يعيش أطفال جنوب مدغشقر، التي تعد إحدى دول شرق إفريقيا، في مأساة؛ لزيادة معدل الجفاف، الذي تسبب في نقص الغذاء، مما دفعهم للبحث عن سبل أخرى للتغذية، وصلت إلى تناول الحشرات. وبحسب التقرير الأخير الصادر عن "برنامج الأغذية العالمي"، فإن حوالي 1.5 مليون شخص مجبرين على تحمل نتائج الجفاف وتناول الحشرات، وأغلبهم من النساء والأطفال، وهذا العدد زاد 3 أضعاف عن النسبة التي كانت متوقعة خلال منتصف العام الجاري.
وظهر تأثير قلة التغذية واضحًا على أغلب أطفال جنوب مدغشقر، وهذا ما أكده "برنامج الأممالمتحدة الإنمائي" في تقرير حديث له، كاشفًا أن مدغشقر هي الدولة العاشرة في قائمة معدل تقزم الأطفال حول العالم، وهذا ناتجًا عن معاناة أكثر من نصف أطفالها دون سن ال5 من سوء التغذية المزمن، ومع زيادة نسبة الجفاف، من المتوقع زيادة معدل التقزم خلال السنوات القليلة القادمة.
قال تومسون فيري، المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي، إن الأسر في مدغشقر لم تجد أمامها إلا الحشرات في الوقت الحالي للنجاة من الموت، وذلك بعد بيع الكثير لأدوات المطبخ والزراعة، بهدف الحصول على أموال لشراء غذاء بعد أن ارتفعت أسعاره لقلة توفره.
وأوضح أن الجوع وسوء التغذية في البلاد، زاد نتيجة تدمير المحاصيل على مدار 3 سنوات، مما يجعل من الصعب على أغلب الأسر الوصول إلى الغذاء كما كان يحدث سابقًا، وهذا تسبب في لجوء الأطفال إلى التسول لمساعدة أنفسهم وأسرهم على توفير الغذاء، وفي حالة استمرار الوضع، من المتوقع انتقال الكثير من الأسر إلى مناطق ثانية بحثًا عن العمل والطعام.
وأكد أنه في الشهر الماضي، أجرى برنامج الأغذية تقييما للأطفال في أكثر المناطق تضررًا من نقص الغذاء، وهي مدينة "أمبواساري"، وكشفت النتائج أن 3 أرباع الأطفال تم إجبارهم على ترك المدارس حتى يتفرغوا للبحث عن الطعام طوال اليوم، في الوقت الذي أكدت فيه الأمهات أن أغلب الطعام المتوفر حاليًا، هو الصبار الأحمر، ولكنه لن يصمد إذا استمر الوضع كما هو عليه حاليًا.
وأشار ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي في مدغشقر، إلى أن البلاد تواجه أسوأ جفاف منذ أكثر من 40 عامًا، لذلك تضررت كثيرًا؛ لاعتماد أغلب مواطنيها على الزراعة، وهذا يجعل البرنامج يحتاج إلى أكثر من 78 مليون دولار لتوفير الغذاء خلال موسم الجفاف المقبل لمدغشقر وغيرها من الدول التي تعاني من نفس الوضع؛ حيث إنه لا يستطيع حاليًا إلا تقديم المساعدات الغذائية لحوالي 500 ألف شخص ممن يعانون من سوء التغذية.