جمال القصاص: رواية شيقة مغوية وتدور فى لحظات قاسية منتصر القفاش: عمل فنى يتمتع بحرية كبيرة فى تناول القضايا بدون تحفظ نظمت دار الشروق، حفل إطلاق رواية «الكل يقول أحبك» أحدث المؤلفات الأدبية للكاتبة مى التلمسانى، والصادرة عن دار الشروق، وذلك مساء الثلاثاء الماضى فى مبنى قنصلية فى لقاء أداره الإعلامى خالد منصور، وناقشه الكاتب جمال القصاص، والروائى منتصر القفاش، بحضور نخبة من المثقفين والقراء. وقالت مى التلمسانى إن الفكرة الرئيسية لرواية «الكل يقول أحبك»، هو الحب عن بعد، وأنها تتناول من خلالها حالة خاصة وهى حب الأشخاص لبعضهما بالرغم من كونهم يعيشون فى بلاد مختلفة عن بعضهم، بالإضافة إلى اغترابهم كذلك عن أوطانهم الأصلية، وأن السؤال الرئيسى للرواية هو: «ماذا لو الكل يقول أحبك وبينهم مسافات طويلة تفرقهم». وأضافت أن الرواية واقعية وتتناول فكرة الغياب التى يعانى منها العاملون فى بلاد أخرى لا يسكنها أحبته ولا يراهم بحكم ظروف عمله إلا بعد شهور طويلة وأحيانًا سنوات. وأوضحت أنها تحب الكتابة عما تعرفه، ولذا كتبت عن الشتات والبعد عن الوطن، وكيف أن روح المغتربين تظل متعلقة بأوطانهم. واستعرضت التلمسانى بعض شخصيات الرواية وأنها أرادت أن تنتصر للحب بين الشخصيات وأن الحب حق ومستمر، وأنها قررت تقديم نماذج مختلفة عما تقدمه الدراما العربية، ومنها على سبيل المثال أن الخيانة قد تأتى من المرأة أيضًا وليس الرجل فقط، وأنه لا يوجد ثبات فى الحب، وأننا كما نتحرك كأفراد فى حدود مختلفة كذلك تتحرك مشاعرنا وعواطفنا. ومن جانبه قال «القصاص»: إن الرواية شيقة مغوية، وأن المؤلفة تهتم بتسجيل لحظات زمنية تكون منسية أو مهمشة، أو مهجورة وتلتقطها بمهارة التلصص والاقتناص لتصنع منها عالمها الخاص وتعيد تكوين ملامح تلك اللحظة لتصنع زمنا روائيا خاصًا بها، وأن الرواية تتماس مع فكرة الشتات، التى تبرز عبر الشخصيات الروائية الخمسة، وأن الرواية تدور فى لحظات قاسية على المستوى السياسى والاجتماعى، وتتناول قضايا الهجرة وتعدد الهوايات والاغتراب والشتات، ولكنها تبرز أيضًا لحظات تجمع الإيثارة والمتعة الحياتية لأشخاص يعيشون على لحظات مسروقة من هذا الزمن. وبدوره قال «القفاش»: إن عنوان رواية «الكل يقول أحبك»، هو بمثابة إعلان تقريرى تأكيدى، على مضمون الرواية ولكن المفارقة تكمن فى أن الرواية عكس ذلك وأن الرواة الخمسة لفصول الرواية يطرحون سؤال الحب الشائك، ويعترفون بأنهم لا يعرفون معنى هذه الكلمة. وأشار إلى أن كل فصل فيها هو بمثابة اعتراف؛ لا نعرف إن كان اعترافا للنفس، أم لطرف الحب الغائب، أم اعترافا أمام القارئ، ولكن فى النهاية الاعتراف هو رغبة فى التطهير ووضع الذنب فى مكانه المقبول كمحاولة أمام الآخرين لتأكيد أن ما فعله فى الحب أمر مبرر وأن لأبطال دائما فى حالة سؤال وحركة وتذكر، ورغم أن جميع الشخصيات ترغب فى حب آخر خارج إطار الزواج، إلا أنهم شخصيات تحاول فى الوقت نفسه الحفاظ على هذا الزواج، والكل يحاول أن يصل إلى معادلة ترسخ هذا. وأن الرواية تتمتع بمساحة كبيرة من الحرية منحتها قدرة على تناول قضاياها بدون تحفظات. شارك بالحضور كل من أميرة أبو المجد، مدير النشر والعضو المنتدب لدار الشروق، الروائى محمد المنسى قنديل، الفنان التشكيلى محمد عبلة، الشاعر أمين حداد، الروائى نعيم صبرى، الشاعرة رانيا خلاف، الكاتب محمد شعير، القاص والروائى منتصر القفاش، الكاتب أسامة عرابى، الكاتبة الصحفية نانسى حبيب، هبة حافظ، مدير الفعاليات بمنصة أقرألى، الإعلامى خالد منصور، شيرين أبو النجا، جمال القصاص وغيرهم من المثقفين والكُتاب.