دت الحكومة الأردنية الجديدة برئاسة بشر الخصاونة اليوم الاثنين اليمين الدستورية أمام العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وسط حالة متزايدة من الاستياء الشعبي بسبب المشاكل الاقتصادية التي تفاقمت جراء التدابير الوقائية لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض (كوفيد-19). وكان الملك عبد الله الثاني كلف الخصاونة الأسبوع الماضي بتشكيل حكومة جديدة عقب استقالة سلفه عمر الرزاز. وشغل الخصاونة، وهو دبلوماسي يبلغ من العمر 51 عاما، مؤخرا منصب المستشار السياسي للعاهل الأردني. ويتولى رئيس الوزراء في الأردن أيضا حقيبة وزارة الدفاع. وطبقا للدستور، فإنه كان من المتوقع استقالة حكومة الرزاز قبل الانتخابات التشريعية التي ستجرى في 10 تشرين ثان/نوفمبر المقبل. وتضم حكومة الخصاونة العديد من الوجوه الجديدة ، بما في ذلك وزير الصحة نذير مفلح محمد عبيدات، الذي يشغل منصب المتحدث باسم لجنة مكافحة الأوبئة. كما احتفظ وزراء المالية والخارجية والطاقة بمناصبهم. ويأتي تشكيل الحكومة الجديدة في الوقت الذي يعاني فيه الأردن من تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا منذ آب/أغسطس ، بعد أن تمكن من السيطرة على انتشار الفيروس في وقت سابق من العام. وقررت السلطات الأردنية هذا الشهر فرض إجراءات إغلاق صارمة في نهاية كل أسبوع حتى إشعار آخر ، مما يزيد الضغط على الاقتصاد المتوقع أن ينكمش بنسبة 7ر3 في المئة هذا العام ، وفقًا لصندوق النقد الدولي. وفي رسالة موجهة إلى العاهل الأردني، قال الخصاونة إن حكومته ستعمل مع القطاع الخاص من أجل "تطوير السياسات الاقتصادية اللازمة لتحفيز النمو الاقتصادي والاستثمار والإنتاج". وأضاف الخصاونة أن الحكومة الجديدة ستعمل أيضا على استعادة ثقة الشعب. وتعرض رئيس الوزراء الأردني السابق عمر الرزاز وحكومته لانتقادات بسبب التعامل مع جائحة كورونا. وقد ساعد الإغلاق المبكر الذي فرضته الحكومة في آذار/مارس الماضي على الحد من الإصابات لعدة أشهر، لكن تخفيف الحكومة للقيود وتشديدها لاحقًا أدى إلى انتقادات واسعة النطاق. وحث الملك عبد الله، في رسالة موجهة إلى الحكومة الجديدة، على زيادة أسرة العناية المركزة بالمستشفيات في الأسابيع المقبلة ، والتأكد من قدرة القطاع الصحي على الاستجابة لأي حالات طارئة قد تنشأ بسبب الوباء. وأضاف العاهل الأردني في رسالته بأنه يتوجب على الحكومة العمل على تحقيق الانتعاش الاقتصادي "من خلال برامج واضحة ذات أطر زمنية محددة سيكون لها آثار ملموسة في الحد من التداعيات الاقتصادية للوباء". وقد سجل الأردن حتى الآن أكثر من 26 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا، فيما بلغ عدد الوفيات 207 حالات.