هو شاهد على العصر ، مرت معه أجيال كثيرة من لاعبى المنتخب الوطنى منذ توليه مسئولية المدير الإدارى للمنتخب عام 88، وكان وقتها أصغر مدير إدارى فى العالم فى بطولة كأس العالم 1990 بإيطاليا، واجهته العديد من المواقف خاصة أنه تعامل مع مختلف المدارس من المدربين، بداية من المدير الفنى المصرى القدير محمود الجوهرى، ومرورا بالرومانى رادوليسكو والهولندى راوتر والألمانى فايتسا والإيطالى تارديللى والمصريين شحتة والشيخ طه والخطيب وفاروق جعفر ونهاية بالمعلم حسن شحاتة.. هو سمير عدلى الذى كانت ل «الشروق» هذه الوقفة معه للتعرف على ذكرياته والاستماع إلى حكاياته، والاستفادة من خبراته، والمواقف التى واجهته، والأشياء التى تميز الجيل الحالى وغيره من الأجيال السابقة التى عاصرها.. فكان هذا الحوار. فى البداية.. كيف كانت بداية الكابتن سمير عدلى فى مهمة المدير الإدارى للمنتخب الوطنى؟ توليت مهمة المدير الإدارى لمنتخب مصر الأول منذ عام 88 حيث حضرت تصفيات كأس العالم بداية من 90 وحتى الآن، وكنت أصغر مدير إداى على مستوى العالم فى كأس العالم 90 وكان عمرى وقتها 39 عاما وكان حظى سعيدا لصعودنا لهذه البطولة مع الفترة التى توليت فيها هذه المسئولية. إذن.. صف لنا البداية مع كأس العالم 90؟ كانت مباراة الجزائر فى 17/11/1989 هى نقطة الانطلاق، وكانت سعادة اللاعبين كبيرة جدا بعد هذه المباراة التى لن ينساها التاريخ بهدف حسام حسن فى الدقائق الخمس الأولى فبعد غياب 56 سنة بعد بطولة إيطاليا 1934نصعد من جديد إلى الحدث الأهم على المستوى العالمى، بل يعتبر هو الصعود الأول، خاصة أن إيطاليا 34 كانت بطولة سهلة للغاية، ولم يكن كأس العالم فى صورته الحالية وهو تاريخ لمصر وفرحة للشعب بأكمله. وماهى أسباب عدم التأهل قبل 90؟ السبب كان ضعف الإمكانات وعدم الاهتمام بالكرة، إضافة إلى أن الفريق الأحمر كان يلعب مع البنى والأخضر مع الأصفر وأن المنتخب مبارياته الودية كانت أمام الأدوية وأندية الشركات وهو مااختلف تماما مع جيل 90 فخضنا حوالى 52 مباراة ودية دولية أمام مختلف المدارس الأوروبية والاسيوية والأمريكية والتى يأتى على رأسها انجلترا وألمانيا وكولومبيا فكانت البداية الحقيقية للكرة الاحترافية على الرغم من ضعف الإمكانات بالمقارنة بلاعبى الجيل الحالى. و هل ترى أن الجيل الحالى محظوظ لوجود هذه الإمكانات؟ كل جيل وله ظروفه الخاصة به، فالإمكانات لم تختلف فى مصر وحدها، بل اختلفت فى العالم كله، ولكن ما يميز الجيل الحالى هو وجود 25 لاعباً بالقائمة من الممكن أن تخرج منهم بفريقين كاملين ولايوجد بينهما لاعب عادى. فما رأيك فى المقارنة بين الجيل الحالى وجيل 90؟ كما قلت الظروف مختلفة لمقارنة الجيلين، إضافة إلى اختلاف المعسكرات والانتقالات، إضافة إلى وجود النت والفضائيات، وهو ماجعل اهتمام العالم بالكرة أكبر، إضافة إلى إمكانية مشاهدة أى مباراة على الهواء فكنا نتجسس من أجل الحصول على أى معلومات عن الفرق الأخرى. ماهى أصعب المواقف التى كانت تواجهك طوال هذه الفترة؟ دائما أفريقيا أصعب مافيها هى الإقامة والانتقالات، ولكن تحسن الوضع كثيرا فى الفترة الأخيرة وساهم فيها زيادة عدد المحترفين فى أوروبا من كل الدول الأفريقية إضافة إلى الخبرة التى اكتسبتها من العمل مع العديد من المدارس المختلفة. وبالنسبة للفترة الحالية؟ فى الماضى كنا نستطيع إحضار اللاعبين المحترفين قبل المباريات فى التوقيت الذى يناسبنا بالاتفاق مع الأندية، ولكن الآن ومع قواعد لوائح الفيفا أصبح من الصعب استدعاء أى لاعب قبل 72 ساعة من المباراة وهو مايجعل الأجهزة الفنية تبتعد عن المعسكرات الطويلة والتى تعد الأفضل للاعبينا. هل واجهتك مواقف طريفة؟ كثيرا ماتواجهنا المواقف الطريفة ولكنها تمر علينا مرور الكرام، خاصة أن هذه التصفيات تحتاج إلى تركيز كبير. وماهى الأجواء قبل مباراة الجزائر وماهى النصيحة التى تتذكرها؟ اللاعبون كانوا دائما فى جهاد ووضعوا أمام أعينهم الهدف بالتأهل إلى كأس العالم 90 بإيطاليا وهو ماستطاع اللاعبون تحقيقه مع وجود جيل كبير، والنصيحة هى ضرورة إحراز الهدف الأول، ومع بداية الشوط الثانى هو المحافظة على هذا الهدف، ولم تكن هناك نية للمزيد بعكس هذه المباراة، فالكرة اختلفت ويتطلب إحراز أكثر من هدف، وفى حالة إحراز هدفين أو أكثر فى الشوط الأول سيطلب شحاتة زيادة عدد الأهداف. هل اختلفت غرف اللاعبين عن الأجيال السابقة؟ قبل فترة 88 كان هناك اختلاف كبير جدا، ففى السابق يتم تقسيم اللاعبين إلى أهلى وزمالك وأقاليم اختفت منذ هذا الجيل حيث نجح الجوهرى فى إلغاء هذا المبدأ، ولكن مايميز الجيل الحالى وضع لاعبى الخطوط فى غرف واحدة وذلك من أجل تناقل الخبرات وزيادة التفاهم بين اللاعبين. هل ترى تفوق الجيل الحالى على الأجيال السابقة فى الجوانب الدينية؟ للحقيقة هذه الطقوس موجودة منذ أن توليت المسئولية، فطبيعة اللاعب المصرى أنه ملتزم، وهى عادة ماتظهر فى السفريات والمعسكرات الخارجية، خاصة الصلاة فى جماعة، ولكن المختلف الآن هو سجود اللاعبين فى الملعب، وهو حق لكل لاعب، وله أثر كبير فى ظهور هذه الحالة الدينية للاعب المصرى. هل تعتقد أن وجود الكثير من اللاعبين الملتزمين مثل أبوتريكة وحسنى وشعبان هو السبب فى هذا الالتزام الدينى الكبير؟ لا أقلل من التزام لاعبى هذا الجيل، ولكن فى كل وقت دائما ماتجد من يقوده دينيا. فعلى سبيل المثال لا أستطيع أن أنسى ربيع ياسين وهادى خشبة، كما أن شوبير كان دائما ما يؤم زملاءه فى الصلاة. هل ترى أن مباراة الجزائر القادمة هى الأصعب فى تاريخ الكرة المصرية؟ هى الأصعب بكل تأكيد، ولا نستطيع مقارنتها بأى مباراة أخرى. فما هى الأسباب التى صعبت من هذه المهمة؟ السبب هو ضياع عدد من النقاط فى البداية جعلتنا نبتعد عن المنافسة، ولكن بتوفيق ربنا ومجهود اللاعبين، استطعنا تعويض هذه النقاط، إضافة إلى أن الجزائر كانت بعيدة عن التأهل ووجودها فى الصورة بفعل فاعل هو ضياع النقاط منا، والآن هم يريدون الحفظ على هذا الكنز الذى كان لهم مفأجاة كبيرة ونحن نريد استرداد حقنا ونعد الجماهير بالتأهل. من واقع خبراتك.. ماهى نصيحتك لهؤلاء اللاعبين ؟ الهدوء والتركيز وتوزيع المجهود بشكل جيد، وأعتقد أنهم مجموعة لاعبين على مستوى عال، يتمتعون بالحنكة والخبرات الكبيرة التى تؤهلم للفوز بهذه المباراة. وما رأيك فى دعم الجماهير فى الفترة الحالية؟ مساندة الجماهير اختفت كثيرا عن الأجيال السابقة وساهم فيها بشكل كبير الحصول على بطولتى أمم أفريقيا 2006،2008 إضافة إلى تألق المنتخب فى بطولة القارات الأخيرة. فى النهاية.. ماهو رأيك فى دعم المسئولين؟ لا أستطيع إخفاء الدور الكبير الذى يقوم به سيادة الرئيس محمد حسن مبارك معنا، إضافة إلى وقوف نجليه إلى جانبنا بصفة مستمرة، إضافة إلى أن مايؤكد أن هذا الدعم ليس بالدعم الوهمى، خاصة أنه طوال المشوار دائما مايكونون إلى جانبنا حتى فى حالة خسارة بعض المباريات.