قال الدكتور باسم ظريف استشاري أمراض القلب بمعهد القلب القومي، إن فيروس كورونا يؤثر على الأوعية الدموية الصغيرة، خاصة للقلب، على عكس الفيروسات الأخرى. وأوضح ظريف، في تصريحات صحفية، أنه مع بداية ظهور الفيروس كان يتم التعامل معه كفيروس رئوي؛ وبالتالي كان متوقعا أن درجات الإصابة الشديدة تكون مرتبطة بالأزمات الرئوية، لكن مع تزايد الإصابات وجدت حالات أُصيبت بمضاعفات خطيرة تسببت في الوفاة دون أن يكن لها علاقة بالرئة، ولكن بسبب جلطات في شرايين القلب. وأضاف أن فيروس كورونا حينما يهاجم الجهاز التنفسي يحدث ما يسمى ب"العاصفة المناعية" التي تؤدي إلى نشاط مناعي للجسم وإفراز عدد من المحفزات التي تهاجم الجسم نفسه بدلًا من أن تهاجم الفيروس. وأشار إلى تكون الكثير من التجلطات في الشريان التاجي والرئوي والشرايين المختلفة، وأنه وفقًا للجمعية الأمريكية لأمراض القلب فإن 20-30% من الوفيات بين حالات الإصابة الشديدة بكورونا نتيجة مضاعفات القلب والجلطات في الشريان الرئوي أو التاجي. ووضع ظريف، محددان رئيسيان قبل استخدام أدوية السيولة ومضادات التجلط، الأول هو تحليل D-dimer وهو اختبار دم يمكن استخدامه للمساعدة في استبعاد وجود جلطة دموية خطيرة، والثاني أشعة الصدر، مضيفا أنه إذا كانت نتيجة تحليل D-dimer تمثل 3 أضعاف المعدل الطبيعي ينصح باستخدام أدوية السيولة، أما إذا وصل إلى 6 أضعاف المعدل الطبيعي يحتاج المريض إلى استخدام الحقن ويفضل أن يتم ذلك داخل المستشفى، مع استبعاد أن يكون نتيجة التحليل مرتفعة لأسباب أخرى وليس كورونا فقط. وأوضح أنه بالنسبة لأشعة الصدر فإذا كانت نسبة إصابة الرئة أكثر من 50% لابد من تناول أدوية السيولة، مشددًا على ضرورة تناول أدوية السيولة تحت إشراف طبي، لأن تناولها العشوائي قد يعرض المريض لنزيف. وذكر أن مضادات التجلط الحديثة مثل "ابيكساتراك" لا تحتاج إلى تكرار إجراء التحليل الخاص بسيولة الدم، لأنها تحقق كفاءة في عمل سيولة منضبطة، وتقلل احتمالية تعرض المريض لنزيف.