الحياة المعاصرة يمكن أن تكون سلسلة من الروتين غير الواضح المعالم ، من توصيل الأطفال إلي المدرسة والاستعداد لاجتماع هام في العمل ، ومن ثم إدارة مشروع كبير من أجل رئيس العمل فقط للحصول على أجازة نهاية الأسبوع ومواجهة جبل من الأعمال المنزلية. ويترجم كل ذلك في شكل توتر بالنسبة للكثير من الناس يعني إشارات سلبية على المستوى العقلي والبدني ، ويبدأ الكثيرون في الشعور بالإنهاك ويسقط البعض مرضى. وقال الطبيب النفسي جواكيم كوجلر الأستاذ بالجامعة الفنية في دريسدن: "التوتر ضار على المدى الطويل"، ولكن كل شخص يمر بتجربة التوتر بشكل مختلف. وقال : "ما يسبب التوتر لشخص ما قد يكون تحديا لشخص ثان وقد يراه ثالث إنه أمر محايد". وأضاف فرانك شنايدر رئيس الرابطة الألمانية لعلم النفس الجسدي والعلاج النفسي وعلم الأعصاب أن الحدود الزمنية لأي شخص لا تشكل اختلافا ، فالتوتر يعني اجتياح حدود المرء. فأي شخص لا يواجه المشكلة بإنصاف يدخل في خطورة الوقوع في حالة انهيار سريع ، وقال نوسرات بيسيشكيان طبيب لعلاج أمراض الجسد النفسية وأخصائي الأعصاب : "التوتر هو علامة مثلما تقود سيارة وينقص مستوى الوقود بالسيارة وتضئ لك لمبة التحذير الصفراء". ويرى أن التوتر هو تعبير عن الصراع يظهر نفسه في شكل مرض. ويمكن للتوتر أن يظهر نفسه بعدة أساليب ، فمن الممكن أن يكون ذاتيا ، ويمكن أن يظهر نفسه على المستوى البدني مصحوبا بأمراض نفسية جسدية مثل ألم بالمعدة وآلام بالرأس أو الظهر وتسارع ضربات القلب أو نوبات ربو كما قال كوجلر ، ويظهر التوتر نفسه على المستوى السلوكي من خلال إضطراب مواعيد النوم أو دفع الناس إلى الإفراط في تناول مواد مثل الكحوليات. وبالإضافة إلى ذلك ، فإن الناس الذين يفقدون أو يزيد وزنهم غالبا ما يبدون خائفين ويستيقظون فجأة أو يميلون إلى تناول الحبوب لذا قد يعانوا من التوتر. وقال شنايدر إن أعراض التوتر المزمن تشبه الاكتئاب. ويوفر وضع الهرمونات اختبارا أكثر موضوعية ، فمثل شخص يعدو لمسافة عشرة كيلومترات يوميا فإن الناس ذو المستويات العالية من التوتر سوف يشهدون ارتفاعا في مستوى الكورتيزون في لعابهم ، وقال كوجلر إن مدربي كرة القدم الذين ينتظرون مباراة كبيرة أو تجار سوق الجملة الكبار قبل جرس الافتتاح لا يعترفون مطلقا بشعورهم بالتوتر، ولكن الدراسات أظهرت إنه يكون لديهم مستويات مرتفعة من الكورتيزون. وهذا التغيير يمكن أن يفسر مشاكل المعدة التي يواجهها بعض الناس خلال التوتر ، فالكورتيزون المصاحب لهرمون التوتر يمنع الحماية الحمضية لجدار المعدة ، وهو أيضا يدعم المناعة في المدى القصير ولكنه يضعفها على المدى الطويل وهو ما يعني أن الناس الذين يعانون من التوتر أكثر احتمالا للإصابة بسيلان الأنف. وهذا يعني إنه من المهم التعامل مع كلا من التوتر الإيجابي والسلبي ، وطرق الاسترخاء مثل التدريب الذاتي أو استرخاء العضلات المتطور في طريقة جاكوبسن هما من الاحتمالات الممكنة. وقال شنايدر : "وهذا يجعل من الممكن تعلم كيفية مواجهة مواقف معينة دون التوتر المدمر" ، وقال إنه غالبا ما يبعد الهاتف عنه للحظة أو اثنتين في المواقف المتوترة ويستغرق نحو دقيقتين ليجمع شتات نفسه. وقال بيسيشكيان : "عندما يتعلم أحد تقسيم طاقته بين مجالات متعددة من الحياة عندئذ يستطيع أن يتوافق بشكل جيد مع مفاجآت الحياة" ، وأضاف إنه من المهم أن تجد الشيء الإيجابي في التوتر ، فالخوف هو علامة على أن شخصا ما يتجنب أسئلة معينة ، وتوضح العدوانية وجود حاجة إلى التعبير عن مشاعر. وتعني إدارة التوتر مراقبة ما سيحدث في الخطوة التالية ، والاحتفاظ بقائمة جرد أمر مهم ، فكيف وأين ومتى تطورت مواقف التوتر؟ وما هو رد الفعل؟ ما الشيء الذي تعلمناه من الأزمة؟ كيف أستطاع الشخص أن يتجاوزها؟" وهكذا. وفي النهاية من المهم وضع شيء واحد في الاعتبار: "عندما يكون للشخص هدف فمن الممكن أن يدفع عنه التوتر جانبا".