كشفت أسر وعائلات 55 شابا معتقلا مصريا، داخل سجن تاجورة بالعاصمة الليبية طرابلس عن حصولهم على معلومات تفيد بتعرض أبنائهم للتعذيب داخل المعتقل منذ دخلوه وإلى اليوم بأساليب بدنية ونفسية فى مقدمته الصعق بالكهرباء وتركهم عرايا لأيام طويلة، كما أكد لهم محاموهم الليبيون، أن أبناءهم وقعوا بالإكراه والتعذيب على اعترافات بأنهم تجار سلاح. وقال محمد يحيى، شقيق محمود، 26 سنة، أحد الشباب المعتقل، أوكلنا محامين ليبيين للدفاع عن كل المعتقلين ومنهم شقيقى، وقالوا لنا إن أجهزة الأمن الليبية استخدمت العديد من وسائل التعذيب مع الشباب المصرى فى المعتقل، وصعقوهم بالكهرباء وإجبارهم على خلع ملابسهم فى أيام الشتاء والنوم عرايا وضربهم ضربا مبرحا فضلا عن السب والقذف والإهانة المعنوية. وأرجع يحيى سبب ما يتعرض له شقيقه ورفاقه إلى عدم قناعة السلطات الليبية بأن الشباب كانوا فى طريقهم للهجرة الشرعية فقط، وبسبب العثور على قطعة سلاح كانت موجودة مع طاقم مركب الصيد المرافق للرحلة، زادت شكوك أجهزة الامن الليبية واتهموا الشباب بأنهم يهربون سلاحا وليسوا مهاجرين غير شرعيين وأن هذا دفع السلطات فى ليبيا لإخفاء وجود الشباب المصرى طوال هذه السنوات الخمس والقول بأنهم مازالوا أحياء ومعتقلين. كما أوضح فواد صالح، والد أحمد، 28 سنة، أنه خلال قيامه بزيارة نجله ومعه عدد من أهالى المعتقلين، تعرضوا لمضايقات من المحامين الليبيين الذين أوكلوا لهم الدفاع عن أبنائهم، اشترطوا الحصول على 10 آلاف جنيه من كل أسرة معتقل لإبلاغهم بالمعلومات التى لديهم. من جهته نفى حافظ أبوسعدة أمين عام المنظمة المصرى لحقوق الإنسان، علمه بتفاصيل الواقعة أو عدد الشباب، وأبدى استعداده الفورى لتبنى القضية، والدفاع عن الشباب جميعا، كما طالب أسر المعتقلين بمخاطبة المنظمة ودعمها بكل التفاصيل التى تمكنهم من التعامل مع السلطات الليبية والدفاع عنهم أمام محاكمها. جدير بالذكر، أن مؤسسة القذافى للتنمية التى يرأسها سيف الإسلام نجل الرئيس الليبى معمر القذافى، قد تبنت دعوة مكتوبة ومسجلة خلال عام 2009 لإزالة معتقل تاجورة المعروف سابقا باسم سجن بوسليم «السيئ السمعة» حسب وصف بيان المؤسسة.