أعد الباحث الأثرى عبدالرحيم ريحان مدير منطقة آثار نويبع وأمين لجنة الإعلام بالاتحاد العام للآثاريين العرب تقريرا يتضمن مخالفات إسرائيل لكل قرارات «اليونسكو» فيما يتعلق بالحفاظ على الثروة الأثرية العربية الواقعة فى قبضة الاحتلال. القدس والتراث العالمى فى عام 2000 طالبت إسرائيل بضم مدينة القدس إلى لائحة التراث العالمى بوصفها موقعا ثقافيا إسرائيليا فاجتمع وزراء الثقافة العرب بالرياض وأصدروا بيانا لمدير عام اليونسكو ورئيس لجنة التراث العالمى مطالبين برفض قبول الطلب الإسرائيلى المنافى لقرارات الشرعية الدولية ولم تيأس إسرائيل فحاولت عام 2003 شطب مدينة القدس من قائمة التراث العالمى المهدد بالخطر وكانت الأردن قد سجلت القدس عام 1982 كتراث عالمى وذلك لعدم وجود دولة فلسطينية كاملة العضوية فى اليونسكو حتى الآن وتسعى إسرائيل لإدراج القدس على لائحة التراث العالمى من طرف إسرائيل مع أنها مدرجة أصلا فى قائمة الأردن متحدية بذلك لائحة اليونسكو وتحاول الدول العربية حشد التأييد والدعم من الدول الصديقة الأعضاء فى اليونسكو لموضوع إشكالات القدس وباب المغاربة. عين سلوان تقوم سلطة الاحتلال الإسرائيلى حاليا بأعمال حفر بشكل غير علمى فى منطقة مجمع عين سلوان التى تبلغ مساحتها 57 ألف متر مربع تبعد 300م عن الزاوية الجنوبيةالشرقية لسور الأقصى وتحوى العديد من المساجد منها مسجد عين سلوان ومسجد عين اللوزة ومسجد بئر أيوب ومسجد بلال بن رباح ويرتبط تاريخها بتاريخ القدس حيث شكلت مصدر المياه الأساسى منذ الفترة الكنعانية عبر قنوات بناها اليبوسيون (بناة القدس الأصليون) ومازالت آثارها قائمة حتى اليوم كما تحاول سلطة الاحتلال هدم المنازل بحى سلوان بحجة أنها بدون ترخيص وهى بيوت تاريخية يعود تاريخ بناء عدد كبير منها للفترة ما بين 1860 و1920 أى قبل الاحتلال الإسرائيلى للقدس ونتج عن أعمال الحفر نفق أرضى تحت مسجد عين سلوان بعمق أكثر من 12 مترا يعرف أوله فقط والباقى مخفى بحاجز خشبى وعملية الحفر مستمرة وبعدة اتجاهات أدت إلى انهيار ترابى كبير تحت ساحة وملتقى الشباب التراثى المقدسى تحت ادعاء باطل بأن الهيكل المزعوم يقع شمال هضبة سلوان أى مكان المسجد الأقصى وتستمر أعمال الحفر بهضبة سلوان بطول ما بين 500 و600م لتحقيق المخطط الصهيونى بالامتداد مئات الأمتار فى سلوان لإنشاء مدينة سياحية دينية يهودية تحت الأرض وأدت الحفريات إلى تفريغ للأتربة والصخور أسفل المسجد الأقصى ليكون عرضة للانهيار بفعل هزة أرضية بسيطة أو هزات صناعية أو عمل عدوانى وشيك تخطط له المنظمات الصهيونية والحفريات مستمرة حتى تنهار المنازل الفلسطينية ويتشرد الآلاف وتحت المسجد الأقصى حتى ينهار ضمن خطة استيطانية لتهويد القدس بشكل كامل وطمس الهوية العربية الإسلامية بها وتقوم بالحفر جمعية العاد الاستيطانية بالتعاون مع بلدية القدس. غزة وقرارات اليونسكو دمرت إسرائيل مساجد غزة الأثرية وخالفت اتفاقية لاهاى لحماية الممتلكات الثقافية فى حالة النزاع المسلح لعام 1954 المادة 4 الخاصة باحترام الممتلكات الثقافية حيث ورد فى النقطة الرابعة (تتعهد الأطراف السامية المتعاقدة بالامتناع عن أية تدابير انتقامية تمس الممتلكات الثقافية) ومخالفتها المادة 5 الخاصة