عندما ظهر ثلاثة من الحيتان المنقارية على السطح قبالة ساحل المحيط الهادئ في المكسيك، اعتقد الباحثون أنهم وجدوا حوت "بيرين المنقاري"، وهو نوع من الأنواع المهددة بالانقراض التي لم يتم رؤيتها رسميًا على قيد الحياة. لكن عند الفحص الدقيق، أدرك الباحثون أنهم ربما عثروا على شيء أكثر ندرة، ونوع جديد من الحوت المنقاري تمامًا. وفي 17 نوفمبر، كان فريق البحث يبحر على متن السفينة "مارتين شين"، وهي سفينة تديرها مجموعة "سي شيفيرد"، للمحافظة على البيئة، وعندما اكتشف العلماء الحيتان المنقارية الثلاثة على بعد 160 كيلومترًا (100 ميل) شمال جزر سان بينيتو المكسيكية، تمكنوا من التقاط الصور وتسجيلات الفيديو لها، كما أسقطوا ميكروفونًا متخصصًا تحت الماء لتسجيل الإشارات الصوتية. زتقول إليزابيث هندرسون عالمة الصوتيات الحيوية في برنامج استطلاع صوتيات الحيتان التابع لمركز حرب المعلومات البحرية في المحيط الهادئ، وهي ضمن الباحثين في البعثة: "لقد ظهرت الحيتان بشكل مثير للدهشة أربع أو خمس مرات بالقرب من السفينة يبدو أنهم في الواقع يحيطون بنا". وأكملت: "لقد وضعنا أحد مسجلات الصوت لدينا، تفحصتها الحيتان، وكان الأمر لا يصدق، لأن الحيتان المنقارية عادة ما تكون بعيدة المنال عندما يتعلق الأمر بالسفن". وتتواصل الحيتان ذات المنقار مع بعضها البعض، عبر نقرات تحديد الموقع بالصدى فوق تردد السمع البشري، ولكن عندما حللت هندرسون وزملاؤها البيانات الصوتية، وجدوا أن نقرات هذه الحيتان كانت مختلفة قليلا عن تلك التي تنتجها حيتان بيرين المنقارية، وأنه يبدو أن الحيتان لها خصائص فيزيائية مميزة، بحسب موقع "مونجاباي" لعلوم البيئة. وتضيف هندرسون: "حوت بيرين المنقاري له أسنان في نهاية الفك وعندما بدأنا في النظر إلى الصور أدركنا أن الأسنان ترجع إلى الوراء، لذلك لا يمكن أن تكون أسنان حوت بيرين". وتابعت: "بعد ذلك عندما بدأنا في النظر إلى الخصائص الأخرى بما في ذلك أنماط الألوان المختلفة وحجمها كانت مثل أحجية الصور المتقطعة، لكن بمجرد أن بدأنا في تجميع كل القطع معًا، أدركنا أنه ليس فقط أنها لم تكن لحوت بيرين، ولكن لا يبدو أنها تتطابق مع أي من الخصائص الأخرى للحيتان المنقارية المعروفة". وفي حين يقول العلماء، إنهم واثقون جدًا من إيجاد نوعًا جديدًا، إلا أنهم أخذوا عينات من المياه بالقرب من الحيتان لتحليل الحمض النووي البيئي، والذي تقول هندرسون إنه سيساعد في تقييم ما إذا كانت الحيتان المنقارية بالتأكيد نوعًا جديدًا، إم لا. وقالت هندرسون: "نحن حرفياً نأخذ عينات من المياه من المكان الذي كانت فيه الحيتان تغرق حيث كان يوجد بعض المواد الجينية المتبقية في الماء، سواء كان ذلك جلدًا مقشرًا، أو بعض بقايا البراز".