيها اكتشاف حوت قديم الأزل في محافظة الفيوم، بل كانت هناك اكتشافات عديدة لحيتات عتيقة عاشت في المحافظة، حيث توجد محمية وادي الحيتان المدرجة ضمن تراث اليونيسكو العالمي. 2015.. حفريات حوت عمره 40 مليون سنة في عام 2015، أعلنت الحكومة المصرية كشفًا علميًا جيولوجيًا جديدًا، اعتبرت أنه سيغير مجريات البحث العلمي في العالم، وهو اكتشاف حفريات لأكبر حوت سار على وجه الأرض، عمره أكثر من 40 مليون سنة. وقال خالد فهمي، وزير البيئة في ذلك الوقت، عبر مؤتمر صحفي، إن الحوت الذي تم اكتشاف حفرياته في منطقة "وادي الحيتان" في الفيوم، ينتمي إلى فصيلة "باسيوريوس". بالإضافة لذلك تم اكتشاف بقايا هيكلية لكائنات بحرية داخل حفريات الحوت، تم التعرف على أنواعها، وهي سمكة سرطان البحر، وسمكة المنشار، بالإضافة للعثور على بقايا حوت صغير تم افتراسه من الحوت المكتشف، مما يلقي الضوء على نوعية غذاء الحيتان في ذلك الوقت. إضافة إلى ذلك تم كتشاف مجموعة هائلة من أسنان أسماك القرش، بجوار هيكل الحوت العملاق، مكونة طبقة رقيقة تغلف أجزاء منها بما يوضح تغذية هذه الأسماك على الحوت بعد نفوقه، وهو ما يدل على وجود أعداد هائلة منها، تواجدت بكثرة في تلك المنطقة. ويعكس الكشف طبيعة الحياة البحرية والكائنات الموجودة داخل تلك المنطقة، في الحقبات الزمنية السحيقة، والتي تعود إلى حوالى 40 مليون سنة. 2019.. كشف هائل لعظام حوت كاملة في عام 2020 صرح الدكتور محمد سامح، مدير عام المنطقة المركزية للمحميات الطبيعية، في ذلك الوقت، لسكاي نوز عربية، عن أبرز الاكتشافات التي تمت في العام 2019، قائلا: "عثرنا العام الماضي خلال بحثنا في منطقة جارة جهنم على كشف هائل نشر في العديد من المحافل الدولية، هو هيكل عظمي كامل لنوع جديد من الحيتان يسمى إجيكتوس جهيني، من خلاله بات لدينا أبعاد جديدة لنظرية التطور". وأوضح سامح، في منشور نشره عبر صفحته الشخصية فيس بوك، قائلا: "أهم النتائج التي توصل إليها البحث هو اكتشاف حوت بدائي جديد، ويظهر من خلال العظام التي تم العثور عليها تطور حركة الحوت الحديثة وهو يمثل مرحلة وسيطة بين السباحة التي تعمل بالقدمين والذيل، ويوضح المرحلة التي تسبق مباشرة استخدام الحوت الحالي الذيل في السباحة". وتابع: "يعد الحوت الحالي والذي عمرة يتراوح بين 41 إلى 47 مليون سنة مرحلة انتقالية بين استخدام العمود الفقري في السباحة واستخدام قوة الذيل في السباحة". وأضاف أن الاكتشاف كان يشبه شكل جسم الحيتان القديمة الأخرى في عصره، مثل حوت من نوع باسيلوصور الشهير، مشيرا إلى أن هذه الحيوانات كانت لديها طبيعة للسباحة من خلال تموج الجزء الأوسط من الجسم والذيل بنفس الطريقة التي تسبح بها التماسيح اليوم". محمية وادي الحيتان تعرف الهيئة العامة للاستعلامات، محمية وادي الحيتان، بأنها متحفا مفتوحا لهياكل متحجرة لحيتان وأسماك قرش وأصداف وحيوانات بحرية يبلغ عمرها ملايين السنوات، بالإضافة باعتبارها بيئة طبيعية لعدد من الحيوانات المهددة بالانقراض مثل ثعلب الفنك والغزال الأبيض والطيور المهاجرة مثل صقر شاهين وصقر الغزال. وتشكل المحمية حلقة الوصل بين الحيتان كثدييات برية، التي ذانت تعيش على اليابسة، قبل أن تتحور لثدييات بحرية، بفعل إغراق مياه البحر للمنطقة التي كانت تعيش فيها، غرب نهر النيل. وسجلت "اليونسكو" منطقة وادي الحيتان في قائمة المحميات الطبيعية في 2005 كأول موقع طبيعي في مصر، لاحتوائها على حفريات لا تقدر بثمن لأقدم الحيتان المنقرضة، ومن هذا اليوم اعتبرت المحمية أهم موقع في العالم لإظهار شكل وحياة الحيتان في مرحلة تطورهم من حيوان بري لآخر ثدي عابر للمحيط. تضم المحمية التي تحولت لمتحف مقترح للجمهور، مئات الهياكل العظمية للحيتان والحيوانات المختلفة التي عاشت في المنطقة منذ 40 مليون سنة، ولا تزال الاكتشافات مستمرة حتى الآن بالمنطقة.