قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن الشرائع السماوية أو الوضعية أكدت جسد الآدم مُكرَّم، وهو ما أخذ به الدستور المصري بأن هذا الجسد له خصوصية. وأضاف خلال لقائه ببرنامج "التاسعة" الذي يُقدمه الإعلامي يوسف الحسيني على القناة الأولى، مساء الاثنين، أن من يعتدي على حرمة المتوفى سواء الجثمان أو النعش، ينُزل به أقصى وأقسى العقوبات، سواء للاقتراب منه أو تصويره. حق مُطالعة المتوفى يعود إلى حالة واحدة وهو الشق الجنائي "الطبيب الشرعي"، موضحًا أن هذا الأمر يكون لصالح المتوفى نفسه. وأوضح أنه في الحالات الأخرى، فلا جثمان المتوفى له حماية كاملة بغض النظر عن دينه أو مذهبه أو معتقده أو لغته، مشدّدًا على أن الجسد الآدمي لا يجوز الاعتداء على حرماته ولا على خصوصياته. وتابع: "هذا الأمر يسري على جثامين الفراعنة من الملوك العظام، إذ لا يجوز التشهير بهم أو عرضهم إلا لغرض علمي، أما دون ذلك فيعود الجثمان إلى الأرض بكل ستره، لقوله تعالى أماته فأقبره". وأكمل: "الفقهاء يقولون إن القبر مثوى للإنسان كمسكنه في حياته.. خصوصيات لا يجوز اقتحامها بأي شكل من الأشكال". يُشار إلى أن حالة كبيرة من الجدل تسود منذ تشييع جثمان الفنانة الراحلة دلال عبد العزيز يوم الأحد، وما شهدته من إقبال كبير من الزملاء المصورين على متابعة الحدث، والحرص على التقاط ردود أفعال الحاضرين وتوثيقها، وهو ما أثار حفيظة الكثير من الفنانين الذين اعتبروا الأمر بمثابة انتهاك لحياتهم الشخصية.