أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، الرؤية الأمريكية لوضع الصحراء الغربية، عبر حسابه على تويتر، سيادة المغرب عليها، معتبرًا أن مبادرة المغرب للحكم الذاتي حلًا عادلًا لتحقيق السلام الدائم بحسب "روسيا اليوم". تعود قصة النزاع على الصحراء الغربية، إلى أواخر القرن العشرين، وهو الوقت الذي انتهى فيه احتلال إسبانيا لها، لتدخل بذلك قائمة الأممالمتحدة للأقاليم غير المحكومة ذاتيًا، ليأتي عام 1963، وتقدم المغرب طلبًا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة لحكم الإقليم، ولكن لم تسير الأمور كما خطط لها، حيث سألت الجمعية إسبانيا حول ملكيتها للصحراء ولم يتغير الوضع، إلا أنه بعد ذلك بسنوات وتحديدًا عام 1975 تخلت عنها ومنحت الإدارة للمغرب وموريتانيا وذلك بتوقيع اتفاقية "مدريد". ابتعاد إسبانيا عن الصحراء الغربية لم ينهي الخلافات، لأن موريتانيا والمغرب حدثت بينهما صراعات لرغبة كل دولة في الحصول على المنطقة لنفسها، وفي هذا الوقت تكونت جبهة أطلقت على نفسها "البوليساريو" تلقت دعم من الجزائر وأصبحت تطالب بحقها في الحكم، معلنة تأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية على أرض الصحراء الغربية. دفاع البوليساريو عن حقها في الصحراء الغربية، عرضها لدخول حرب عصابات مع المغرب وموريتانيا، وهذا ما دفع الأخيرة للانسحاب من النزاع، وترك المغرب والجبهة في صراع مستمر. وظل الوضع كما هو عليه، حتى عام 1991، الذي توسطت فيه الأممالمتحدة لوقف إطلاق النار بين المغاربة وجبهة البوليساريو، وأنشأت بعثة لحفظ السلام للمساعدة في إجراء استفتاء على مستقبل الأقليم وتحقيق السلام- وفقًا لفضائية "يورونيوز" الأوروبية. وبعد عام من ذلك، كان من المقرر عمل استفتاء على الصحراء المغربية التي تعد منطقة غنية برواسب الفوسفات، ولكنه يفشل منذ ذلك بسبب ادعاء الجانبين أن هذه المنطقة ملكًا لهم، وظل الأمر كما هو عليه، لأن المغرب تمسكت برأيها وهو أن الاستفتاء غير مقبول ولاغي لعدم وجود هوية لمن سيدخلون فيه أمامها- بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. ورفض الاستفتاء لسنوات، جعل المغرب كما هي تسيطر على حوالي 80% من أراضي الصحراء المغربية، بينما استمرت جبهة البوليساريو في النزوح إلى أن استقرت بالقرب من مدينة تندوف الجزائرية، ولكن ظلت المحادثات بين الجانبين ليثبت كل منهم أحقيته في الأرض إلا أن الوضع كان متوترًا مع التزام الطرفين بالقرار الذي أصدرته بعثة الأممالمتحدة وهو وقف إطلاق النار. واتجهت كلا من المغرب والجبهة إلى الدبلوماسية لكي يثبت كل منهما أحقيته في المنطقة، حيث عملت المغرب على مدار سنوات لجمع الدعم الدولي لخطة الحكم الذاتي التي قدمتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة عام 2007، ومن شأن هذه الخطة منع إنشاء صحراء غربية مستقلة وتحويلها لمنطقة حكم ذاتي داخل المملكة المغربية، وبالفعل حصل المغرب على دعم دولي، على رأسهم مجلس الأمن الدولي، وذلك بعد سنوات من سعى الجبهة للحصول على دعم من جمعيات ومنظمات حقوق الإنسان وحجزها مقعدًا للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في منظمة الوحدة الأفريقية عام 1984- وفق ما نشره موقع "ذا كونفرزيشن" الأسترالي. وظل الأمر كما هو عليه من محاولات دبلوماسية، إلى أن قررت جبهة البوليساريو التحرك كمحاولة لإثبات حقها في الصحراء الغربية، لتسيطر على منطقة واقعة على الحدود المغربية – الموريتانية، وهي "معبر الكركرات"، أكتوبر الماضي، ومنع حركة المرور بين الطرفين وترتب على ذلك قطع التجارة، ليرد الجيش المغربي على ذلك ويقوم بطردهم، معلنًا أنه يهدف بذلك وضع حد للعرقلة التي قامت بها ميليشيات الجبهة، وإحباط هدفها في نزع الأمن من المنطقة، ليأتي قرار ترامب اليوم ويصرح بأن مبادرة المغرب للحكم الذاتي هي الحل الأمثل للصراع.