تقارير دولية: محطة الضبعة النووية تتيح لمصر العديد من استخدامات الطاقة المستدامة وتعزيز توليد الكهرباء

التوسع فى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية يعزز فرص الحياة والتنمية
كشفت تقارير دولية ان العديد من الدول النامية تواجه حاليا العديد من العراقيل والتحديات خلال محاولتها للحاق بركب الدول المتقدمة وتحقيق التنمية المستدامة، التى توفر جزءًا من التطور والنهضة بالمعيشة للشعوب، التى تضررت من استنزاف لثرواتها.
واشارت التقارير إلى أن الطاقة الرخيصة تعد واحدة من أهم مفاتيح تحقيق التنمية وضمان استدامتها على المدى البعيد.. و فى ظل الارتفاع المستمر فى أسعار النفط والأضرار البيئية التى يسببها قطاع النفط، اتجهت البشرية للبحث عن وسائل بديلة لتوليد الطاقة، ومنها الطاقة النووية المنتشرة فى جميع دول العالم المتقدم شرقا وغربا.. ورغم ذلك، نجد من يعمل على نشر الأفكار السلبية عن الطاقة النووية، وسط الشعوب، والتى بحاجة لهذه الطاقة، حتى تتمكن من إقامة مشروعات التنمية والصناعة المتطورة والحديثة بشكل اكبر.
ويمنع الخوف، غير المبرر، من الطاقة النووية، شعوب الدول الحديثة العهد بها او المقبلة عليها من التعرف على الاستخدامات الإيجابية لهذه الطاقة، وعلى رأسها الفوائد الأقتصادية لمحطات الطاقة النووية.. مثلا فى روسيا، نجد أن إجمالى إنتاج الكهرباء المولدة من محطات الطاقة النووية يبلغ 18.7% من إجمالى توليد الطاقة للأغراض المدنية.
وأشارت العديد من التقارير الدولية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية IAEA إلى أن المدن المستضيفة للمحطات النووية، لها الكثير من الفوائد الاقتصادية المنتجة من الطاقة النووية، بما فى ذلك الوظائف والإيرادات من الإعانات الحكومية والضرائب المحلية. ومقابل المخاوف المتعلقة بالسلامة كانت النتيجة دائمًا لصالح تشغيل المحطات النووية.
وكشفت التقارير ان من أبرز هذه الاستخدامات تحلية المياه، خاصة فى الدول التى تتعرض للجفاف بسبب الاحتباس الحرارى.
وتعد محطات تحلية المياه النووية أفضل من محطات التحلية التى تعمل على الوقود الأحفورى، التى تساهم فى زيادة مستويات غازات الاحتباس الحرارى. وتحتل الزراعة مركزًا متقدمًا فى قائمة أهم المجالات المستفيدة من الطاقة النووية، حيث تعمل العديد من منظمات الأغذية والزراعة الدولية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى برنامج تحسين قدرة الاستدامة الغذائية بمساعدة التكنولوجيا النووية والتقنيات الحيوية، والتحسين المباشر لإنتاج الغذاء. وتعد عملية الطفرات النباتية، وهى تعريض بذور نبات معين للإشعاع لإحداث طفرات وبعد ذلك يتم زراعة هذه البذور لإنتاج النبتة المحسّنة.. وهذه النباتات المعدلة، ذات الانتاج الوفير والقادرة على مواجهة نقص المياه، تعد من أهم طرق مكافحة المجاعات الناجمة عن التصحر بسبب موجات الجفاف الطويلة التى تحصد ملايين الأرواح فى الدول النامية.
واوضحت التقارير انه فى نفس المجال، نجد أن الطاقة النووية يمكن أن تؤدى إلى ترشيد استخدام الأسمدة، ومكافحة الحشرات التى تسبب خسائر هائلة للمزارعين سنويًا، على الرغم من استخدام المبيدات، لذلك يستخدم الإشعاع للسيطرة على أعداد الحشرات من خلال جعلها عقيمة عبر تعريضها للأشعة السينية أو أشعة جاما، ثم إطلاقها مجددًا، بحيث يتم استغلال فوائدها على النباتات وضمان عدم تكاثرها.
وبمشاركة «روساتوم» انطلق مؤخرا مشروع «ريسوتوب» لحماية حيوان وحيد القرن الإفريقى من الصيد الجائر أو قتله للحصول على القرن بطريقة غير قانونية من خلال حقن القرون بنسبة صغيرة من النظائر المشعة المستقرة لتتبُعها حيث يجعل تهريبها اكثر صعوبة. وهذا يعتبر استخداما آخر إيجابيا للطاقة النووية.
واكدت التقارير الدولية أنه من المؤكد أن محطة الطاقة النووية فى الضبعة ستتيح لمصر العديد من استخدامات الطاقة المستدامة وتعزيز توليد الكهرباء، بالاضافة إلى التطور فى مجالات مختلفة من زراعة، طب، اقتصاد، فضاء... إلخ.
وأكدت التقارير أنه آن الأوان للتوسع فى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية لتعزيز فرص الحياة والتنمية.