نظمت المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، مائدة مستديرة افتراضية حول المرحلة الثانية من مبادرة المساعدة من أجل التجارة للدول العربية (الأفتياس 2.0) تحت عنوان "مساهمة برنامج الأفتياس 2.0 في الانتعاش الاقتصادي بعد كوفيد -19 من خلال خلق فرص عمل جديدة". وتم تصميم المرحلة الثانية من برنامج مبادرة المساعدة من أجل التجارة للدول العربية (الأفتياس 2.0)، من قبل المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة عام2020 ، وذلك بعد الانتهاء من تنفيذ مرحلته الأولى بنجاح عام 2018. وتمت عملية تصميم برنامج (الأفتياس 2.0) بالاعتماد على الدروس المستفادة من المرحلة الأولى ونتائج التشاور مع الدول العربية والمنظمات الدولية ذات الصلة. ويتمثل الهدف العام للبرنامج في "خلق بيئة أكثر شمولًا للتجارة الدولية في المنطقة العربية من خلال خلق فرص العمل". ويركز برنامج (الأفتياس 2.0) بشكل خاص على خلق فرص عمل للشباب والنساء، وبالتالي التخفيف من الأثر السلبي لجائحة كورونا في المنطقة العربية، والمساهمة في الاستقرار وتخفيف ضغوط الهجرة. وسيتم إطلاق البرنامج يومي 29 و30 يونيو 2021، إذ سيستمر تنفيذه لمدة خمس سنوات. وأبرز المتحدثون والمشاركون في المائدة المستديرة جوانب مختلفة من مجالات عمل (الأفتياس 2.0)، كالتخفيف من حدة الفقر، وخلق فرص العمل الشاملة، وتعزيز الأداء الاقتصادي في الدول الغير مستقرة، والحد من الهجرة. وترأس المائدة المستديرة المهندس هاني سالم سنبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة ورئيس مجلس إدارة برنامج الأفتياس بجانب فريدريك آجاه يونوف، ونائب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية. وشهدت المائدة، إلقاء الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي وزير التجارة بالمملكة العربية السعودية، ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتجارة الخارجية، ومعالي الدكتورة نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة بجمهورية مصر العربية، والدكتور محمود محي الدين المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، كلمات تلاها سلسلة من المناقشات والمداخلات بالإضافة إلى تقديم عرض موجز للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة حول برنامج (الأفتياس 2.0). ففي كلمته الافتتاحية، استعرض القصبي وزير التجارة ورئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتجارة الخارجية عن دور المملكة العربية السعودية في تأسيس برنامج مبادرة المساعدة من أجل التجارة للدول العربية في مرحلته الأولى إيمانا منها بأهمية النهوض بأهمية النهوض بالتجارة في الوطن العربي. وأضاف أن المملكة العربية السعودية، تتطلع إلى تحقيق الاستفادة المثلى من المرحلة الثانية من برنامج (الأفتياس)؛ بهدف تعزيز تنافسية المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة للمساهمة في تحقيق الهدف الإستراتيجي لرؤية المملكة2030 المتمثل في الرفع من مساهمتها في إجمالي الناتج المحلي من 20% إلى 35%. ومن جانبها، أعربت الدكتورة نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة بجمهورية مصر العربية، عن امتنانها للانضمام برنامج (الإفتياس 2.0). كما أعلنت الوزيرة، عن مواصلة دعم مصر للبرنامج في مرحلته الثانية، مؤكدة التواصل ببذل كل الجهود لإنجاح هذا البرنامج الذي تنعقد عليه آمالاً كبيرةَ للنهوض بالتجارة في وطننا العربي التي مازالت في مستويات ضعيفة مقارنة ببقية التكتلات والتجمعات الإقليمية في العالم. وتحدث الدكتور محمود محي الدين المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، عن كيف يمكن لبرنامج (الأفتياس 2.0)، أن يعزز الاستقرار والنمو الاقتصادي في البلدان العربية. واستعرض خلال مداخلته عن الوضع الاقتصادي والسوق في المنطقة العربية. وأوضح أن التجارة في العالم والمنطقة العربية خاصة ممكن تؤدي إلى تحسين الآفاق المستقبلية من خلال الأمن الغذائي والتوظيف والإيرادات المحلية والقدرة على الصمود. ومن جانبها، تحدثت رولا دشتي وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمين التنفيذي للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا "الإسكوا" في المائدة المستديرة. وقدمت للحاضرين تقييمًا لتأثير كوفيد -19 على التجارة العالمية وفي المنطقة العربية بشكل خاص، كما تم تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها المنطقة. كما قدمت الدكتورة باميلا كوك هاملتون المديرة التنفيذية للتجارة الدولية عرضًا حول إنشاء الأعمال التجارية وطرق تسريع تدويل رواد الأعمال الشباب في الدول العربية في سياق ما بعد كوفيد-19. وألقت السيدة ماريا مولينا رئيسة إدارة التعاون مع العالم العربي وآسيا في الوكالة الإسبانية للتعاون الإنمائي الدولي بإسبانيا، كلمة حول الحد من الهجرة من خلال خلق فرص عمل لائقة في الدول العربية ودول شمال إفريقيا خاصة. وفي حديثه عن أهمية المائدة المستديرة، قال المهندس سنبل الرئيس التنفيذي للمؤسسة: "لقد أظهرت جائحة كورونا بوضوح أن التحديات التي يواجهها العالم اليوم لا تعترف بالحدود، وأن التعاون هو مفتاح التغلب عليها". وفي هذا السياق، يوفر (الأفتياس 2.0)، كبرنامج إقليمي، ومنصة مناسبة لمختلف الشركاء التنمويين للتعاون بشكل مباشر من أجل تحقيق الأهداف المشتركة بفعالية أكبر. ودعا الرئيس التنفيذي، من الدول المانحة والمنظمات الدولية التنمويين للانضمام إلى البرنامج "لتحقيق ما نصبوا إليه من أهداف لمواجهة التحديات لضمان حياة أفضل لشعوب منطقتنا العربية".