شهد الرئيس حسنى مبارك اليوم الجلسة المشتركة لمجلسي الشعب والشورى فى بداية انعقاد الدورة البرلمانية الجديدة. وكان الرئيس مبارك قد وصل إلى مقر البرلمان لإلقاء خطاب هام أمام الجلسة المشتركة حيث كان في استقباله فور وصوله الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب والسيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى. في بداية الجلسة تلا رئيس مجلس الشعب القرار الجمهوري ببدء الدورة البرلمانية، ثم دخل الرئيس مبارك قاعة وعقب ذلك ألقى الدكتور أحمد فتحي سرور كلمة رحب فيها بالسيد الرئيس. هذا وحذر الرئيس حسني مبارك السبت من أن بلاده "لن تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها" في إشارة على ما يبدو لتعرض مصريين لهجمات في الجزائر والسودان اثر مباراة كرة قدم بين المنتخبين المصري والجزائري. وأوضح الرئيس مبارك أن "رعاية مواطنينا بالخارج مسؤولية الدولة، نرعى حقوقهم ولا نقبل المساس بهم أو التطاول عليهم". وأضاف أن "مصر لن تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها". وحول الوضع فى الشرق الأوسط، حمل الرئيس مبارك إسرائيل تقويض فرص عملية السلام بمخططاتها لتهويد القدس وحفرياتها فى محيط المسجد الأقصى ومواجهات مستوطينها وقواتها مع الفلسطينيين في الحرم الشريف. وقال موجها كلامه لقادة إسرائيل: "إنكم تضعون عقبات جديدة فى طريق السلام بدعوتكم للاعتراف بيهودية الدولة والتفاوض على حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية واستبعاد القدس من مفاوضات الحل النهائي، أوقفوا ممارساتكم فى الضفة الغربية، ارفعوا حصاركم عن غزة، كفاكم تعنتا ومراوغة، امتثلوا لنداء السلام". وأوضح الرئيس مبارك فى خطابه أن مصر توظف علاقاتها الدولية لخدمة قضايا السلام والاستقرار في المنطقة، في علاقتها بأمن مصر القومي بمفهومه الشامل وما يتصل به من قضايا أمن إمدادات المياه والطاقة والأمن الغذائي. وأكد أن مصر تضع سياستها الخارجية فى خدمة قضايا التنمية والداخل المصري وجالياتها على اتساع العالم. وقال: "إن رعاية مواطنينا بالخارج مسئولية الدولة، نرعى حقوقهم ولا نقبل المساس بهم أو التطاول عليهم أو امتهان كرامتهم. "وأقول بكلمات واضحة، إن كرامة المصريين من كرامة مصر ومصر لا تتهاون مع من يسيء لكرامة أبنائها. وأكد الرئيس مبارك أن دائرة تحرك مصر العربي تظل أولوية من أولويات السياسة الخارجية، معربا عن أسفه للوضع العربي الراهن وما يشهده من محاور وخلافات وصغائر. وحذر من تدخل إيران في الشأن العربى وقال: "لن نتردد فى اتخاذ مواقف تتصدى لمحاولات زعزعة الاستقرار وتحمى أمن مصر القومي في صلته بأمن منطقة الخليج والبحر الأحمر وأمن الشرق الأوسط بوجه عام. وأكد أن فى قلب دائرة تحرك مصر الأفريقي تأمين إمدادات المياه فى صلتها الوثيقة بالأمن الغذائي وأمن مصر القومى، كما تولى اهتماما فائقا لدعم علاقاتها بدول حوض النيل، معربا عن ثقته "فى قدرتنا على التوصل معا لرؤية مشتركة تتأسس على التعاون لا التنافس تحقق مصالح دول المنبع وتحفظ حقوق مصر واستخداماتها الحالية لمياه النيل". وقال أن مصر تولى دائرة تحركها الأوروبي والدولي - اهتماما خاصا، لقضية أمن الطاقة باعتبارها قضية أساسية في إدارة العلاقات الإستراتيجية والسياسية بين الدول وتعمل على تأمين احتياجات الطاقة لأجيال المستقبل. وقال " إننا نسعى لتعزيز القيمة الإستراتيجية لمصر كمركز إقليمي لتجارة وتخزين وتداول الطاقة عبر شبكات الربط الكهربائي وخطوط الغاز، نواصل تنويع وتطوير وترشيد استخدامات الطاقة ونمضى فى برنامجنا لإقامة المحطات النووية لتوليد الكهرباء".