يصبح للاحتفال بميلاد نجيب محفوظ أديب نوبل في الحادي عشر من شهر ديسمبر مذاقا خاصا ينبه الأذهان إلى دور الأدب في طرح مشكلات المجتمع والتأكيد على أن الإغراق في المحلية هو الطريق إلى العالمية. هذا ما تنقلنا إليه ذكرى ميلاد نجيب محفوظ الكاتب والروائي والقاص الذي لم يقف إبداعه الأدبي عن حدود وطنه مصر بل تجاوز صيته المدى الإقليمي والمجتمع العربي لينتشر عالميا ويصبح أول أديب مصري بل وعربي ينال جائزة نوبل للإبداع الأدبي. عشق محفوظ القاهرة بشوارعها وجسدها في رواياته وتجاوز تعبير كلماته حدود صفحاته فعندما تقرأ الثلاثية تشعر أنك بداخل شوارع وأزقة القاهرة مع شخصيات بين القصرين وقصر الشوق والسكرية. أثر نجيب محفوظ بأدبه في أنحاء المشرق والمغرب العربي فيروى كتاب وأدباء المغرب العربي - خلال الأيام الثقافية المغربية التي استضافت فعالياتها مدينة الإسكندرية - ذكرياتهم مع الكاتب العالمي، فشبوا على كتاباته وكانت قراءة أحد أعمال محفوظ أو رواياته يمثل منتهى المتعة بالنسبة لهم. يقول الروائي إدريس الصغير أحد أشهر أدباء المغرب: "عرفت كتابات نجيب محفوظ عندما كنت في المرحلة الابتدائية وفى المرحلة الإعدادية ذهبت إلى منزل أحد أصدقائي ووجدت عنده الثلاثية واستعرتها منه وأخذت أقرأها على طاولة الطعام في منزلي بالرغم من أن أمي كانت تنهرني ولكن قراءتها كانت تمثل قمة المتعة بالنسبة لي, لقد وجدت نجيب محفوظ ناضجا في كتاباته وينقد بأسلوبه السهل المجتمع ويعبر عنه". ويؤكد الكاتب المغربي طاهر جلوفات أن نجيب محفوظ يمثل تجربة عاشها وعشقها كل شخص من خلال قراءاته التي تتلمذنا عليها في الوطن العربي فأول ما قرأت له كانت رواية السراب، وبدأت بعد ذلك أبحث عن كل أعماله لكي أقرأها، بل وتابعت كافة تفاصيل حياته منذ طفولته ونشأته وتعليمه، مؤكدا أن محفوظ كان يتسم بالتفكير الصائب. وأكمل الناقد الأدبي المغربي الدكتور حسن الأشجر بجامعة ابن طفيل بالمغرب حديثه عن نجيب محفوظ، مؤكدا أن محفوظ قامة إبداعية عربية بل وعالمية تعلم منه الكثير من الأدباء والمبدعين والمفكرين وكتب عنه الكثير. ودعا العالم العربي إلى أن يحتفل بنجيب محفوظ حتى تكون ذكراه دعوة لنشر الأدب العربي وتوظيف وسائل التكنولوجيا الحديثة وفى مقدمتها الإنترنت في نشر وزيادة المحتوى العربي على الصفحات الالكترونية. وقال إن نجيب محفوظ قيمة أدبية عالمية لابد أن تنال حقها والعالم العربي لديه جيل من الأدباء الشباب القادرين على الوصول للعالمية ولكن من الصعب أن نجد من يشيه نجيب محفوظ الكاتب المصري العالمي.