تبدو استعدادات المحافظات فى كل عيد وكأن كل محافظة تستعد لحرب، خاصة بها هى حرب ساحات الصلاة، يتأكد ذلك من التحذيرات بأن الصلاة ستكون فى تلك الساحات فقط، فى إشارة إلى رفض المحافظات لساحات الصلاة التى ينظمها الإخوان. ويبدو المشهد، كما يصفه النائب محسن راضى عضو الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين بمجلس الشعب، بمنافسة بين الإخوان وأمن الدولة وليس الإخوان والحزب الوطنى. وقال راضى: إن أمن الدولة هو المسيطر الرئيسى ليس فقط على الساحات التى تقام فيها صلاة العيد بل على فرحة العيد نفسها متسائلا: أين تكون الفرحة فى ظل العديد من الأزمات التى تمر بها البلد، بالإضافة إلى الاعتقالات المتلاحقة على الجماعة وأبناء المجتمع المخلصين. وأضاف راضى أن النظام جعل من الحزب الوطنى «منظر» فى الوقت الذى تدير فيه الأجهزة الأمنية وعلى رأسها أمن الدولة الصراع بين النظام والجماعة. فى حين أشار حسين إبراهيم مسئول المكتب الإدارى للإخوان الإسكندرية ونائب رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان إلى ألا يتنافسوا مع الوطنى فى تنظيم ساحات صلاة العيد وذلك لأن الإخوان منذ فترات طويلة وهم يقومون بهذا العمل، موضحا انه ليس من أجل الدعاية للجماعة أو نوابها بل إنه يأتى فى إطار تقديم الخدمات للناس. وأضاف أن الهدف الرئيسى من وراء تنظيم هذه الساحات هو تحقيق الوحدة بين المسلمين وتوزيع بعض الهدايا الرمزية على الأطفال لترغيبهم فى الوحدة من خلال تجميع جميع المسلمين فى مثل هذه الأيام. وأشار إبراهيم إلى أنهم كنواب أو جماعة لا يقبلون أن يكونوا هم المنظمون لمثل هذه الساحات ويأتى الحزب الوطنى ويقوم بتوزيع دعاية خاصة به، موضحا أنه فى الوقت ذاته يسعون كجماعة أن تتم الصلاة فى هدوء حتى تتم اكتمال الفرحة بالعيد. وعلى الجانب الآخر، تمكن الحزب الوطنى من السيطرة على ساحات صلاة عيد الأضحى المبارك فى محافظة المنيا والتى كان الإخوان المسلمين مستأثرين بها منذ عدة سنوات إلا أنه منذ عيد الفطر الماضى حاول الحزب الوطنى الاستفادة من نفوذه وقصر صلاة الخلاء فى الساحات الحكومية مثل ساحات المدارس ومراكز الشباب، والنوادى، وهى الساحات التى يتمكن الحزب الوطنى فيها من إعلاء كلمته ونشر دعايته عن طريق خطباء الأوقاف. وقرر الدكتور أحمد ضياءالدين محافظ المنيا حصر الصلاة فى الخلاء فى عدد 29 ساحة فقط من بين 44 ساحة تمكن الإخوان فى الأعياد السابقة من السيطرة عليها وخطبة العيد فيها بل وتوزيع هدايا للأطفال وبيانات تخص الجماعة ونشاطها داخل مجلس الشعب خاصة أن هناك 6 نواب ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين بمحافظة المنيا. وطالب المحافظ مديرية أوقاف المنيا بتحديد ساحات بمبانى حكومية يمكن السيطرة عليها وتعيين خطيبين لكل ساحة، خطيب أساسى، وآخر احتياطى، وذلك لمنع أى بلبلة تحدث وكذلك منع أى محاولة للإخوان للقفز على منابر الخطابة لبث أفكارهم بين الأهالى، كما أن هذه الصلاة تتم تحت حراسة الأمن المكثف المنتشر فى الشوارع وأمام الساحات لمنع أى اشتباكات بين أى من الأطراف أو مجموعات الشباب، مع وجود رجال أمن الدولة لمنع أى خارج من القيام بأى دور سياسى محظور، خاصة الإخوان المسلمين أو أى جماعة أخرى، وتأمين رجال الأوقاف لأداء عملهم. وأضاف الدكتور عبدالرءوف المغربى وكيل وزارة الأوقاف انه تم تخصيص عدد 29 ساحة