«جاء قرار الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بإطلاق حرية تسعير المكالمات لشركات المحمول الثلاث، فى مصلحة مستخدمى المحمول، مع احتدام المنافسة بين الشركات الثلاث العاملة فى هذا المجال» تبعا لأحمد عادل، محلل قطاع اتصالات فى النعيم للأوراق المالية، مشيرا إلى أن الشركات سوف تلجأ إلى تقديم عروض قوية لتوسيع قاعدة العملاء، موضحا أن شركة اتصالات مصر ستستهدف بعروضها بشكل أكبر عملاء مشتركين فى الشبكتين الأخريين، بينما تستهدف فودافون وموبينيل فى المقابل المحافظة على عملائها الحاليين، من خلال العروض المخفضة بالإضافة إلى جذب عملاء جدد، بحسب عادل. وكان مجلس إدارة الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، وافق خلال اجتماعه أمس الأول على إطلاق حرية تسعير المكالمات لشركات المحمول الثلاث، وتقديم عروض مخفضة للمستهلكين، بشرط أن يتم إخطار الجهاز بالعروض قبل الإعلان عنها ب24 ساعة، وذلك اعتبارا من أول 2010، مما يعنى فتح الباب لمزيد من تخفيض الأسعار للمستهلكين. وأضاف عادل أنه من المتوقع أن ينخفض متوسط العائد لكل مستخدم لدى شركات المحمول، بعد تقديمها عروضا خلال الفترة المقبلة، فمثلا عندما قامت الشركات بتخفيض سعر الدقيقة لتصل إلى 5 قروش خلال شهر رمضان، انخفض متوسط العائد خلال الربع الثالث بنسبة 10% مقارنة بالربع الثانى من العام الحالى، إلا أن شركات المحمول «ستلجأ إلى تنويع خدماتها خلال الفترة المقبلة لمواجهة انخفاض الإيرادات المتوقع نتيجة للعروض المخفضة، وذلك بالتوسع فى خدمات الإنترنت وغيرها». أما بالنسبة للمصرية للاتصالات، التى تحتكر تقديم خدمات التليفون الثابت فى مصر، فيرى عماد الأزهرى، نائب رئيس الشركة، أن القرار لن يؤثر سلبا عليها، مادام «الجهاز سيستمر فى مراجعة العروض والتأكد من أنها ليست أقل من سعر التكلفة، ولا تحمل أى نية لإغراق السوق، وهى النقطة الأهم فى هذه المسألة، والالتزام بها سيحمى المصرية للاتصالات». وكان قرار جهاز تنظيم الاتصالات قد تضمن شرطا بألا تقل أسعار العروض عن سعر التكلفة. ويرى الأزهرى أن المشجع فى القرار الجديد هو إلزام شركات المحمول بتوحيد سعر دقيقة المحمول للثابت مع ثمن دقيقة المحمول إلى المحمول، لأن هذا «سيعود بالمصلحة على الشركة المصرية للاتصالات وسيشجع استخدام الشبكة الأرضية». بينما يقول أحمد عادل إن تأثير القرار على المصرية للاتصالات سيكون سلبيا لأن تقديم شركات المحمول عروضا بتخفيض أسعار دقيقة المحمول داخل الشبكة الواحدة أو بين شبكات المحمول الثلاث، سيقلل من إقبال المستهلكين على الاتصال من خلال المحمول وعدم استخدام التليفون الثابت، إلا أن اعتماد الشركة على إيراداتها من خدمات البوابة الدولية (المقدم الوحيد لخدمة الاتصالات الدولية)، بالإضافة إلى إيراداتها من شركة تى أى داتا، سيحد من هذا التأثير.