تشتهر محافظة جنوبسيناء، برحلات السفاري وسط الصحراء خاصة مع بداية موسم الصيف الحار، ويفضل العديد من السائحين الرحلات الجبلية والعلاجية. وتحرص مناطق السفاري على تقديم العروض المختلفة للرحلات الجبلية بمنطقة سرابيط الخادم ، لكون السائحين يعتبرونها مغامرة لعدة أيام وسط الصحراء، ويرافقهم أبناء قبيلة العليقات من بدو سيناء. وقال يوسف بركات، أحد منظمي الرحلات، إن منطقة السرابيط ليست منطقة أثرية فقط بل مكان للتأمل والتفكير والبحث عن الذات، الجبال والهضاب التي توجد بها تعطي طابع منفرد للمكان، الطقس معتدل في الصيف و في الشتاء، وتعد تكلفة الرحلة بسيطة، وتناسب مع كافة المستويات بالرغم من أن البرنامج الذي يجري تنفيذه للسياح يتكلف كثيرا. وأضاف بركات، ل"الشروق"، أن السياح الألمان والإنجليز يعشقون منطقة السرابيط، ومن وقت قريب بدأ الشباب المصري معرفة أسرار وكنوز سيناء، واتجهوا لسياحة السفاري والتخييم أسوة بالأجانب، لافتًا إلى أن جائحة كورونا أثرت على الجميع، ولا نعتمد الآن على وزارة السياحة للترويج للمنطقة بل نقوم بمخاطبة الشباب المصري عبر منصات التواصل الاجتماعي لجذب الزوار إلى المنطقة. وأشاد "بركات" بالقيادات الأمنية التي تقوم بتيسير كافة الإجراءات لإنجاح الرحلة، والحرص على تأمينها على أعلى مستوى. وحول برنامج الرحلة وسعرها، قال بركات، إن تكلفة الفرد في ثلاث أيام تصل إلى 2400 جنيه، شاملة الانتقالات من والي القاهرة والرحلة الجبلية والإقامة والدليل البدوي، وتنطلق الرحلة بداية من منطقة سرابيط الخادم وتتضمن أبرز المناطق السياحية داخل صحراء سيناء. وأوضح أن معبد سرابيط الخادم واحدًا من أهم معابد مصر القديمة، وهو أقدم نموذج للمعابد المصرية المنحوتة جزئيًّا في الصخر، ويعد قدس الأقداس لكونه المعبد الأضخم من نوعه بين جميع ما خلفه عمال المناجم القدماء في عموم مصر، ويقع هذا المعبد على ارتفاع نحو 1200 مترًا فوق سطح البحر في جنوب غرب جزيرة سيناء، على بعد نحو عشرة كيلومترات شمالاً من وادي مغارة، ونحو 43 كيلومترًا من أبوزنيمة شرقًا، وهو يغطي مساحة تزيد على 2800 متر مربع. وتابع: "وتعد سرابيط الخادم أهم موقع لاستغلال الفيروز والنحاس في جنوبسيناء، لكونه يحتفظ بنطاق واسع من شواهد الوجود المصري القديم في سيناء، ويبلغ طول المعبد حوالي 80 مترًا، وعرضه حوالي 35 مترًا، و يبلغ عدد النقوش بسرابيط الخادم 387 نقشًا، وهى لا تشمل نقوش المعبد بالطبع حيث كانت بعثات المناجم ترسل برئاسة موظف كبير لأن المناجم من أملاك الملك، فكانت النقوش تذكر اسم الملك ورئيس البعثة وكبار موظفيه والفيروز المستخرج من مناجم سرابيط الخادم، و يتكون من فوسفات النحاس والألومنيوم المائيين، وشوائب من أكسيد الحديد، ويظهر كمعدن أزرق مخضر في شروخ صخور الحجر الرملي على شكل عروق وعقد وخرزات صغيرة، واستخدم قدماء المصريين الفيروز في صناعة الحلي منذ العصر الحجري". وأكد أن المعبد، بُنِيَ في منطقة استخراج الفيروز، وكرس لعبادة سيدة الفيروز، الربة حتحور التي عُرفت ديانتها منذ عصور ما قبل التاريخ. وكانت ربة البهجة والموسيقى والسعادة و ما بعد الحياة، وربة البلاد الغريبة وبضائعها كانت الربة الحامية لأرض سيناء. وعن المناطق التي يمر بها السائح خلال الرحلات، قال يمر السائحين بمناطق عدة منها: • جبل مكبر: وهو من أهم الأماكن الأثرية المجهولة في وسط سيناء، ويعتبر منارة القوافل التجارية عبر التاريخ بسبب شكله المميز. • كامب بركات ويطلق عليه "صقر الصحراء: وهو كامب بدوي بيئي مبني بأحجار ومجهز بغرف وحمامات مشتركة نظيفة، وبه كهرباء طوال اليوم ومياه جوفيه متوفرة طوال اليوم، وهو الكامب الوحيد في منطقة أبوزنيمه، ويشرف شاب بدوي يعمل على تشجيع السياحة في المنطقة، ومهتم بالمحافظة على البيئة من المخلفات البلاستيكية وغيرها من المخلفات. وقال إن برنامج الرحلة يبدأ بنهاية الأسبوع الجاري لمدة ثلاث أيام، يبدأ بالتحرك من القاهرة الساعة 6 صباحًا منتجهًا إلى نفق الشهيد أحمد حمدي، وسوف يجري زيارة مزار النقطة الحصينة العسكرية، وبعدها التحرك على العيون الكبريتية، ويجرى نزول المياه، وشرب الشاي، وأكل الفاكهة وطعام خفيف، وبعدها نطلع من المياه وندهن الجسم بزيت زيتون طبيعي، ونتحرك بالباص علي المخيم للاستراحة والاستجمام وسط الطبيعة، ثم العشاء. وفي اليوم الثاني الاستيقاظ مع شروق الشمس وركوب السيارة الجيب، التحرك علي أهم منجم في منطقة سرابيط الخادم، الذي أنشاءه الإنجليز في فترة احتلال مصر لمشاهدة التلفريك الأقدم علي مر العصور، وبيت المدير، والمسرح الذي غنت فيه أم كلثوم في منطقة أم بجمة، ومشاهدة البحر من أعلى القمة على بعد 1100 من سطح البحر، والصلاة في أقدم مسجد فوق الجبل، وبعدها تناول وجبة الغداء وشرب الشاي، والنزول إلى منطقة الشيخ حشاش، للتعرف على قصته، يليه وادي الحيان وبئر النصب، للتعرف على طرق استخرج النحاس، ولماذا سمي بالنصب، ومشاهدة الغروب من جبل مكبر، والتعرف على قصه شجرة الصابون وكيف يجري الاستخدام والكتابات النبطية نرجع علي الكامب، ثم العشاء والاستمتاع بسهرة على أنغام السمسمية. ومع شروق الشمسفي اليوم الثالث يجري التحرك من خلال سيارة جيب، والتحرك نحو معبد سرابيط الخادم و نستكشف الأثار الفرعونية ومغارات الفيروز، والنزول على جبل المخروم الذي شكلته عوامل الطبيعية، والاستمتاع بأجمل منظر بانورامي، ثم الرجوع إلى المخيم لتناول الغداء، والتوجه إلى مدينة أبوزنيمة للاستمتاع بالبحر، وأخيرًا العودة إلى القاهرة.