الصحيفة الإسرائيلية: مردم قدم معلومات بالغة الأهمية عن نوايا الجيش البريطاني وسرب قرارات سرية لجامعة الدول العربية زعمت صحيفة " هاآرتس" الإسرائيلية، اليوم الجمعة، إن رئيس الوزراء السوري الأسبق جميل مردم، كان عميلا مزدوجا لصالح المخابرات البريطانية والوكالة اليهودية (الجهاز التنفيذي للحركة الصهيونية) وفرنسا، وساهم في الترتيب لقيام دولة إسرائيل. وأوضحت الصحيفة أنه في صيف عام 1945، اكتشفت فرنسا أن مردم تم تجنيده من قبل العميد إيلتيد نيكول كلايتون، رئيس المخابرات البريطانية في الشرق الأوسط، حيث وافق على خطة تتوحد بموجبها سوريا مع كل من العراق وشرق الأردن (كانتا تحت الانتداب البريطاني)، تحت اسم سوريا الكبرى، مقابل وعد بأنه سيحكم سوريا الكبرى، لكن فرنسا اكتشفت هذه الأمر وحصلت على وثائق تؤكد عمالة مردم وقامت بابتزازه، وطلبت منه معلومات مقابل ألا تنشر تلك الوثائق وتسريبها لخصومه، وفقا لما نقلته وكالة "شهاب" الفلسطينية. وتابعت الصحيفة أنه بالفعل قدم مردم للفرنسيين معلومات قيمة حول نوايا الجيش البريطاني وأجهزة المخابرات في الشرق الأوسط، وجرى إفشال المخطط، مع العلم أن فرنسا لم تكن تعلم آنذاك بأن الرجل يعمل لصالح الوكالة اليهودية أيضا. وأوضحت هاآرتس أن مردم عندما عين سفيرا لسوريا في مصر ومندوبا في الجامعة العربية تم تجنيده من خلال رئيس القسم العربي للدائرة السياسية في الوكالة اليهودية، إلياهو ساسون وهو من أصول سورية وله علاقة جيدة بمردم منذ عام 1937. ولفتت الصحيفة إلي أن مذكرات موريس فيشر، سفير إسرائيل الأسبق في فرنسا، تشير إلي أن مردم كشف لعملاء من الحركة الصيهونية في لقاء بالقاهرة عن خطة أنجلو-عراقية سرية لتأسيس ما يسمى بسوريا الكبرى. وأوضحت أن القيادي في الحركة الصهيوينة آنذاك ديفيد بن جوريون كان يستعد منذ يوليو 1945، لاحتمال وقوع هجوم من الجيوش العربية في حال تم الإعلان عن قيام إسرائيل، لكن المعلومات التي وردت من مردم حولت الاهتمام إلى اتجاه آخر، إذ علم بن جوريون أن التهديد المباشر يكمن في خطط بريطانية لإحباط قيام الدولة، وبدا ذلك جليا من خلال إعلان مليشيات "الهاجانا" منظمة إرهابية، والسعي لتنفيذ خطة "سوريا الكبرى" حيث يتم إنشاء كيان يهودي بصلاحيات محدوة فيه وليس دولة مستقلة. وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فقد كانت المعلومات التي نقلها مردم بالغة الأهمية، مشيرة إلى أن الأحداث التي وقعت في عام 1946، قد أكدت دقة تلك المعلومات بشأن نوايا بريطانيا. وأشارت " هاآرتس" إلي أن مردم كشف أيضا لإلياهو ساسون عن "قرارات سرية" اتخذتها جامعة الدول العربية تنص على ضرورة المواجهة العسكرية للحركة الصهيوينة ودعم الفلسطينيين بالمال والسلاح والقوى البشرية.