أصدرت مكتبة الإسكندرية كتابا بعنوان "طه حسين معلم الأجيال" في 174 صفحة من القطع المتوسط، ويضم عددا من المقالات والأبحاث لنخبة من العلماء والمفكرين ، تتناول عدة موضوعات منها : طه حسين والنقد الأدبي، وموقفه من الدراسات الكلاسيكية إلى جانب حياته وفكره وإسهاماته الثقافية. والكتاب من إعداد لطفي عبد الوهاب وتقديم إسماعيل سراج الدين. ووفقا للكتاب، فإن عبقرية طه حسين تكمن - بعيدا من غزارة إنتاجه وسعة فكره وتنوعه وموهبته الأدبية العالية - في إرادة التغيير الحرة التي تركت أثرها في أجيال عدة، إذ اعتمد في دراسة الأدب ونقده على البحث غير المقيد بآراء السابقين. وإلى جانب ذلك, استحدث طه حسين (1889 - 1973) أسلوبا في اللغة، كتابة ونطقا، حيث رفض الإيقاع اللغوي المتحصن وراء الدروع التقليدية للكتابة، واعتمد أسلوبا سلسا وعذبا وواضحا في الوقت ذاته. إلا أن الدكتور جابر عصفور في مقال له في الكتاب، انتقد إستراتيجية العمل الثقافي التي اتبعها طه حسين، بزعم وجود ثلاث ثغرات بها أولاها الانحصار في نطاق الثقافة الأوروبية وبخاصة الفرنسية، والثانية هي النخبوية، والثالثة عدم انشغالها بثقافة الطفل. وفيما يتعلق برحلة طه حسين بين الفكر والسياسة، حصر الناقد الراحل رجاء النقاش خصائصها في نقاط عدة، منها أن علاقاته السياسية كانت تقوم على خدمة أفكاره، ولكن يؤخذ عليه ارتباطه بالأحزاب الرجعية التي اشترك معها في بعض حملاتها على حزب "الوفد" وزعيمه سعد زغلول. وشمل الكتاب عددا من الأبحاث حول طه حسين وجهوده في مجال النقد الأدبي والدراسات الكلاسيكية، حيث كان يدعو لضرورة دراسة التراث الإغريقي الروماني لفهم تراثنا القومي، إلى جانب الإلمام بالتراث الشرقي القديم والحضارة العربية الإسلامية، وبالتالي فإنه يجب تعلم اللغتين اللاتينية واليونانية وإتقانهما، حيث تعتبران الوسيلة التي من خلالها يمكن إحياء التاريخ والقومية المصرية.