بدأ مئات السكان الفلسطينيين عمليات نزوح في قطاع غزة، اليوم الخميس، مع تكثيف إسرائيل هجماتها الجوية والمدفعية في اليوم الرابع من التوتر مع الفصائل الفلسطينية. وقالت مصادر فلسطينية إن أعداد من السكان بدأوا بالفرار من المناطق الحدودية شرق قطاع غزة بحثا عن مناطق أكثر آمنا في قلب القطاع هربا من القصف الإسرائيلي المكثف. وبحسب المصادر، تركزت عمليات النزوح في المناطق الشمالية لقطاع غزة التي شهدت في الساعات الأخيرة هجمات مدفعية مكثفة طالت عشرات المنازل وأدت لقتلى وجرحى. وشوهدت عائلات كاملة تنزح من منازلهم مشيا على الأقدام وهي تحمل القليل من الأمتعة بحثا عن مناطق أقل حدة في التعرض للهجمات الإسرائيلية. وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل 36 فلسطينيا على الأقل وإصابة العشرات الخميس، جرى انتشال جثث أغلبهم من تحت أنقاض ركام منازل دمرت فوق رؤوس سكانها. وبحسب الوزارة، ارتفع إجمالي عدد القتلى الفلسطينيين منذ يوم الاثنين الماضي إلى 103 من بينهم 27 طفلا و11 سيدة و580 إصابة بجراح مختلفة وصفت حالة عدد منهم بالخطيرة. وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن إسرائيل شنت منذ يوم الاثنين قرابة 500 غارة طالت مختلف مناطق القطاع، وتركزت على المقار الحكومية والأبراج ومنازل سكنية ومقرات إعلامية وبنى تحتية ومنشآت اقتصادية. وذكر المكتب الإعلامي في حصيلة أصدرها عصر الخميس، أن أكثر من 500 وحدة سكنية تعرضت للهدم الكلي والجزئي بفعل الغارات الإسرائيلية، فضلا عن تضرر ما لا يقل عن 2100 وحدة سكنية. ورصد المكتب قصف 14 برجا وعمارة سكنية وتدميرها بشكل كلي وأضرار كلية لحقت ب 23 مقرا إعلاميا، فضلا عن عشرات المؤسسات والجمعيات والمكاتب الأخرى. كما أفاد بتعرض 58 مقرا حكوميا لاستهداف إسرائيلي تنوعت بين مقرات شرطية وأمنية ومرافق خدماتية، فضلا عن تضرر 23 مدرسة بشكل بليغ وجزئي وعدد من عيادات الرعاية الصحية الأولية جراء القصف الشديد في محيطها. واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان للناطق باسمها عبداللطيف القانوع أن إسرائيل "تعيش حالة تخبط بعد ضربات المقاومة المؤلمة وتلجأ لاستهداف بيوت الآمنين وارتكاب مجازر بحق العائلات". من جهته، حذر الجناح العسكري لحركة حماس كتائب القسام إسرائيل من تنفيذ تهديداتها بشن عملية توغل بري في قطاع غزة. وقال الناطق باسم الكتائب المكنى أبو عبيدة "إن أي توغل بري في أي منطقة في قطاع غزة سيكون فرصة لزيادة غلتنا من قتلى وأسرى العدو، وجاهزون لتلقينه دروساً قاسيةً". وتبنت كتائب القسام وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إطلاق عشرات الرشقات الصاروخية على إسرائيل منها اسدود وبئر السبع وعسقلان. وقال الجيش الإسرائيلي إنه تم رصد إطلاق 160 صاروخا من قطاع غزة باتجاه مدن إسرائيلية خلال نحو 12 ساعة الأخيرة. وأعلن الجيش أنه هاجم عدة أهداف لحركة حماس منها عدة مواقع مركزية لإنتاج الصواريخ والأسلحة، مشيرا إلى صدور قرار باستدعاء سبعة آلاف من عناصر قوات الاحتياط، وإلغاء إجازات الجنود حتى إشعار آخر. وخيمت هذه التطورات على المساعي الإقليمية المكثفة المبذولة لاحتواء التصعيد في غزة بما في ذلك وصول وفد أمني مصري إلى تل أبيب لإجراء مباحثات مع المسئولين الإسرائيليين. وأعلنت حركة حماس تلقى رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية اتصالا هاتفيا من المسؤولين في مصر "تتعلق بآخر التطورات السياسية والميدانية في غزةوالقدس وبقية الأراضي الفلسطينية". بدوره أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون على ضرورة "وقف العدوان الإجرامي الإسرائيلي" في قطاع غزة وبقية الأراضي الفلسطينية. وحث عباس في بيان فرنسا والاتحاد الأوروبي وأطراف الرباعية الدولية على "لعب دور محوري لخلق أفق سياسي يقوم على أساس قرارات الشرعية الدولية وعقد مؤتمر دولي للسلام يضمن إنهاء الاحتلال واستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية". ونقل البيان عن ماكرون قوله إن فرنسا تبذل جهودا مع الأطراف ذات العلاقة للوصول إلى تهدئة تضمن وقف التصعيد الجاري حاليا، مشددا على أهمية العمل فورا للوصول إلى التهدئة وتجنيب المدنيين ويلات التصعيد.