بمجرد تقلد خالد بشارة، الرئيس التنفيذى الجديد لشركة أوراسكوم تليكوم، مهام منصبه الشهر الماضى حتى ظهرت تحديات صعبة فى مصر والجزائر، وهما اثنتان من الأسواق الثلاث الأهم للشركة. ففى اليوم نفسه الذى أُعلنت فيه ترقية السيد بشارة، وجهت الحكومة الجزائرية صفعة للشركة بإعلانها عزمها تحصيل ضرائب قيمتها 596 مليون دولار من شركة جيزى للاتصالات، الفرع الجزائرى لأوراسكوم الذى ساهم بنجو 40% من إيرادات الشركة فى عام 2008. كما أوقفت الحكومة الجزائرية تحويل الشركة لأرباحها إلى خارج البلاد. وفى مصر، أعلنت الهيئة العامة للرقابة المالية موافقتها على عرض فرانس تيلكوم لشراء موبينيل، شركة المحمول الأكبر فى مصر. وتخوض فرانس تليكوم وأوراسكوم، الشريكتان فى موبينيل، نزاعا منذ فترة طويلة حول كيفية إدارة الشركة. غير أن السيد بشارة، الجالس فى مكتبه المضىء المطل على النيل، واثق من أنه سيتم تجاوز العقبات التى تواجهها الشركة فى الجزائر، وأن أوراسكوم لن تتنازل عن دورها فى إدارة موبينيل. وفى بلد نادرا ما يكون فيه قادة السياسة والأعمال من صغار السن، فإن السيد بشارة البالغ من العمر 38 عاما يبدو أقرب إلى وادى السليكون منه إلى وادى النيل. تخرج بشارة فى الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، وكون شركته الأولى لتكنولوجيا المعلومات فى عمر الثالثة والعشرين. وتطورت هذه الشركة لتصبح لينك دوت نت المتخصصة فى تقديم خدمات الإنترنت، وقد أصبحت الآن جزءا من أوراسكوم. وقد اضطلع بشارة بمسئولية إدارة العمليات اليومية للمجموعة التى لديها 84 مليون مشترك من نحو عشر دول، وهو ما أتاح لنجيب ساويرس، مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذى، التركيز على قضايا إستراتيجية مثل البحث عن شريك للاندماج. والآن أصبح الرجلان مسئولين عن التعامل مع الأمور التى تواجه المجموعة. وقد بلغت أرباح ما بعد الضرائب التى حققتها المجموعة فى العام الماضى 431 مليون دولار، بينما بلغت الإيرادات 5.3 مليار دولار. وبلغت المكاسب قبل الضرائب والفوائد ومخصصات الإهلاك 2.39 مليار دولار. تم إعلان الجزائر بشأن الفاتورة الضريبية التى يجب أن تسددها أوراسكوم فى الوقت نفسه الذى قام فيه مشجعو كرة القدم الجزائريون بالهجوم على الشركات المصرية فى الجزائر، بما فى ذلك المحال التابعة لجيزى. وكانت الشرارة التى أشعلت أحداث العنف هذه هى الأنباء تواترت حول قيام المشجعين المصريين بإصابة فريق كرة القدم الجزائرى فى القاهرة قبيل مباراة التأهل إلى كأس العالم. ويقول السيد بشارة: «نعتقد أنه من غير المنطقى أن يقول الجزائريون إننا نصور إيراداتنا بأقل من حقيقتها بينما نحن فى فترة الإعفاء الضريبى. باعتبارنا شركة مساهمة، فإنه كلما زادت إيراداتنا، ارتفع سعر السهم ونحن لم نكن ندفع ضرائب على أية حال، فلماذا نقلل من حجم إيراداتنا؟ كان يجب علينا القيام بما كنا نفكر فيه منذ فترة طرح اكتتاب عام محلى وإشراك مستثمر محلى معنا. وقد تحدثنا إليهم فى ذلك بالفعل». وكانت أوراسكوم قد أعلنت هذا الشهر كذلك عن خطط لزيادة أسهم حقوق الأولوية إلى 800 مليون دولار لتعزيز قائمتها المالية. المعروف أن الشركة الجزائرية بمثابة البقرة الحلوب لأوراسكوم، حيث ساهمت بمليارين من الإيرادات وساهمت بنحو نصف إيرادات ما قبل الضرائب والفوائد ومخصصات الإهلاك. غير أنه خلال العامين الماضيين، بدأت الجزائر فى فرض المزيد من القيود على المستثمرين الأجانب، فى ظل انتعاش عائدات الهيدروكربون. وتقول سالى جرجس المحللة لدى بنك الاستثمار الإقليمى بلتون فايننشال: «تُعد جيزى أكبر مساهم فى إيرادات أوراسكوم تليكوم فى بلد يصبح فيه مناخ الاستثمار غير ودى. لا يمثل ذلك مؤشرا جيدا». ولكن إذا كانت الصعوبات التى تواجهها أوراسكوم فى الجزائر ونزاعها مع فرانس تليكوم قد أظهرا الشركة فى وضع المحاصر، فإن السيد بشارة يؤكد أن هذا الانطباع خاطئ. ويشير إلى القرار الذى اتخذته الحكومة الفيدرالية الكندية الشهر الماضى بالسماح لجلوبالايف التابعة لأوراسكوم بالبدء فى تقديم خدمات المحمول، وهو يُبطل قرارا سابقا من جانب الهيئة الرقابية بمنع الشركة من تقديم هذه الخدمات. ويضيف السيد بشارة: «أعتقد أن هناك خبرا جيدا جدا جاء من كندا وأكد أننا شركة ليس من السهل ترهيبها. فنحن لا نخاف من كثرة المعارك، مادمنا نعتقد أننا على حق. لدينا التزام تجاه حملة الأسهم والعاملين ولدى أنفسنا بأن نحصل على حقوق شركتنا».