«حواء مركز الكون وتوازنه، فلا نص روائيا من دونها، ولا كلمة من دونها، ولا حياة من دون شمسها التى لا تزال تقتل فينا كل أشكال البرد. إن غابت حواء عن أى شيء نقص. حين أكتب شخصية نسائية فإن مرجعيتى أمى التى آمنت بها من دون حدود، أعرف أحلامها، وانكساراتها، ورؤيتها، أعرف حتى ما تفكر بسرها. حينما أكتب حواء روائيًا فإنى أنظر إليها عبر نافذة قلب أمى وغالبًا ما أنجح فى رؤيتها». هذا ما أكده الروائى جلال برجس، الفائز بالجائزة فى الدورة الرابعة عشرة من الجائزة للعام 2021، فى حوار نشرته الصفحة الرسمية لجائزة الرواية. برجس قال «إن شعوره بالفوز كان شعورًا مختلفًا دفعه إلى أن يلوذ بنفسه لدقائق وينصت لأصوات الشخصيات التى أثثت روايته «دفاتر الورّاق». «كنت أسمع صوت إبراهيم يتسلل إلى مسمعيَّ من بين أصواتهم، وأراه يحمل الرواية ويرفعها بيمناه قدام برق لعج فى سماء روحى. الفوز هو فوز الكلمة، هذه الكلمة التى تبدو لى مثل طائر كل واحد منا يراه من زاويته وزوايا الكون لا نهائية». وحول ما ذكره خلال المؤتمر الصحفى الذى تلا إعلان الفوز من أن حواء هى مركز الكون وإنها حاضرة فى كل رواياته، والصعوبة التى يواجهها فى كتابة شخصية روائية نسائية؟ قال: «بالطبع حواء مركز الكون وتوازنه، فلا نص روائى من دونها، ولا كلمة من دونها، ولا حياة من دون شمسها التى لا تزال تقتل فينا كل أشكال البرد. إن غابت حواء عن أى شيء نقص. حين أكتب شخصية نسائية فإن مرجعيتى أمى التى آمنت بها من دون حدود، أعرف أحلامها، وانكساراتها، ورؤيتها، أعرف حتى ما تفكر بسرها. حينما أكتب حواء روائيًا فإنى أنظر إليها عبر نافذة قلب أمى وغالبًا ما أنجح فى رؤيتها». وعن إذا كان يتفق مع رى البعض من أن الرواية تتناول أزمات الاغتراب وفقدان الحلم، أوضح برجس أن الرواية تتناول جوانب عدة منها الاغتراب لدى الإنسان فى هذه المرحلة لكن شخوصها وخطابها المعرفى لا يفتقد للحلم بل ينتصر له، ويشيع الأمل رغم كل ما يحدث. فحين تطلق الرواية أسئلتها فإنها بالضرورة تسعى إلى إجابات تصب فى خانة الحلم بفضاءات أكثر اتساعًا. وفى سؤال حول تصنيفه للرواية بسبب ما تحتويه من عناصر بوليسية ورومانسية وسياسية ودينية وسيكولوجية، قال: «يمكننى القول إن «دفاتر الورّاق» سعى نحو نمط جديد من الرواية، نمط لم يغفل عناصر الرواية السائدة، وبنفس الوقت ذهب إلى تقنيات حديثة. أن ما يراه البعض عناصر بوليسية أراه أنا عناصر تشويق لتبقى القارئ فى يقظة قرائية لتصله الفكرة». أما عن النصيحة التى يقدمها جلال برجس لكل كاتب عربى مبتدئ، فقال: «على من ينوى أن يصوب القلم إلى رأس الصفحة ألا ينصت إلا لصوته الداخلى ويكتب، يكتب كأن الكلمات ستصير جسرًا ينقذه من السقوط فى الهاوية». الكاتب جلال برجس كشف أنه سيحتفل بالجائزة بالسفر إلى منطقة هادئة اقترحتها عليه صديقة وأنه سيمكث هناك لزمن فى الكتابة. «يغدو هذا الشكل للاحتفال مناسبًا لى بعد أن احتفلت بى عائلتى، وأصدقائى، وقرائي». يذكر أن جلال برجس شاعر وروائى أردنى من مواليد 1970. يعمل فى قطاع هندسة الطيران، كتب الشعر والقصة وأدب المكان قبل أن يتجه إلى كتابة الرواية، كما عمل فى الصحافة الأردنية لعدد من السنين وترأس عددا من الهيئات الثقافية، وهو الآن رئيس مختبر السرديات الأردنى، ومُعد ومقدم برنامج إذاعى بعنوان (بيت الرواية). وصدر له فى أدب المكان «شبابيك مادبا تحرس القدس» (2017)، و«حكايات المقهى العتيق» رواية مشتركة (2019). ونال عن روايته «مقصلة الحالم» (2013) جائزة رفقة دودين للإبداع السردى عام 2014، وعن روايته «أفاعى النار» (فى فئة الرواية غير المنشورة) جائزة كتارا للرواية العربية (2015)، وأصدرتها هيئة الجائزة فى عام (2016). وصلت روايته «سيدات الحواس الخمس» إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (2019).