لا أحد يستطيع أن ينكر على أحد وطنيته وحبه لبلده، ولا أحد ينكر أيضا كم استفزاز للإعلام الجزائرى فى تعامله مع ملف مبارة مصر والجزائر، ولكن هل يدفعنا ذلك الاستفزاز إلى الانزلاق فى معركة بين بلدين.. وهل هذا بالفعل ما كان يريده الإعلام الجزائرى.. وهل تدفعنا تلك الوطنية لنقف موقف «الدبة التى قتلت صاحبها»؟ تلك هى الأسئلة التى نطرحها على إطراف القضية والخبراء فى الشئون الإعلامية على خلفية معركة الصعود لكأس العالم 2010. «على مدار ثلاثين عاما وفى كل مبارياتنا مع الجزائر نتعرض لشتى أنواع الاستفزاز ودائما ننزلق، وعلى طريقتهم داخل المستطيل الأخضر تعامل معنا الإعلام الجزائرى، فهم دائما يسبون اللاعبون فى أذانهم ثم عندما يرد لاعبونا بأى رد فعل، يقفز لاعب الجزائر ويسقط أرضا ويتلوى من الألم ليبدوا الأمر، كما لو فى موقع الضحية، هذا ملخص ما حدث الأيام السابقة وما سماه البعض سقطة تاريخية للإعلام المصرى فى تعامله مع ملف المباراة، وهذا ما طرحناه على بعض مقدى البرامج الرياضية والخبراء.. هل ما فعلناه سقطة تاريخية أم وطنية حمقاء دون عقل وإدراك «هكذا عبر الإعلامى حسام الدين فرحات عما شهدته الساحة الرياضية والإعلامية العربية خلال الفترة الأخيرة، وقال: «لابد من الاعتراف أننا حشدنا جماهيرنا بشكل أكثر من اللازم ولكن أيضا لا نستطيع مقارنة أخطائنا بأخطاء الجانب الجزائرى، فأخطاؤهم كانت قاتلة ولابد ألا ندعها تمر مرور الكرام. حيث بدأت منذ شهر ونصف منذ بأن أعلنوا أن حكم مباراة مصر وزامبيا، خريج جامعة الأزهر، لذلك ساعد مصر على أن تكسب مباراتها، ثم استمروا فى استفزازهم وسبوا حسام حسن وإبراهيم دون أى مبررات، وختموها بالفعل بالكتابة الكاذبة السامة عن استقبال جثث مشجعى الجزائر من مصر، لدرجة جعلت عبدالقادر الحجار سفير الجزائر بمصر يخرج عن صمته ويكذب ذلك. وأضاف فرحات أن إعلامنا أخطأ بالفعل فى الانزلاق خلف ذلك الاستفزاز، خاصة بعض القنوات الخاصة ولكنى أؤكد أن أخطاءنا لا تقارن بأخطاء الجانب الآخر، ولكن ذلك لا يمنع أنه من غير اللائق ما صدر عن بعض الإعلاميين الكبار من فقدهم أعصابهم على الهواء ليردوا على أكاذيب، وكان لابد أن يكون ردنا هادئا ومنطقيا. وطالب فرحات بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة ضد جريدة الشروق الجزائرية لما فعلته، وأشاد، أيضا، بدور وزير الخارجية والمصرى أحمد أبوالغيط لدور الوزارة لتكذيب شائعات الإعلام الجزائرى. وأكد فرحات أن هذه طريقة الجزائريين منذ القدم فهم على مدار 35 عاما ينجحون فى استفزازنا ودفعنا إلى معارك وهمية وينجحون أن يخرجونا منها خاسرين ودائما لا نتعلم الدرس. الدكتور مصطفى عبده كان أحد من رفعوا لواء العداء ضد الجزائر وضد أفعال إعلامها المستفزة وكان لابد أن يدلى برأيه حول الأمر ليبرر كيف تعامل مع الأمر بهذه الطريقة. سألناه: لماذا تعاملت مع الأمر بهذه العدائية المفرطة؟ فأجاب: نحن لا نفعل شيئا من فراغ ولا نخلق معارك من العدم، فكل ما فعلته هو رد على صحفهم هم، ولا نريد أن نبتعد عن الموضع الأساسى ونلقى اللوم على أنفسنا فهم من بدءوا حربا فعلية، وجعلونا فى حالة دفاع مستمرة عن أنفسنا رغم أننا لن نفعل أى شىء. وأضاف: «إذا كنتم لا تريدونى أن أتحدث بلسان أحد فأنا أقول لا يجوز للمصرى أن يهان أى إهانة خارج حدود بلده، المصرى مكانته أرفع من أى إهانة لذا وجب الرد على تلك الإهانات، وأقولها إننا لن نتركهم يسبوننا ونسكت بعد ذلك، كفانا دفاعا عن أنفسنا». واستشهد عبده بالمبادرات والنوايا الحسنة التى قدمها المصريون، بمبادرة جريدة «الشروق» المصرية ودعوة الناقد الرياضى حسن المستكاوى لإطلاق توءمة بين البلدين، وتساءل: «لماذا لم تستمر نلك المبادرة؟»، وأجاب: «بالطبع لأن الجزائريون لا يريدون الاستجابة الجادة لتلك المبادرات». وانتقد عبده الصحف الحكومية المصرية التى لم تقم بأى رد فعل، بل تولت الصحف المستقلة والمعارضة الدفاع عن كرامة البلد والمواطن، فى الوقت الذى حملت الصحافة القومية فى الجزائر لواء العداء ضد مصر. وتابع: «كل ما حدث من الجانب الجزائرى كان ضمن خطة كبيرة بين وزير الإعلام الجزائرى ووزير الشباب ورئيس اتحاد الكرة كى يخرجونا عن تركيزنا، وقد كان». الناقد الرياضى والإعلامى محمود معروف وافق تماما على أن الجزائريين نجحوا بالفعل فى استفزازنا بكل الطرق، وأكد أنهم هم من بدأوا وتعاملوا بطريقة «ضربنى وبكى وسبقنى واشتكى». ثم قام معروف بتفصيل العديد من المواقف التى تؤكد صدق حديثه فذكر ماحدث فى كأس أفريقيا لكرة اليد عندما كان المعلق بالملعب ينادى على اسم لاعب مصرى فيهتف الجمهور باسم فنانة مصرية، وأيضا فى يونيو الماضى وإصابة حسن شحاتة وبعض اللاعبين بالتسمم نتيجة كسكسى فاسد فى الجزائر. ولكن عندما سألناه عن سبب ثورته فى أحد البرامج عندما قال لشوبير ووائل الإبراشى: إنتو مش مصرين ولا إيه إنتو مش شايف اللى بيحصل للمصرين هناك، أجاب معروف بأنه كان يقول ذلك لشوبير لموافقته على تكريمه من جريدة الشروق الجزائرية فى الوقت الذى تشتعل فيه مصر بأكملها من الغضب. وأوضح معروف أن كل ما فعله الإعلاميون كان على حد تعبير رد فعل للبذاءات الجزائرية، وأكد على كلامه بمن ذهبوا لتشجيع بلدهم فى السودان من أنهم جميعهم أخرجتهم حكومتهم من السجون وأرسلتهم للسودان، وقال أحمد الله إن المنتخب المصرى خسر لأنه لولا ذلك لكان حدث ما لا تحمد عقباه.