مع شن الحكومة الإثيوبية لهجوم عسكري في منطقة تيغراي شمالي البلاد، انتهز بعض الناس الفرصة لنشر معلومات مضللة بهذا الشأن عبر الإنترنت. وتشمل مواد غير مرتبطة بشكل مباشر بالنزاع أو أخرى عُدلت لتبدو كأنها مرتبطة بالأحداث هناك. صورة لمنظومة دفاع دفاع صاروخي تم التلاعب بها أعاد بعض الأشخاص نشر صور يقولون إنها تُظهر منظومة دفاع صاروخي روسية الصنع من طراز "إس -400" زاعمين أنها قيد الاستخدام في منطقة تيغراي لصد الهجمات الجوية الإثيوبية. كما يزعمون أنه يتم هناك استخدام منظومة قاذفات لهب روسية الصنع أيضا. يقول النص المرافق للصورة: "هذا السلاح الذي تراه في الصورة، حتى إثيوبيا كدولة لا تملكه". بالإضافة إلى نص يقول: "يجب على سكان تيغراي حماية أنفسهم من الضربات الجوية". ويظهر في كل صورة جندي يقف في مكان قريب ويرتدي على ما يبدو أنه زي قوات خاصة في تيغراي. لكن الحقيقة هي أنه تم التلاعب بهذه الصور بإضافة صور الجنود؛ فظلالهم تشير إلى الاتجاه المعاكس عند مقارنتها بظلال الأشياء الأخرى أو أنها تبدو قاتمة جداً. وفي إحدى الصور، تبدو صورة الجندي أيضاً غير متناسبة عند مقارنتها مع خلفية الصورة. وكشفت عملية البحث عن الصور على الإنترنت، أن صور منظومة الأسلحة مأخوذة من مناورات عسكرية في منطقة أستراخان جنوبي روسيا. كما نُشر مقطع فيديو باللغة الروسية لهذا التمرين على الإنترنت في سبتمبر/أيلول يُظهر المنظومة الصاروخية قيد العمل. ومنظومة "إس- 400" تمثل نظام صواريخ أرض-جو روسي متقدم، اشتراه عدد قليل من الدول الأجنبية، وإثيوبيا ليست واحدة من هذه الدول. ويقول جاستن برونك، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) في لندن: "لم تستورد إثيوبيا قط سلسلة منظومات الصواريخ (إس-300 أو إس-400) ... ولا حتى الدول المجاورة لها فعلت ذلك". شارك المئات من مستخدمي موقع فيسبوك في نشر صورة يُزعم أنها لطائرة عسكرية إثيوبية هوت أرضاً محترقة. ويقول إحد المنشورات: "تعرضت قوات تيغراي الخاصة إلى هجوم جوي". "لقد دمروا طائرة مقاتلة إثيوبية وقتلوا العديد من القوات الخاصة (الكوماندوز)". "ولا يزال القتال مستمرا". لكن خدمة البحث عن أصل الصور على الإنترنت كشفت عن أن مصدر هذه الصورة ليس إثيوبيا. إذ تظهر صورة مطابقة لها في تقرير بثته قناة "برس تي في" الإيرانية في يوليو/تموز 2018 ، عن إسقاط طائرة حربية سعودية في اليمن، وفي منشور على تويتر أيضا في مايو/أيار 2015 حول إسقاط طائرة ميغ 25 بالقرب من مدينة الزنتان الليبية. شارك البعض بنشر صورا من الموقع الذي تحطمت فيه طائرة الخطوط الجوية الإثيوبية المدنية 737 ماكس 8 ، التي قٌتل فيها أكثر من 150 شخصاً كانوا على متنها، بعد وقت قصير من إقلاعها من أديس أبابا، في مارس/آذار من العام الماضي. وزعم منشور مضلل مرفق بصورة على فيسبوك - حُذف الآن من فيسبوك- أنها تُظهر أكياساً للجثث بالقرب من منطقة تيغراي، تحتوي على رفات جنود من منطقة أمهرة المجاورة. وكانت هناك ميليشيات من أمهرة تقاتل إلى جانب قوات الحكومة الإثيوبية. بيد أن مستخدمين آخرين أشاروا بشكل صحيح إلى أنه: ليس لهذه الصور علاقة بالقتال الجاري في منطقة تيغراي. ونشرت صفحة على فيسبوك تدعم العمليات العسكرية للحكومة الإثيوبية في تيغراي، مقطع فيديو يبدو أنه لعملية عسكرية في منطقة جبلية. وكان النص المرافق للفيديو يقول إنه هجوم القوات الإثيوبية على مقاتلين من تيغراي ، ويتحدث عن "انتصار جيشنا". تمت مشاركة الفيديو 1000 مرة، إلا أن الحقيقة إن ذلك الفيديو لا تجري أحداثه في إثيوبيا. ووجدنا المقطع نفسه في حساب تويتر تابع لوزارة الدفاع في أرمينيا. وتم تحميل مقطع الفيديو الأرميني - الذي يُظهر الصراع في منطقة ناغورنو كاراباخ - على الإنترنت في 4 أكتوبر / تشرين الأول، وهو يسبق بدء الأعمال القتالية في منطقة تيغراي في إثيوبيا. لم تحث وزيرة إثيوبية الجنود على ارتداء الكمامات وجرى تداول لقطات مأخوذة من شاشة لما يبدو أنها تغريدة لوزيرة الصحة الإثيوبية ليا تاديسي، وقد سُخر منها على ما يبدو لنشرها تعليمات السلامة من مرض كوفيد 19 للجيش أثناء النزاع. تقول ترجمة التغريدة المفترضة ما يلي: "مع اتباع قواعد التباعد الاجتماعي واستخدام المعقم وارتداء الكمامات بشكل صحيح، دعونا جميعاً نساهم في إنهاء الحرب بشكل سلمي". لكن لقطة الشاشة هذه مفبركة، كما أن هذه التغريدة لا تظهر في صفحة الوزيرة على تويتر. وإذا ألقينا نظرة على تغريدات ومشاركات الوزيرة الحقيقية في تويتر، سنجد أنها عادة ما تنشر تغريداتها باستخدامها لجهاز هاتفها المحمول آيفون، وليس آندرويد كما هو موضح في اللقطة المأخوذة عن الشاشة هذه.