أكدت وزيرة التجارة والصناعة نيفين جامع دعم مصر الكامل لانطلاق المرحلة الثانية من مبادرة المساعدة من اجل التجارة للدول العربية (افتياس 2) والتي تستهدف احتواء الاثار السلبية لجائحة كورونا علي التجارة في المنطقة العربية وتنفذها المؤسسة الدولية الاسلامية لتمويل التجارة. جاء ذلك في سياق كلمتها خلال فعاليات الندوة الافتراضية حول "دور المرحلة الثانية من برنامج مبادرة المساعدة من أجل التجارة للدول العربية (الأفتياس 2) في تحقيق الانتعاش الاقتصادي بعد جائحة كورونا علي التجارة في المنطقة العربية" التي نظمتها المؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، بمشاركة الدكتور ماجد القصبي وزير التجارة السعودي والمهندس هاني سالم سنبل، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة، والدكتور محمود محيي الدين، المدير التنفيذي لصندوق النقد الدولي، ويونوف فريدريك آجاه، نائب مدير عام منظمة التجارة العالمية ورولا دشتي الامين التنفيذي للجنة الاممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا). وقالت جامع إن مصر ستواصل مساندتها لبرنامج الأفتياس في مرحلته الجديدة وستبذل ما في وسعها لإنجاح البرنامج الذي تنعقد عليه آمالٌ كبيرة للنهوض بالتجارة في الوطن العربي التي ما زالت في مستويات متواضعة مقارنةً ببقية التكتلات والتجمعات الإقليمية في العالم، لافتة إلي أن أولويات مصر خلال المرحلة الثانية من البرنامج ستتركز في مشروعات تحسين قدرات المؤسسات المسؤولة عن تنمية الصادرات وزيادة النفاذ إلي الأسواق الخارجية، وتعزيز دور مصر مع الدول العربية في سلاسل القيمة العالمية، وصقل مهارات الشباب والمرأة وتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مجال التجارة الإلكترونية، إلي جانب ميكنة ورقمنة العمليات التجارية في القطاعات الحيوية في التجارة الخارجية لمصر والعمل علي إزالة العوائق والحواجز أمام النفاذ إلي الأسواق العربية والعالمية. واوضحت أن مصر كان لها دور محوري في تأسيس المرحلة الأولي من برنامج الافتياس إيمانا منها بالعمل العربي المشترك بالإضافة إلي مساهمتها في الإشراف علي تنفيذ البرنامج من خلال عضويتها في مجلس الإدارة، إلي جانب بقية الجهات المانحة له ووكالات الأممالمتحدة المنفذة للمشروعات التي تم اعتمادها، والتي بلغ عددها الإجمالي 28 مشروعا في عدة مجالات متعلقة بالتجارة الخارجية للدول العربية. واشارت جامع إلي أن مصر استفادت استفادة كبيرة من المرحلة الأولي لبرنامج الأفتياس في عدة مجالات تعكس أولويات قطاع التجارة الخارجية كتسهيل التجارة ومعالجة التدابير غير التعريفية والرفع من المهارات المتعلقة بالصادرات المصرية وتعزيز دور المرأة في التجارة الخارجية، لافتةً إلي أن إجمالي المشروعات المعتمدة لصالح مصر بلغ 9 مشروعات ما بين مشروعات ذات بعد إقليمي، ومشروعات وطنية. واستعرضت جامع بعض الأمثلة علي المشروعات المعتمدة التي حققت نتائج مرضية علي الصعيد الميداني ومن أهمها مشروع تأهيل وتوظيف الشباب في مجال التجارة في مصر، والذي نفذه مركز تدريب التجارة الخارجية التابع لوزارة التجارة والصناعة حيث تم تدريب 529 أخصائي تصدير، وتوظيف 240 منهم لدي شركات تصدير مصرية، لافتةً إلي مشروع تحسين أداء ممرات التجارة والنقل بين كل من مصر والسودان من جهة، ومصر والمملكة العربية السعودية من جهة أخري الذي حقق نتائج ملموسة علي أرض الواقع من خلال تعزيز العمليات عبر الحدود، واعتماد إجراءات مبسطة تتماشي مع المعايير الدولية وأفضل الممارسات. وأوضحت أن المرأة المصرية حظيت بدعم كبير من خلال برنامج الأفتياس من خلال اعتماد مشروع "المرأة في التجارة العالمية She Trades"" الذي يتم تنفيذه حالياً من أجل تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للسيدات من النفاذ إلي الأسواق الخارجية في قطاع الحرف اليدوية، مشيرةً إلي أن مشروع تعزيز مهارات العمالة في قطاعي الصناعات الغذائية والأثاث المنزلي قد ساهم في التوفيق بين احتياجات الصناعة في القطاعات التي لديها القدرة