اتفاق بين الجيش الليبى وحكومة الوفاق على الإفراج الفورى عن جميع المحتجزين وفتح خطوط المواصلات وإيقاف حملات التصعيد الإعلامى مستشار رئيس مجلس النواب الليبى ل«الشروق»: تفاهمات كبيرة بين الطرفين بشأن إحالة الموضوعات للجنة العسكرية
أعلنت بعثة الأممالمتحدة للدعم فى ليبيا، أمس الثلاثاء، أن جولة المحادثات الأمنية والعسكرية المباشرة بين الأطراف الليبية، التى عقدت فى الغردقة، توصلت إلى مجموعة توصيات مهمة فى ختام محادثات مباشرة جرت بين وفدين يضمان ضباطا من الجيش والشرطة، ويمثلان كل من الجيش الوطنى الليبى وحكومة الوفاق. وقالت البعثة: إن من أهم التوصيات الإسراع بعقد اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» بلقاءات مباشرة خلال الأسبوع القادم والإفراج الفورى عن كل من هو محتجز على الهوية دون أية شروط أو قيود، واتخاذ التدابير العاجلة لتبادل المحتجزين بسبب العمليات العسكرية وذلك قبل نهاية أكتوبر المقبل عبر تشكيل لجان مختصة من الأطراف المعنية. وأكدت التوصيات على إيقاف حملات التصعيد الإعلامى وخطاب الكراهية واستبداله بخطاب التسامح والتصالح ونبذ العنف والإرهاب، مع فى فتح خطوط المواصلات الجوية والبرية بما يضمن حرية التنقل للمواطنين بين جميع المدن الليبية. وأشارت البعثة الأممية إلى أن المجتمعين قاموا بدراسة الترتيبات الأمنية للمنطقة التى سوف تحدد فى المرحلة المقبلة على ضوء اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5). وطالبت التوصيات بإحالة موضوع مهام ومسئوليات حرس المنشآت النفطية إلى اللجنة العسكرية المشتركة وإعطائه الأولوية بهدف تقييم الموقف ودراسته واتخاذ الإجراءات الكفيلة بضمان انتظام عملية انتاج وتصدير النفط بعيدا عن التجاذبات السياسية. من جهته، قال مستشار رئيس مجلس النواب الليبى، فتحى المريمى، إن اجتماع الغردقة هو اجتماع عسكرى من الدرجة الأولى من أجل وضع نقاط معينه للتفاهم حولها تتعلق بالجيش بالدرجة الأولى وكذلك للتحضير لاجتماع (5+5)، موضحا أن كل ما يتم عرضه سيتم إحالتة للجنة (5+5) التى تمثل المسار العسكرى والأمنى فى المسارات الثلاثة الليبية والتى هى السياسى والعسكرى والاقتصادى. وأضاف المريمى، فى تصريحات ل«الشروق»، أن هناك تفاهمات كبيرة وإيجابية بين المجتمعين فيما يخص طرح الموضوعات وفى عملية صياغتها واحالتها للجنة (5+5). من جهتها، رحبت السفارة الأمريكية فى ليبيا، بالتوصيات التى خرجت بها محادثات الغردقة، مُعتبرة إياها نجاحا للجهود التى ترعاها الأممالمتحدة. ونقلت حساب السفارة الأمريكية لدى ليبيا، عن السفير ريتشارد نورلاند، عبر موقع التدوينات القصيرة «تويتر» القول إن «محادثات مصر هى علامة على نجاح العملية التى تيسرها الأممالمتحدة». بدوره، قال رضوان الفيتورى، المحلل السياسى الليبى، إن العبرة باجتماعات العسكريين فعندما يتفقوا تنتهى كل المشكلات الليبية لأن ليبيا مشكلتها فى الأساس أمنية. وأعرب الفيتورى، فى تصريحات ل«الشروق»، عن أمله فى إلتزام ممثلى حكومة الوفاق بالتفاهمات التى تم التوصل إليها فى اجتماعات الغردقة، مشيرا إلى أنها تفاهمات فى غاية الأهمية. ولفت الفيتورى إلى ما كان يحدث فى السابق من عدم التزام ممثلى حكومة الوفاق بما يتم التوافق حوله بعد عودتهم إلى طرابلس التى تخضع للحكم التركى مباشرة، على حد تعبيره. مشيرا إلى أن قرار ممثلى حكومة الوفاق ليس بأيديهم على عكس ضباط الجيش الليبى عندهم صلاحيات كاملة وقرارهم بأيديهم. يأتى هذا فيما من المنتظر أن تعقد جولة الحوار الليبى الثانية فى بوزنيقة بالمغرب، الخميس، وذلك بعد أن تأجلت لأسباب لوجستية. ويبحث الجانبان خلال الجولة المرتقبة فى بوزنيقة آليات شغل المناصب السيادية واختيار أعضاء مجلس رئاسى جديد. وتأتى الجولة الثانية بعد انتهاء الجولة الأولى التى امتدت لأيام باتفاق شامل، بشأن المعايير والآليات المتعلقة بتولى المناصب السيادية. وقال السفير الليبى فى المغرب عبدالمجيد غيث، فى تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية، إن وفد المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب وصلا المغرب ويستعدان لعقد المفاوضات التى من المتوقع أن تنتهى بالتوقيع على التفاهمات التى تم التوصل إليها خلال الجولة الأولى. وأضاف غيث أن رئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح قد يحضر التوقيع على الاتفاق النهائى الخميس إذا أحرزت المفاوضات تقدما مع توقعات أخرى بحضور رئيس مجلس الدولة خالد المشرى. من ناحية أخرى، أكد عثمان الجرندى وزير الشؤون الخارجية التونسى على «التزام تونس الثابت بمواصلة بذل قصارى جهدها لمساعدة الليبيين على التوصل إلى تسوية سياسية شاملة عن طريق حوار ليبى – ليبى جامع تحت رعاية الأممالمتحدة». وأوضح الجرندى، خلال كلمة تونس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها الخامسة والسبعين أمس عبر تقنية الفيديو، أن «خطورة الخيارات العسكرية والتدخلات الأجنبية التى لا تزيد إلا فى تعقيد الأزمة وتعميق معاناة الشعب الليبى، وتهدد الأمن والاستقرار فى ليبيا وكامل المنطقة».