الخبراء: بديل آمن للفنادق العائمة.. والأفضل للأعداد القليلة والرحلات العائلية 120 دهبية معطلة.. والأزمة معلقة بين العنانى ومحافظى الأقصر وأسوان صراع بين جهات حكومية على ضمها.. وتراخيص مؤقتة من المحافظات حالة من الجدل الشديد تسود الوسط السياحى أثارها مالكو الدهبيات النيلية «فنادق عائمة صغيرة» العاملة بين الأقصر وأسوان بسبب الصراع بين الاجهزة الحكومية المختلفة لتكون تحت مظلتها وتخضع لرقابتها. وبالرغم من أن محافظة الأقصر وافقت على منح الدهبيات النيلية العاملة بين الأقصر وأسوان تراخيص مؤقتة لنقل السياح إلى حين نقل تبعيتها لوزارة السياحة والآثار.. إلا أن كل الشواهد تؤكد أنها مازالت حائرة بين تبعيتها لمحليات المحافظات أو لوزارة السياحة والآثار. وأكد مستثمرو السياحة أن الدهبية عبارة عن فندق عائم صغير يتكون من كابينتين وحتى 12 كابينة ويبلغ مدة البرنامج الخاص به نحو 5 أيام فى المتوسط وتبلغ أسعاره 4 أضعاف الفنادق العائمة العادية ويطلق عليها سياحة الأغنياء.. كما أنها تعتبر هامة جدا للسياح الذين يبحثون عن الخصوصية والتباعد وعدم التواجد فى مجموعات كبيرة فى ظل أزمة انتشار فيروس كورونا. وكشف عدد من المستثمرين أنه مع تكرار الأزمات السياحية فى مصر تعرضت أعداد كبيرة من الدهبيات النيلية للخروج من الخدمة وتسريح العاملين بها مما تسبب فى ضرر كبير بالعاملين بهذا الجانب من القطاع السياحى ولكن خلال العام الماضى والمقبل ارتفعت أعداد الحجوزات مجددا على المراكب النيلية والدهبيات. وعقد وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى اجتماعا مؤخرا مع مستثمرى السياحة بالأقصر للاستماع لمشكلاتهم ومقترحاتهم وكان من ضمن الاقتراحات التى ناقشها المستثمرون مع وزير السياحة أن يتم تبعية الدهبيات (المراكب الصغيرة) والبوتيك اوتيل (الفنادق التاريخية) بالأقصر لوزارة السياحة بدلا من تبعيتها للمحليات بالمحافظة وحصولهم على تراخيص سياحية وهو ما يساهم فى توفيق أوضاعها وزيادة الطاقة للفنادق والمراكب العائمة. وقال محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية بالصعيد ان الدهبيات العاملة بين الاقصر وأسوان وعددها نحو 120 دهبية تواجه مشكلة كبيرة تهدد عملها حاليا تتمثل فى عدم قدرتها على العمل حاليا لعدم حصولها على ترخيص.. أضاف ان اشتراطات الدولة تتمثل فى ضرورة حصول المنشآت التى تقل سياحا على شهادة السلامة الصحية وهو ما لا تستطيع الدهبيات الحصول عليه كونها تابعة للمحليات. وتابع: «الدهبيات حائرة بين السياحة والمحليات.. فالمحليات لا تستطيع إعطاءها تصريح العمل كونها ليست جهة الاختصاص والسياحة لا تقدر على منحها الترخيص كون الدهببات ليست منشآة سياحية كما أنها تتبع المحليات. واشار إلى ان مستثمرى السياحة بالصعيد خلال لقائهم بوزير السياحة والآثار مؤخرا بالأقصر طالبوا بمعاملة الدهبيات معاملة الفنادق العائمة واعطائها تصاريح التشغيل بعد استيفائها جميع الإجراءات اللازمة للتشغيل. وأوضح