تسود حالة من الترقب فى أوساط صناع الدراما المصرية انتظارا لنتائج الزيارة التى يقوم بها بروس بيزنار للأكاديمية الأمريكية لعلوم وآداب التليفزيون للقاهرة لبحث إمكانية انضمام مصر إلى عضوية الأكاديمية كى تتمكن من المنافسة على جوائز «إيمى» العالمية للمسلسلات والبرامج، والتى تعد بمثابة «أوسكار» التليفزيون. وبغض النظر عن نتائج المشاورات الدائرة بين الطرفين، والتى ستعلن جميع تفاصيلها فى المؤتمر الصحفى، الذى يعقد مساء اليوم تحت رعاية وزير الإعلام أنس الفقى، فإن البعض تساءل عن مستوى الدراما المصرية مقارنة بالأعمال العالمية الأخرى؟ وجدوى السعى للإنضمام إلى الأكاديمية؟ وطبيعة المكاسب التى قد تعود إلى الدراما المصرية من تلك الخطوة؟ المنتج أحمد أبوبكر، المشرف على تنظيم الحدث، أحد أكثر المتحمسين للخطوة يدافع عنها بقوة ويقول ل«الشروق»: أشعر بدهشة كبيرة لعدم تمتع مصر بعضوية الأكاديمية حتى الآن، فقطر هى الدولة العربية الوحيدة المنضمة للأكاديمية، واشترك مسلسل «اجتياح» العام الماضى باسمها وحصل على الجائزة كأول مسلسل عربى ينال تلك الجائزة الرفيعة رغم أنه عمل أردنى، موضحا أن الأكاديمية تضم فى عضويتها نحو 76 دولة، والانضمام اليها يعنى المنافسة على جوائز توازى قيمة «الأوسكار» فى السينما. المكاسب لا تقتصر على ذلك، كما يقول أبوبكر، حيث تشمل أيضا فرصة للترويج السياحيى يوضحها بالقول: تحدثت مع عميد الأكاديمية عن إمكانية استضافة مصر لفعاليات هذا المهرجان وإقامته تحت سفح الأهرامات كنوع من الدعاية السياحية الكبيرة لمصر على أن تتحمل الأكاديمية كل الإمكانات، وهو ما يحقق لبلدنا مردودا كبيرا فى المستقبل. ويشعر أبو بكر بتفاؤل شديد إزاء قرار الأكاديمية، لا سيما وأنه خلال زيارة رئيسها للقاهرة، التى استغرقت ثلاثة أيام، تجول خلالها فى مدينة الإنتاج الإعلامى وعدد من الاستوديوهات، كما اجتمع بأنس الفقى قبل ان يتخذ قرارا نهائيا. وكشف أبوبكر أن الأكاديمية تشترط للانضمام اليها الحصول على مليون دولار يتم سدادها على أقساط لمدة 5 سنوات وهذا مبلغ قليل يوزاى نصف ميزانية مسلسل واتصور ان هذه خطوة لابد منها. «الحماس» للخطوة كان عنوانا لمواقف أغلب صناع الدراما فى مصر باعتبارها خطوة نحو العالمية، ويرى الكاتب أسامة أنور عكاشة أن الدراما المصرية مؤهلة بالفعل للعالمية ولكن يجب أن يتم دبلجتها للغات الدول التى ستعرض بها، لمعرفة رد فعل الأجانب عليها أولا وبعد ذلك نحكم إذا كانت مسلسلاتنا تستطيع المنافسة العالمية أم لا؟. وأضاف: لدينا فرصة كبيرة خاصة إذا ارتبطت اعمالنا الدرامية ارتباطا وثيقا بالمجتمع المصرى لأن الأجانب سيرغبون فى مشاهدة شىء مختلف ومعرفة ثقافة أخرى. واتفق معه فى الرأى السيناريست يسرى الجندى، وقال: مصر تستطيع الوصول للعالمية ولكن فيما يتعلق بامكانية المنافسة فهذا يتوقف عن مدى ارتباط أعمالنا بواقعنا، فكلما