كل شيخ وله طريقة، وعلى طريقته الخاصة يدير شيخ ماسبيرو معاركه بالأكتاف القانونية، والتى لا يعتبرها قانون اللعبة خروجا على النص، ومن هنا كانت سياسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون مع صفقة شراء حقوق مباراة مصر والجزائر فى القاهرة التى أقيمت السبت الماضى، قام مهندس العملية أسامة الشيخ بتقديم عرض لاتحاد الكرة يوازى أربعة أضعاف ما تقدمت به القنوات الفضائية نظير شراء حق نقل المباراة حصريا على قنواته الأرضية والفضائية، ومن هنا ضمن الشيخ تسويق المباراة إعلانيا وبأى سعر تحدده وكالة «صوت القاهرة» صاحبة الامتياز للشاشة المصرية، ومن هنا استطاع تحقيق عائدات مادية مثلت ما يقرب من أربعة أضعاف المبلغ الذى دفعه فى شراء المباراة، وبهذه المعادلة التجارية البسيطة أحرز التليفزيون هدفا فى شباك الفضائيات، وفى المقابل احتجبت ثلاثة من القنوات فى أثناء المباراة احتجاجا على شروط قيادات ماسبيرو بعرض المباراة مجانا، ولكن مصحوبة بالإعلانات التى تعاقدت عليها وكالة صوت القاهرة، وكانت تلك القنوات تراهن على إحداث ضجة كبيرة باحتجابها، وربما اعتقد بعضهم أن هذا الاحتجاب سيحرك المسيرات فى الساحات والميادين ضد احتكار التليفزيون المصرى لمباراة المنتخب القومى، وأن الناس فى الشارع الرياضى ستتظاهر أمام مبنى ماسبيرو منددة بموقف وزير الإعلام من شراء حق البث الحصرى للتليفزيون المصرى، وهو بالطبع ما لم يحدث لأن البسطاء من عامة شعب مصر لا يشغلهم أمر بزنس القنوات الفضائية، ولكن كل ما يهمهم هو أن يفتحوا التليفزيون فيجدوا المباراة مذاعة على الهواء دون أن يتحملوا مليما إضافيا نظير استمتاعهم بالرياضة التى يعشقونها. بلا شك لم يكن الاحتجاب قرارا صائبا لأن القناة، التى تحترم جمهورها لا يمكنها أن تتخذ مثل هذا القرار وكان عليها أن تملأ الفراغ الذى أحدثه عدم إذاعة المباراة بمواد تفيد مشاهديها فى الوطن العربى من غير المصريين والجزائريين، لكنها تعاملت باعتبارها قنوات محلية وفرضت مشكلاتها التجارية على المشاهد واتخذت موقفا ليس فى محله، فلماذا لم تحتج دريم ومودرن سبورت ضد قرار احتكار «الحياة» مباراة مصر والأرجنتين؟، الموضوع ببساطة أن القنوات الخاصة تتعامل مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون باعتباره الأم الحنون التى يجب أن تجوع حتى تشبع الصغار!