بالاحتلال، حيث ورد فى النقطة الثانية (إذا اقتضت الظروف اتخاذ تدابير عاجلة للمحافظة على ممتلكات ثقافية موجودة على أراضى محتلة منيت بأضرار نتيجة لعمليات حربية وتعذر على السلطات الوطنية المختصة اتخاذ مثل هذه التدابير فعلى الدولة المحتلة أن تتخذ بقدر استطاعتها الإجراءات الوقائية الملحة وذلك بالتعاون الوثيق مع هذه السلطات) فإذا كانت دولة الاحتلال هى التى تقوم بالحرق والتدمير والتدنيس لهذه المواقع فمن المسئول غير المنظمة صاحبة هذه الاتفاقية؟ والمطلوب من اليونسكو تطبيق المادة 28 الخاصة بالجزاءات على دولة الاحتلال الصهيونى وفيها (تتعهد الأطراف السامية المتعاقدة بأن تتخذ فى نطاق تشريعاتها الجنائية جميع الإجراءات التى تكفل محاكمة الأشخاص الذين يخالفون أحكام هذه الاتفاقية أو الذين يأمرون بما يخالفها وتوقيع جزاءات جنائية أو تأديبية عليهم مهما كانت جنسياتهم). طمس الهوية العربية فى السادس من يونيو عام 2000 أرسل يوسى ساريد وزير التعليم الإسرائيلى وقتها رسالة إلى مركز التراث العالمى تضمنت أسماء 29 موقعا مرشحا للتسجيل فى قائمة التراث العالمى بوصفها مواقع تراثية إسرائيلية ومن بينها مما يثير العجب طريق الحج من مكة إلى القدس إضافة لوادى الأردن وخليج العقبة وأعطت لهذه المواقع أسماء عبرية مخالفة لشروط الاتفاقية الدولية لحماية التراث العالمى الثقافى والطبيعى بتجنبها ذكر الأسماء التاريخية التى كانت معروفة ومستعملة فى سجل المواقع والمبانى التاريخية قبل عام 1948 وفى القسم الثانى من القائمة هى المواقع متعددة القوميات حيث اقترحت إسرائيل تسجيل خمسة مواقع هى وادى الأردن ونهر الأردن ومنابعه ووادى عربة وخليج العقبة وفى القسم الثالث مواقع المجموعات حيث طالبت بضم الحصون الصليبية والقصور الأموية والأديرة الصحراوية ومدن الموانئ والفنون الصخرية وغيرها وتقع مواقع هاتين المجموعتين فى فلسطين والأردن وسوريا ولبنان وفى القسم الرابع الطرق الحضارية منها طريق الحج وخط القطار العثمانى وطريق البخور الساحلى وتصدى العرب لهذه المحاولة من السطو على التاريخ وتمكنت مصر والمغرب فعليا من تجميد مناقشة الطلب الإسرائيلى ورغم ذلك تضع إسرائيل آثار مصر والأردن فى الكتيبات السياحية الإسرائيلية بصفتها آثارا إسرائيلية يمكن للسائحين زيارتها. نهب سوريا ولبنان عقب احتلال الجولان عام 1967 بدأت أعمال التخريب والتنقيب عن الآثار ملحقين بها أضرارا جسيمة حيث تحوى الجولان تسلسلا حضاريا منذ عصور ما قبل التاريخ ثم الآشوريين الكنعانيين والآراميين والأنباط والغساسنة والعرب المسلمين وبعد ثلاث سنوات من احتلال الجولان كانت الجرافات الإسرائيلية قد دمرت عددا من المواقع الأثرية وفى عام 1974 قبل انسحاب إسرائيل من مدينة القنيطرة دمروا المساجد الأثرية وسرقوا أحجار المدينة البازلتية وأعمدتها الرخامية وتماثيلها والأبنية الأثرية فى دير قروح كما شرعوا فى سرقة مدن الجولان وقراها مثل بانياس، الحمة، فيق، رجم فيق، العال، خسطين وغيرها وكانت كل هذه السرقات مصحوبة بمحاولات ذات صبغة علمية لإثبات أى وجود تاريخى لليهود دون فائدة لذلك قاموا بتحوير أسماء المدن والقرى فى الجولان لتتطابق مع ما هو وارد فى التوراة دون سند علمى فقد تم تحريف خسفين إلى خسفو