• مخرجة الفيلم: وقعت في غرام مصر.. وأدهشني قسوة القيود الاجتماعية كشفت إدارة مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة، عن اختيار الفيلم السويسري "فرح"، ليكون فيلم الافتتاح للدورة ال22 للمهرجان الذي تنطلق فعالياته مساء الأربعاء المقبل الموافق 16 يونيو الجاري. الفيلم إخراج جوليا بانتر، وتم تصويره بمصر، وفيه تحاول المخرجة رسم الصورة للقاهرة الحديثة، والمجتمع الذي يجب أن يواجه فيه جيل اليوم، وضغط التقاليد الراسخة، والاضطرابات الثقافية والاقتصادية، التي تجبر المجتمع المصري على إعادة اكتشاف نفسه من خلال ثلاثة أزواج مختلفين اجتماعياً وثقافياً ودينياً. وعن هذه التجربة قالت المخرجة جوليا بانتر: "انتقلت إلى القاهرة في 2015 لأصنع هذا الفيلم، ووقعت في غرام هذا البلد وعاصمته، وبناءه الاجتماعي الذي يتميز بالتعقيد والتناقضات الجذابة، التي يمكنها أن تكون فاتنة ومزعجة في ذات الوقت". وتابعت: "بدلاً من تقديم الزواج على إنه اتحاد أبدي بين شخصين، يحاول الفيلم استخدامه كذريعة للحديث عن الرجال والنساء، والضغوط الاجتماعية التي يوجهها الأزواج الشباب كل يوم". وقالت: "تسعى مصر حالياً نحو التطور، ويتمزق مجتمعها بين الأفكار الغربية عن الحرية والرغبة في احترام الأدوار التقليدية للرجل والمرأة في المجتمع. وفي محاولة اكتشاف مقومات الزواج في هذا البلد، أدهشني قسوة القيود الاجتماعية وعنفها الجوهري في مواجهة الأفراد، ومع ذلك، لم أعتبر ضرورة الزواج مشكلة يجب على الشباب المصريين التخلص منها ليعيشوا أحراراً وسعداء". واستطردت: "تعد العائلة ركيزة أساسية لهذا المجتمع، والزواج أمر لا مفر منه، ويطرح الفيلم هذا الأمر كحقيقة دون التشكيك في شرعيتها. وفضلاً عن ذلك، حتى إذا لم يرتاب الأزواج الشباب في أمر مؤسسة الزواج، فهم يطرحون الأسئلة، وما يثيرني على وجه التحديد هي لحظات الشك هذه. يمارس المجتمع المصري شكلاً من أشكال العنف تجاه الفرد، لكنه في رأيي ليس نوعاً من صراع الحضارات، فالضغط الاجتماعي المرتبط بالزواج موجود في سويسرا أيضاً، لكنه أكثر عنفاً في مصر، والأهم من ذلك أنه يأخذ شكلاً مختلفا. يستكشف الفيلم هذا الاختلاف دون الحكم عليه أو إدانته، لكنه يؤكد على وجهة نظري تجاه بعض الأسئلة". وتابعت: "أتمنى، في عرض تناقضات ومفارقات أبطال الفيلم، أن تبرز إنسانيتهم خلف هذه الاختلافات". وختمت حديثها: "بين الحس الفكاهي والعواطف الناتجة عن أهمية الأفكار المطروحة، أردت فيلماً قوياً ومكثفاً ولطيفاً في ذات الوقت، مثل القاهرة وأبطالي، من خلال إتاحة الفرصة لأصوات أبطالي الحميمية الصادقة، يتيح لنا الفيلم التعرف على تطلعات ومخاوف الشباب المصري في حاضرنا هذا".