كانت اعمالنا الدرامية مرتبطة بقضايانا وتتمتع بعنصر المصداقية سنحقق نجاحا كبيرا كما فعل الراحل نجيب محفوظ ولكن هذا الأمر لابد أن يتزامن معه شرط آخر متعلق بمراجعة جادة لآليات الإنتاج لنجعل الدراما فى وضعها الصحيح التى تعتمد على الجودة كمعيار أساسى. أما الكاتب محمد صفاء عامر فيرى أن الاهتمام بالكيف على حساب الكم يضفى على الدراما المصريه صبغة عالمية، مضيفا: الانتاج المصرى حاليا كبير بحيث اختلط فيه الحابل بالنابل ولكن تبقى الأعمال الجيده صاحبة الجودة الكبيرة باقية ولن تختفى أبدا، وعليه فقد نجد من هذا الكم نحو 4 أو5 أعمال قادرة على المنافسه وتتمتع بمواصفات تؤهلها للعالمية لأن اصحابها اهتموا بالكيف، وهو ما يحدث فى أمريكا نفسها، التى تنتج 120 فيلما سنويا وفى المقابل لا نجد سوى 5 أو 6 أفلام تنافس بها عالميا. ويزهو المخرج اسماعيل عبدالحافظ بالدراما المصرية باعتبار أنها دراما «ملهاش مثيل» على حد قوله وأضاف: وصلنا إلى مرحلة احترافية شديدة الاتقان كما أننا نواكب لغة العصر ونستعين بكل التقنيات الحديثة ولدينا العناصر القادرة على انتاج اعمال متميزة من مؤلفين ومخرجين وجهات انتاج محترمة. وعلى نفس الدرب يسير المخرج مجدى أبوعميرة الذى يقول: إذا كان الغرب تفوقوا علينا فى السينما فنحن تفوقنا عليه فى الدراما وهذا كلام ليس به أى مبالغة فنحن لدينا رصيد كبير من الأعمال الدرامية القوية والكبيرة والمتنوعة وأتصور أن دخولنا مجال المنافسة على جوائز ايمى سيكون بشكل قوى وليس لمجرد التمثيل المشرف فنحن قادرون على المنافسة العالمية. الفنانة تيسير فهمى التى صورت أكثر من عمل لها فى أمريكا، توضح: لمست فى أمريكا اعجاب الناس بالدراما المصرية وارتباطهم الشديد بها وأتصور اننا نستحق بالفعل الانضمام لهذا الحدث الكبير لأن فننا محترم وملىء بالاعمال الجيدة ولدينا موهوبون فى كل المجالات وقادرون على حصد الجوائز . الفنان شريف منير يرى أن سعى الأكاديمية الأمريكية لضم مصر إلى عضويتها اعتراف واضح من جانبها بمكانة واهمية الدراما المصرية واننا نسير على الدرب الصحيح وان النجاح الذى نحققه لا يعد اسثتناء أو حدثا لن يتكرر بل على العكس فهو نجاح جاء بعد بذل مجهود كبير. وأعرب عن اعتقاده أن دخولنا المنافسة سيكون حافز مهم لتطوير الدراما المصريه لان كل المبدعين سيخوضون تجاربهم وعيونهم على جوائز «ايمى» وكل منهم يحلم بجائزة وهذا يصب فى صالح الدراما بكل تأكيد. الموقف نفسه تتبناه الفنانة نيللى كريم التى تقول: لا أحد ينكر أن مصر تنتج سنويا أعمالا كثيرة محترمة وناجحة ولها رسالة وهدف، وبالتالى فإن التأهل للعالمية أمر طبيعى وكان بحاجة فقط لتحمس المسئولين خاصة ان مكانة الفن المصرى واضحة بشدة فى المنطقة العربية وفى كل دول العالم من خلال الجاليات العربية، فنحن نمتلك العناصر والإمكانات التى يجعل الجميع يبدعون ويقدمون أحسن ما لديهم.