التوراتى وكرسى إلى خمرسيا التلمودى وتل القاضى إلى دان القديمة وفى الفترة من 1967 إلى 1968 قامت إسرائيل بمسح أثرى فى عدد 209 مواقع بالجولان وقد أشارت أحد التقارير السورية لعدد 42 موقعا كأمثلة للمواقع التى طالتها يد العدوان إما بالتخريب أو التنقيب. وفى محاولة لإثبات وجود تاريخى لأنبياء الله داوود وسليمان عليهما السلام نهبت إسرائيل أثناء اجتياح لبنان 1978 موقع قبر حيرام الفينيقى لأن المؤرخ اليهودى يوسفينوس أشار لارتباط الملك حيرام بعلاقات صداقة لأنبياء الله داوود وسليمان امتدت لمجال التجارة بعد ذلك وقامت إسرائيل عام 1983 بتحويل هذا الموقع لمقر عسكرى كما قام جنود الاحتلال بتجريف المواقع الأثرية فى جنوب لبنان وفى مدينة صور دمرت الأسواق القديمة ونهبوا قطع أثرية بيزنطية وقد أكدت مديرية الآثار اللبنانية عقب المعاينة بعد الانسحاب الإسرائيلى أن هناك مبانى أثرية بالكامل تم تفريغها من كنوزها وفى موقع رأس العين جنوب صور نقلت قوات الاحتلال توابيت تعود للفترة الرومانية والبيزنطية إلى خارج لبنان عام 1985 وفى أثناء إنشاء إحدى القواعد العسكرية الإسرائيلية بالنبطية عثر الجنود الإسرائيليون على كنيسة تضم وحدات موزايك لم يعرف مصيرها بعد ذلك كما قامت بنهب آثار مزارع شبعا أثناء احتلالها ودمرت العديد من المواقع الأثرية واستخدمتها طرقا عسكرية من بينها قلاع رومانية وصليبية ومغاور وهياكل كما سرقوا كميات كبيرة من آثار جبل الشيخ وجبل الوسطانى ومحور كامد اللوز كما نقلوا قطعا أثرية تعود إلى الحقب الفينيقية والبيزنطية من جنوب لبنان لمتاحفها فى فلسطينالمحتلة آثار العراق نهب تراث العراق الحضارى بدأ مع اجتياح بغداد يوم 9 أبريل 2003 حيث سرق المتحف العراقى ببغداد يوم 10 أبريل وشملت أعمال النهب نحو 24 ألف قطعة أثرية جمعت من 6555 موقعا أثريا تعود لحضارات العراق منذ عصور ما قبل التاريخ مرورا بالحضارات السومرية والآشورية والبابلية والإسلامية ومن المسروقات لوحة السبى البابلى وثمانون ألفا من الرقم الطينية المكتوبة بالخط المسمارى التى تمثل أقدم مكتبة فى العالم لدراسة اللغات القديمة وإلى جانب سرقة المتحف العراقى أشرفت قوات الحملة على إحراق مكتبة القرآن فى وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ببغداد التى تضم مخطوطات لمشاهير الخطاطين المسلمين كما تم إحراق جميع المخطوطات الموجودة فى دار صدام للمخطوطات التى كان يوجد بها 20214 مخطوطا باللغات العربية والفارسية والتركية والكردية كما أحرقوا ذاكرة العراق المتمثلة فى المكتبة الوطنية بمحتوياتها التى تضم ملايين الوثائق الخاصة بالوزارات والسجلات ووثائق الملكية منذ العهد العثمانى وفترة الاحتلال البريطانى والعهد الملكى والعهد الجمهورى وسرقوا منها 300 مخطوط منها كتاب القانون فى الطب لابن سينا ونهبوا متحف نبوخذ نصر ومتحف حمورابى وفى أغسطس 2003 قام وفد من الآثاريين الصهاينة بزيارة العراق تفقدوا خلالها المواقع الأثرية ومتحف نينوى بالموصل وقام ثلاثة حاخامات بعمليات تنقيب عن الآثار فى بابل تحت حماية قوات الحملة وقام أحد تجار الآثار فى يونيو 2007 بتهريب 650 إناء عليها كتابة بالخط الآرامى تم تهريبها لمعهد الدراسات العبرية واليهودية بجامعة لندن.