قال المخرج محمد فاضل، إن اندثار ظاهرة الفنان المثقف ترجع إلى تغير المناخ المحيط بالكامل، لافتًا إلى أن المخرجين والفنانين كانوا مهتمين في الستينيات والسبعينيات بقراءة مقالات الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل كل جمعة، وروايات الروائي نجيب محفوظ التي كانت تنشر مسلسلة في جريدة الأهرام وغيرها. وأضاف فاضل، خلال لقاء لبرنامج «رأي عام»، الذي يقدمه الإعلامي عمرو عبدالحميد عبر فضائية «TeN»، مساء الخميس، أن المناخ العام في الماضي كانت تغلب عليه معايير الثقافة، قائلًا إن وجود فنان مثقف الآن نادر للغاية وخاصة أن مواقع التواصل الاجتماعي ممتلئة بالأخبار الخاصة بالحياة الشخصية للفنانين. وذكر أن إعادة الثقافة مسؤولية قنوات التليفزيون وذلك من خلال تخصيص قدر من البرامج الثقافية ضمن جداول بثها، مشيرًا إلى أن قناة «TeN» إحدى القنوات القليلة التي تهتم بالمحتوى الثقافي. وفي سياق متصل، أشار إلى أن الدراما الإذاعية في الخمسينيات والستينيات كانت السبب الأول لتوجهه نحو الدراما التليفزيونية، وذلك بسبب دورها في إثارة الخيال، مضيفًا أن مكتبة المدرسة لعبت دورًا في حبه لهذا المجال. وأوضح أنه قرأ مسرحية «هاملت» لوليام شكسبير ترجمة خليل مطران، في مكتبة المدرسة عندما كان طالبًا بالصف الثاني الابتدائي، لافتًا إلى صعوبة تقديم دراما متكاملة الأركان دون ممارسة المسرح. وذكر أن لكل نوع من أنواع الفن سواء السينمائي أو التليفزيوني أو المسرحي له خصائصه التي تميزه، واصفًا مُشاهد الدراما التليفزيونية بأنه «متفرج متمرد»؛ لأنه يحتاج أدوات درامية عدة من أجل السيطرة على هذا التمرد. ولفت إلى أن هناك 10 مخرجين على الساحة يستطيعون السيطرة على تمرد الجمهور والإبقاء على الحماس والتشويق والمتابعة للمسلسل، ومنهم تامر محسن في مسلسل «لعبة نيوتن»، وكاملة أبو ذكري في «واحة الغروب»، وهاني خليفة وسامح عبدالعزيز.