علي زيادة الصادرات والمساهمة في التنويع الاقتصادي وصقل مهارات الباحثين عن عمل، حيث تُؤكد هذه الأمثلة من المشروعات مدي نجاح البرنامج وحاجة الدول العربية إلي الاستعانة به للمساهمة في جهود تنمية الصادرات والمبادلات التجارية بصفة عامة والتي تواجه عدة تحديات ومنافسة شرسة في الأسواق الخارجية. ولفتت جامع إلي أن مصر بذلت عددا من الجهود في تصميم المرحلة الثانية من البرنامج حيث استضافت خلال شهر أكتوبر 2019 في القاهرة ورشة العمل الخاصة "بنظرية التغيير لبرنامج الأفتياس" تحت إشراف الوزارة التجارة والصناعة وذلك بمشاركة نخبة متميزة من خبراء التجارة الدولية والمنظمات الدولية الإقليمية وممثلي القطاع الخاص، حيث كانت هذه الورشة نقطة إنطلاق لتصميم المرحلة الثانية بتحديد أولويات التجارة الخارجية في المنطقة العربية وترتيب أولوياتها، مشيرةً إلي أن مصر اعتمدت مع بقية الدول العربية وثيقة المرحلة الثانية من البرنامج خلال شهر أبريل من العام الماضي، بعد أن تم تنقيحها لتراعي أولويات الدول العربية لمواجهة الآثار السلبية التي خلفتها جائحة كورونا علي تجارتها الخارجية. ووجهت الوزيرة الشكر للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة لقيادتها الحكيمة لعملية تصميم البرنامج والشراكة المتميزة التي أقامتها مع وزارة التجارة والصناعة المصرية علي مدار الأعوام الماضية، والتي أثمرت عن عدة مشروعات داعمة للتجارة الخارجية العربية، فضلاً عن الجهود التي بذلتها المؤسسة من أجل إتمام مرحلة التصميم في ظروف ناجحة للغاية، علي أمل أن يتم البدء في تنفيذ برنامج الأفتياس 2 خلال العام الجاري باعتماد مشروعات تتماشي مع متطلبات جائحة كورونا التي غيرت مسار الاقتصاد العالمي وفرضت واقعاً جديداً علي القواعد الاقتصادية، مشيرةً في هذا الصدد إلي أن القطاعات الرئيسية في مصر كقطاع الزراعة والسياحة والصناعة تأثرت تأثراً بالغاً بفعل الجائحة الأمر الذي يتطلب حلولاً جديدة تعتمد علي القطاعات الناشئة الجديدة للتجارة الرقمية نفسها كخيار أمثل للمستهلك. ودعت الدول العربية والمنظمات العربية ذات الصلة، والجهات المانحة من خارج المنطقة العربية للمساهمة في البرنامج، مشيدةً بدور جامعة الدول العربية والقطاع الاقتصادي بالخصوص علي الدعم المتواصل المقدم للبرنامج منذ مرحلته الأولي، فضلاً عن دور مجموعة البنك الإسلامي للتنمية للجهود المبذولة لدعم الدول الأعضاء في مجال التجارة والقطاعات ذات العلاقة. من جانبه أكد المهندس هاني سالم سنبل، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة ان جائحة كورونا اظهرت بوضوح أن التحديات التي يواجهها العالم اليوم لا تعترف بالحدود، وأن التعاون هو مفتاح التغلب عليها. وأضاف يوفر الأفتياس 2.0، كبرنامج إقليمي، منصة مناسبة لمختلف الشركاء التنمويين للتعاون بشكل مباشر من أجل تحقيق الأهداف المشتركة بفعالية أكبر". ودعا الرئيس التنفيذي من الدول المانحة والمنظمات الدولية التنمويين للانضمام إلي البرنامج "لتحقيق ما نصبوا اليه من أهداف لمواجهة التحديات لضمان حياة أفضل لشعوب منطقتنا العربية." وأشار سنبل إلي أنه تم تصميم المرحلة الثانية من برنامج مبادرة المساعدة من أجل التجارة للدول العربية (الأفتياس 2.0)، من قبل لمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة عام 2020، وذلك بعد الانتهاء من تنفيذ مرحلته الأولي بنجاح عام 2018. وأضاف تمت عملية تصميم برنامج الأفتياس 2.0 بالإعتماد علي الدروس المستفادة من المرحلة الأولي ونتائج التشاور مع الدول العربية والمنظمات الدولية ذات الصلة. ويتمثل الهدف العام للبرنامج في "خلق بيئة أكثر شمولاً للتجارة الدولية في المنطقة العربية من خلال خلق فرص العمل". وذكر أن برنامج الأفتياس 2.0 يركز بشكل خاص علي خلق فرص عمل للشباب والنساء، وبالتالي التخفيف من الأثر السلبي لجائحة كورونا في المنطقة العربية، والمساهمة في الاستقرار وتخفيف ضغوط الهجرة، لافتاً الي انه سيتم إطلاق البرنامج يومي 29 و 30 يونيو 2021، حيث سيستمر تنفيذه لمدة خمس سنوات.