بمراكز الشباب والملاعب المفتوحة والمدارس الكبرى فى مراكز ومدن المحافظة لأداء صلاة عيد الأضحى المبارك، منها 10 ساحات بالمنيا و4 بنى مزار و2 دير مواس و3 مغاغة 4 سمالوط و2 ابوقرقاص و2 مطاى وواحدة فى كل من العدوة وملوى، مشيرا إلى أنه تم تعين خطيب أساسى وآخر احتياطى لأداء خطبة عيد الأضحى المبارك. واعتبر مصدر إخوانى فى محافظة المنيا أن محاولات الوطنى للسيطرة على ساحات الصلاة فاشلة، خاصة أن الإخوان لهم رسالة يستطيعون تأديتها فى أى وقت وأن أفكارهم تصل للأهالى من خلال الحظر الحكومى لأن الناس سيشهدون تغييرا كبيرا فى الأداء وحينها يتساءلون عن الفرق فيظهر الفرق الكبير بين داعية الإخوان المثقف وبين خطيب الأوقاف المؤدى لدور كلف به يحاول إتمامه بأسرع وقت ممكن. ولا يختلف الحال فى محافظة الفيوم، حيث أعدت مديرية الأوقاف نحو 92 ساحة لأداء صلاة العيد على مستوى المحافظة، وقالت مصادر بمديرية الأوقاف بالفيوم إنه تم تجهيز نحو 8 ساحات لأداء صلاة العيد للمواطنين فى مركز الفيوم و8 ساحات أخرى بمركز سنورس و6 ساحات بمراكز شباب طامية وثلاثة آخرى بمراكز شباب إطسا وساحة واحدة بمركز إبشواى و5 ساحات بمركز يوسف الصديق ومثلها فى مدينة الفيوم. وأضافت المصادر أنه تم توسيع مساحات هذه الساحات ومراعاة التهوية الجيدة من أجل الحفاظ على المصلين من إنفلونزا الخنازير. وأكد أن كل ساحة للصلاة تم تخصيص خطيبين لها واحد أساسى وآخر احتياطى وأن هناك زيادة فى عدد الساحات التى تم تخصيصها هذا العام بنحو 6 ساحات. وفى البحيرة، تقرر إعداد أكثر من 107 ساحات لأداء صلاه العيد بجميع أنحاء المحافظة، لكن على الجانب الآخر أكد المهندس محسن القويعى عضو المكتب السياسى بمكتب الإرشاد للإخوان بالبحيرة أن ساحات الصلاة كثيرة بالمحافظة ولا يوجد أى صدام بيننا وبين الأمن أو المحافظة منذ سنوات على ساحات الصلاة، حيث خصص لنا بالمدينة اكبر ساحات الصلاة مثل مصلى ساحة الحرية وملعب الاستاد والملعب الخاص بجمعية الشبان المسلمين، وفى المدن والمراكز أيضا تخصص ساحات كثيرة للإخوان بالبحيرة ويشاركنا فيها الصلاة جميع فئات وأطياف المحافظة بمختلف اتجاهاتهم السياسية ولا توجد ساحات للإخوان فقط أو الوطنى فقط أو المعارضين فقط وإنما تجمعنا الساحات لأداء الصلاة على قلب رجل واحد كمسلمين بعيدا عن الاختلافات السياسية. وذكر حنفى مكرم مدير المركز الصحفى لمحافظة البحيرة أن اللواء محمد شعراوى محافظ البحيرة وجه مديرية الأوقاف بالبحيرة لتجهيز الساحات المخصصة لإقامة شعائر وصلاة عيد الأضحى المبارك وعددها 107 ساحات بالمفروشات اللازمة لتهيئة الجو المناسب لأداء الصلاة مع ضرورة توخى الحذر وتجنب الزحام وان جميع الساحات متاحة لجميع التيارات السياسية بالمحافظة دون أى تميز. وفى الدقهلية، استعدت المحافظة بتوفير 280 ساحة خلاء فى مختلف المدن والقرى على مستوى المحافظة والتى حددتها وزارة الأوقاف. وفى الوادى الجديد قرر اللواء احمد مختار محافظ الوادى الجديد كما تم تخصيص 35 ساحة لأداء الصلاة، منها 20 ساحة بمركز الداخلة و11 ساحة بالخارجة و3 بالفرافرة وساحة بمركز باريس وتقرر تخصيص ساحة مركز شباب مدينة الخارجة لأداء صلاة العيد فى الخلاء نظرا لاتساعها. وفى مطروح، تم تخصيص 29 ساحة صلاة بمختلف مراكز ومدن المحافظة، فيما خصصت محافظة 36 ساحة لأداء صلاة العيد موزعة على مراكز ومدن وقرى المحافظة.