تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير نور الشريف، الذي توفي في الحادي عشر من شهر أغسطس لعام 2015، عن عمر يناهز 69 عاما. ظهر الفنان نور الشريف في حلقة نادرة استثنائية، أنتجها تليفزيون دبي، حاوره فيها صديقه الفنان صلاح السعدني، وكشف نور خلال اللقاء عن أهم محطات حياته الشخصية، التي ساهمت في تكوين شخصيته التي عاش وفقا لها لبقية حياته. أعترف نور خلال اللقاء أن الغرور تغلب عليه عندما حقق حلم حياته بشراء سيارة من نوع جاجوار، موضحا أنه كان يتمنى شرائها منذ أن رأي الفنانة ماجدة الخطيب وهي تقودها، عندما كان يعمل كومبارسا معها في مسرحية وابور الطحين، وهو مازال طالبا في مقتبل حياته الفنية. واستطرد نور قائلا: "عرفت بعد كده أصدقاء السوء اللي كانوا بيوقعوا بيني وبين زمايلي، ويحسسوني إن كل حاجة هتبوظ من غيري، ويزينولي الليالي الحمرا، وحسيت وقتها إحساس بشع، لقيت نفسي مبقتش محمد جابر بتاع السيدة زينب، حسيت إني خلاص ضعت". وأوضح نور، أن أصدقاء السوء أقنعوه بأن السلوكيات السيئة هي الحياة الطبيعية بالنسبة لأي فنان، وأصبح بعدها في حاجة شديدة للمال لمواكبة السهرات والحفلات وستايل الحياة الجديد الذي يريد أن يعيشه، فاضطر إلى قبول أفلام دون المستوى، فقط للحصول على المال. وأكد أن الوضع ساء أكثر بالنسبة له عندما توقفت السينما في مصر، واضطر للسفر إلى لبنانوسوريا لعمل عدد من الأفلام هناك، مشيرا إلى أنه كان يتعاقد على أحد الأفلام في لبنان، وبعد تصوير ثلاثة أيام، يشعر بأن الفيلم ليس جيدا، فيهرب إلى سوريا، وبسبب احتياجه للمال، يتعاقد على أي فيلم، وبعد تصوير بضعة أيام، يجد أنه دون المستوى، فيتركه ويعود إلى لبنان مرة أخرى، واستمر الحال على هذا النحو لمدة عامين. وكشف نور خلال اللقاء، أن هذه الفترة لم تكن الأفضل في حياته، حيث كتبت عنه الصحافة اللبنانية أخبارا غير جيدة، وعندما عاد إلى مصر وجد أنه فقد مكانته الفنية، وأصبح الفنانين محمود ياسين، وحسين فهمي هم أبطال السينما، مؤكدا أنه كان عليه مصارحة نفسه بأن ما حدث له كان خطؤه، وأنه عليه البدء من جديد في السينما، وإصلاح كل سلوكياته، للازدهار من جديد بمبادئه، وهنا كانت نقطة التحول في حياته. روى نور خلال اللقاء الموقف الذي جعل من الفنان صلاح السعدني الصديق الأبدي له، مشيرا إلى أن فيلم السراب كان البداية الحقيقية لتاريخه الفني، وأن النقاد أشادوا به، وبالرغم من أن النفس البشرية تميل إلى الأنانية والغيرة، إلا أن صلاح السعدني لم يحمل هذه الصفات في داخله. وأوضح أنه كان يعمل في بداية حياته الفنية ككومبارس وراء صلاح السعدني في أكثر من عمل فني، ولكن بعد مرور الأيام، أصبح نور أشهر من السعدني سينمائيا، ولكن هذا لم يؤثر في علاقة صداقتهما القوية، حيث عندما تم عرض فيلم السراب في شاشات العرض السينمائية، أصر السعدني أن يحتفل بنجاح صديقه نور الشريف، وكان فرحا جدا بما حققه صديقه من إنجاز. يقول نور: "لقيت صلاح بيقولي أنا عازمك النهاردة على الغداء بمناسبة نجاح فيلم السراب، بس مش معايا فلوس، فهنروح ناكل شكك عند الرجل اللي بناكل عنده شكك في باب اللوق، وعزمني فعلا واحتفل بيا، أنا أخدت جايزة عالمية على الفيلم ده، بس متأثرتش زي ما اتأثرت بالعزومة الشكك بتاعة صلاح، اللي خلته بقه بالنسبة لي صديقي الأبدي". يذكر أن الاسم الحقيقي للفنان نور الشريف، هو محمد جابر عبد الله، وولد في حي الخليفة في القاهرة عام 1946، وبدأ التمثيل منذ أن كان في المدرسة حيث انضم إلى فريق التمثيل فيها، وكان لاعبا في فريق أشبال كرة القدم التابع لنادي الزمالك.