قال موقع أوول إفريكا، إن المواطنين في مدغشقر باتوا يعيشون على حافة الموت، فكثير منهم لا يملك من الطعام سوى بعض الثمار البرية، وقالت وكالات تابعة للأمم المتحدة، الخميس الماضي، إن هناك ما يقرب من 850 ألف شخص في المناطق المصابة بالجفاف في جنوب مدغشقر تشهد مستويات "مثيرة للقلق"، وهناك حاجة إلى مزيد من المساعدات لمنع "كارثة" محققة، وهذا هو أحدث تحذير من الأزمة التي تؤثر على أكثر من نصف السكان في جنوب الجزيرة. وتابع الموقع، أن هناك نحو 20 في المائة من الأسر في المناطق المتضررة تشهد الآن مستويات خطيرة من الجوع الذي يضرب البلاد، وفقا لأحدث مسح لوكالات الغذاء، وعبر عن ذلك كريس نيكوي، المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي، قائلا إن الوضع الحالي في جنوب مدغشقر يدعو للقلق حيث لا يملك الناس شيئا ينقذ حياتهم، كما أن العديد من الأسر لجأوا إلى التسول وبيع أراضيهم أو ممتلكاتهم، واضطروا لتناول مخزونات البذور الحيوية من أجل البقاء على قيد الحياة. الوضع في مدغشقر يؤول من سيئ إلى أسوأ حيث هبط مخزون المواد الغذائية من موسم الحصاد الماضي في أغسطس إلى أقل مستوياته، فضلا عن عدم وجود مساعدات غذائية لجميع المتضررين بما لا يساعد في القضاء على المجاعة، فالوضع في مدغشقر لا يحتاج إلى مساعدات غذائية فقط، فالمزارعون يحتاجون إلى البذور والأدوات والآلات الحديثة التي تتحمل الجفاف وتستطيع أن تأتي ثمارها في الموسم الزراعي القادم في نوفمبر وديسمبر. وأضاف الموقع أن تكلفة التقاعس عن العمل أو مواصلة تأخير المساعدات سوف ينتج عنها دمار غير متوقع، وسينتج عن ذلك تمديد فترة الجوع لسنوات قادمة أخرى، وهذا من شأنه أن يمثل كارثة للشعب الذي لا يجد قوت يومه ولا حتى البذور الرئيسية اللازمة للزراعة. ويعيش نحو 90 في المائة من سكان مدغشقر على أقل من 2 دولار يوميا، وحوالي نصف الأطفال يعانون من سوء التغذية المزمن أو التقزم. وأضاف الموقع: في الأزمة الحالية، اتخذ العديد من أطفال الجنوب من المدارس موطنا للبحث عن عمل وغذاء وماء، وإذا لم يتم إنقاذ هؤلاء الأطفال فسوف يكون الوضع كارثيا. الموقع قال إن أسراب الجراد هي التي تسببت في المجاعة بمدغشقر، حيث هاجمت نصف مساحة البلاد تقريبا، مشيرا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تتسبب فيها أسراب الجراد في المجاعة، ففي عام 2013 حدث الشيء ذاته، واستطاعت مليارات الحشرات أن تؤذي 60% من سكان مدغشقر الذين أصبحوا بحاجة إلى معونة ضخمة تقدر قيمتها بأكثر من 22 مليون دولار لمكافحة هذه الآفة التي أصابت هذا البلد الذي يعاني من الفقر. وبرغم من الجهود المبذولة من مركز السيطرة على الجراد في مدغشقر في معالجة 30 ألف هكتار من الأراضي، فإن الأعاصير أدت أيضا إلى إتلاف المحاصيل، وليس ذلك فحسب، بل تسببت أيضا في خلق بيئة مواتية لتكاثر جيل جديد من الجراد.