عثمان ان محافظة الأقصر وافقت على منح الدهبيات النيلية العاملة بين الأقصر وأسوان تراخيص مؤقتة لنقل السياح إلى حين نقل تبعيتها لوزارة السياحة والآثار. مؤكدا أن الوقت الراهن للدهبيات كبديل للفنادق العائمة فى ظل ضعف الأعداد خاصة أن الطلب عليها كبير ويسهل التحكم فيها حال ظهور أى حالات مرضية. لافتا إلى أن الدهبيات عائلية أكثر وتفضلها الأفواج السياحية الصغيرة لاحتوائها على عدد قليل من الكبائن يتراوح من 6 إلى 12 كابينة وسعر الليلة بالذهبية يعادل ثلاثة أضعاف الليلة بالفندق العائم ومعظم المطاعم فى الهواء الطلق وإجراءاتها الاحترازية تختلف تمامًا عن الفنادق العائمة. وأكد الخبير السياحى إيهاب عبدالعال أمين صندوق جمعية مستثمرى السياحة الثقافية وصاحب إحدى شركات السياحة التى تمتلك فنادق عائمة زيادة الطلب من السياح على الدهبيات فى الوقت الراهن بسبب جائحة كورونا، فضلا عن ضعف الحركة السياحية الوافدة.. لافتًا إلى أنها أحد أنواع السياحة الغنية فسعر الليلة يعادل ثلاثة أضعاف الليلة بالفندق العائم لقلة طاقتها الاستيعابية ويزداد الطلب عليها لعدم الاختلاط الاجتماعى فى ظل الإجراءات الاحترازية والوقائية.. وأشار عبدالعال إلى طلب أصحاب الدهبيات من الدكتور خالد العنانى بأن يتم نقل تبعيتها لوزارة السياحة ووعد الوزير بإرسال خطاب لوزير التنمية المحلية لتطبيق شروط السياحة فى الإجراءات لحين صدور قانون السياحة الموحد ليتم تبعيتها فعليا لوزارة السياحة. وأوضح عبدالعال أن 50٪ من الدهبيات الموجودة حاليا لا تصلح لعدم مطابقتها للموصفات السياحية وتبعيتها لوزارة السياحة يساعد فى تحسين الخدمة ويدخلها فى التصنيف الجديد للفنادق NN لتحديد درجة النجومية. وأوضح إيهاب عبدالعال أن الضوابط الجديدة التى تفرضها وزارة السياحة تزيد من تكلفة التشغيل بنحو 40%، وهو ما يصعب معه على أى صاحب مركب عائم حرق الأسعار. ويتوقع عبدالعال عدم وجود إقبال من أصحاب المراكب على التشغيل والتوافق بالمعايير الجديدة، بحيث لن تزيد عن 10% من المراكب نظرا لزيادة التكلفة فى ظل توقعات بانحسار الأعداد السياحية بصفة عامة، وخفض نسب التشغيل إلى 50%، وهو ما يحتم زيادة الأسعار، وبالتالى يصعب تنفيذ ذلك فى ظل تراجع الطلب. فيما رفض مصدر مسئول بمحافظة الاقصر مقترح نقل تبعية الدهبيات لوزارة السياحة.. مؤكدًا نجاح الدهبيات وتعمل بشكل جيد خاصهً انها تتعامل مع جهة واحدة وهى المحافظة أو هيئة الملاحة الداخلية فى الأقصر وأسوان بعيدًا عن المشكلات التى تواجهها الفنادق العائمة سواء فى الحصول على التراخيص وغيره.. وطلب أن يكون هناك كنترول على عدد الدهبيات حتى لا تقع فى أخطاء المراكب العائمة الكبيرة والتى كانت تباع بأسعار مرتفعة جدًا والآن أصبحت تتعرض لخسائر كبيرة بسبب غياب التنسيق وبدأت المنافسة غير الشريفة وحرق الأسعار وخطف الزبائن حتى أصبحت تباع بسعر التكلفة عكس الدهبيات تمامًا التى يقبل عليها السائح عالى الانفاق ويطلق عليها سياحة الأغنياء.